قال خبراء عسكريون إسرائيليون إن "التخوف الإسرائيلي يكمن في أن إدارة الولايات المتحدة للتطورات الأمنية والعسكرية في المنطقة ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة عقب الانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا، وتعاظم السيطرة الروسية في المنطقة، مما يجعل المنظومة الأمنية الإسرائيلية تشعر بتراجع قوة الردع".
وأضاف تال ليف-رام الخبير العسكري بمقاله بصحيفة معاريف، أن "القلق الإسرائيلي يتمثل بعدم جاهزية الإدارة الأمريكية لمواجهة تطورات سياسية وعسكرية وأمنية كبيرة، قد تترك تأثيراتها على المدى البعيد في المنطقة، سواء باستهداف الهجمات الإيرانية للملاحة البحرية في الخليج، أو إسقاط الطائرة بدون طيار الأمريكية، ومرورا بضرب منشآت النفط السعودية، وليس آخرا الانسحاب الأمريكي من سوريا".
وأكد ليف-رام، وهو ضابط إسرائيلي سابق في الجيش أن "مكمن القلق الإسرائيلي من السلوكيات الأمريكية تتزامن مع تنامي التواجد الروسي في المنطقة، وبعد أن كان الإسرائيليون يتحدثون بهذه المخاوف بلسان خفي منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة قبل عدة أعوام، فقد ساهمت أحداث الأسابيع الأخيرة في رفع هذا الصوت عاليا داخل أروقة تل أبيب".
وأشار إلى أنه "رغم التنسيق الكامل بين جنرالات الجيشين الأمريكي والإسرائيلي، لكن القرارات السياسية التي يتخذها ترامب قد تضع صعوبات أمام هذا التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، ولذلك فإن الخشية المركزية في إسرائيل تتمركز في النقاشات الدائرة بين المستويين السياسي والعسكري من أن هذه الخطوات قد تمس بقوة الردع الأمريكية، مما سيدفع أعداء إسرائيل للدخول في مغامرات عسكرية في ضوء هذا التراجع الأمريكي".
الجنرال عاموس غلعاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية السابق بوزارة الحرب، قال إن "التطورات الحاصلة في المنطقة مؤخرا جعلت من الروس اللاعب الأهم في الملعب السوري، بل والإقليمي بأسره، وهو ما يتوافق عليه مختلف الأطراف: إسرائيل وإيران وحزب الله، فقد بات لدى فلاديمير بوتين الكثير من مصادر القوة التي تجعله نافذا في الإقليم، ليس فقط بالتصريحات، وإنما بالأعمال على الأرض".
وأضاف في حوار مع صحيفة معاريف، أنه "حتى لو حاول الأمريكان فرض عقوبات على تركيا، فإن الروس بإمكانهم أن يكبحوا جماحها".
وختم بالقول أنه "في حين يعلم الأكراد حجم علاقتهم الخاصة مع إسرائيل، وفي عديد المرات أدركت كيف تدعمهم من خلال طرق سرية، خاصة في ضوء المصالح الأمنية الاستخبارية، فإنه يمكن الافتراض اليوم أن الأكراد يعلمون حجم العلاقات القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي قد تؤثر عليهم، لكنهم اليوم في هذه المرحلة بالذات، لا يبدو أن لعلاقاتهم مع إسرائيل أهمية استراتيجية".
آفي بنياهو الناطق العسكري الإسرائيلي الأسبق قال إن "ترامب يأخذ الشرق الأوسط وإسرائيل إلى رحلة جبلية عبر الدراجات، ولذلك لا يجب على عليها أن تكون متفاجئة من سياساته الشرق أوسطية، مما يتطلب نشوء حكم إسرائيلية موسعة، تنسق جيدا مع المنظومة الأمنية لمواجهة قراراته القادمة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، أنه "صحيح أن الولايات المتحدة تعتبر أهم أصدقاء إسرائيل، والأكثر أهمية لها، وتمنحها غطاء سياسيا ودبلوماسيا، ومساعدات اقتصادية وأمنية لا يمكن الاستغناء عنها، لذلك فإني لا أعرض الاستغناء عنها، لكني أطالب بإدارة العلاقة معها من جديد، والاستعداد لقرارات وخطوات غير متوقعة قد يقررها الرئيس غير المتوقع هذا".
وأوضح أنه "في ساعات الحرب تحتاج إسرائيل الولايات المتحدة كثيرا، ليس فقط في الأمم المتحدة، للدعم السياسي والدبلوماسي، وإنما بسبب تقديم سلسلة طويلة من المساعدات العسكرية والأمنية، مثل الجسر الجوي ومخازن الطوارئ والأسطول السادس وخدمات الأقمار الصناعية والدفاع وغيرها".
وختم بالقول بمخاطبة الإسرائيليين، محذرا لهم: "تعالوا تخيلوا معي، كيف سيكون رد فعل ترامب، لو أن صفقة القرن الخاصة به لن تكون مقبولة على إسرائيل، كيف سيكون سلوكه تجاهها".