قائمة الموقع

هل ينجح العلم مستقبلا في شفاء "العمى"؟

2019-10-21T22:35:00+03:00
صورة "أرشيفية"
واشنطن- الرسالة نت

نشر موقع بوبيلار ميكانيكس الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على تطور العلم في مواجهة العمى وتوصله إلى تقنيات جديدة قد تمكن الشخص الكفيف من إبصار النور وعيش حياته بصفة طبيعية.

وقال الموقع، في تقريره، إن "المواطن الأمريكي الكفيف لاري ميزروك كان يجد صعوبة في قطع المحاذي لمقر إقامته في نيويورك، والذي تعبره أكثر من 170 ألف سيارة كل يوم. وفي الوقت الحالي، تغير كل شيء بالنسبة لصاحب 83 سنة، حيث أصبح قادرا على أن يجوب شوارع مدينته كما لو كان مبصرا بفضل التطور التكنولوجي".

وتقوم هذه التكنولوجيا الجديدة على ارتداء ميزروك لنظارة مزودة بكاميرا، ومايكروفون، واتصال انترنت من الجيل الرابع، ثم ربط المشاهد التي تصورها النظارة بحاسوب شخص آخر عن بعد، والذي يشاهد هذه الصور والمقاطع ويوجه الشخص الكفيف كما لو كان بجانبه.

وأضاف الموقع أن مزايا هذه الأداة التي تسمى "أيرا" تتجاوز ضمان سلامة المستخدم وحسب، بل إنها تمتد لتشمل مساعدته على التسوق، واختيار ملابسه، وقهوته، وفرز البريد، والمهام التي يتعذر عليهم القيام بها في العادة. وباتصال واحد فقط، يصبح المستخدم متصلا بمئات الموظفين المدفوعي الأجر في كامل أرجاء البلاد، والذين يضطلعون بإرشاده ووصف ملامح محيطه.

يعتبر نظام "أيرا" واحدا من عشرات الأنظمة التي تساعد المكفوفين، والذين يعانون من صعوبات على مستوى الرؤية على امتلاك نظام حياة أكثر استقلالية ونشاط. وعلى سبيل المثال، توفر خاصية التعليق الصوتي في هواتف الأيفون قراءة دقيقة لمعطيات نظام تحديد المواقع وتدفع الهاتف للاهتزاز كلما عبر الشارع بمفرده.

وتطرق الموقع إلى تطبيق "بي ماي آيز" أو "كن عيناي"، والذي يربط بين المكفوفين والمتطوعين الذين يساعدونهم على قراءة ملصقات الوصفات الطبية أو مقياس الحرارة. بالنسبة للموظفين، هناك برنامج "جاوس" لقراءة الشاشة، والذي يمكّن المكفوفين وضعاف البصر من العمل على الحاسوب من خلال نطق محتويات الشاشة.

أضاف الموقع تطبيق "سيينغ أي إي" المعتمد على الذكاء الاصطناعي من شركة مايكروسوفت، والذي يدمج بين العديد من الأدوات في وقت واحد لوصف الأشخاص والنصوص والأجسام. وفي حين يعتقد أن عدد المكفوفين وضعاف البصر سيبلغ 7.2 ملايين سنة 2030 في الولايات المتحدة فقط، تخفف التكنولوجيا والعلوم من معاناتهم بشكل تدريجي.

أفاد الموقع أن تكلفة نظارة شركة "أيرا" تبلغ 600 دولار، في حين تتراوح الاشتراكات الشهرية للاتصال بالموظفين بين 29 دولارا لنصف ساعة من المحادثات و199 دولار لقاء خمس ساعات كاملة. وبغض النظر عن التكلفة، يقول ميزروك إن هذه الخدمة مفيدة وتساعده للبقاء بعيدا عن الأجمات أثناء سيره في الشارع.

وأشار الموقع إلى كهل آخر يعاني من مشاكل على مستوى الرؤية، وهو أليكس بيندل صاحب 52 سنة، والذي يعاني من التهاب الشبكية الصباغي منذ أن كان بعمر 12 سنة. وبسبب المشاكل التي تسببت فيها حالته المرضية، ترك بيندل وظيفته وجاب 40 دولة حول العالم ليتمتع بالحياة قبل فقدان بصره بشكل كامل، لينتهي به المطاف، وقد استقر في ناميبيا بعد تعرفه على امرأة خلال ترحاله.

ما يزال بيندل في انتظار توصل العلماء إلى علاج جيني يشفي حالته المرضية، وقد لا يطول انتظاره كثيرا في ظل اقتراب الباحثين من إصلاح جين "آر بي إي 65" المتسبب في هذه الحالة. والجدير بالذكر أن هذا العلاج الذي يدعى "لاكستورنا" كان قد حاز على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في مرحلته الأولية سنة 2017.

نوه الموقع بحقيقة كون العلاجات القائمة على تعديل الجينات واستبدالها رائدة في الوقت الحالي، ناهيك عن كونها تمتلك آفاقا واعدة للغاية. وتقوم التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد التي تعرف باسم "كريسبر" على إدخال جزء من الحمض النووي السليم في الجزء التالف من الجينات، وهي طريقة غير مكلفة نسبيا.

أما بالنسبة لتجربة ارتداء النظارة، فإنه بمجرد وضعها والاتصال بالموظف، يبدأ سيل المعلومات والإرشادات بالقدوم، حيث يواظب الموظف على وصف الأنماط والأشكال والأجسام المحيطة بالمكفوف أو الشخص الذي يعاني من صعوبات في الرؤية. وفي بعض الأحيان يفشل الموظف في وصف بعض الأجسام بشكل دقيق أو يغفل عن ذكر البعض الآخر.

بين الموقع أن مستخدمي نظارات "أيرا" يعانون من بعض الصعوبات على مستوى الاتصال بالموظفين في بعض الأحيان، ما يجبرهم على استخدام تطبيق "بي ماي أيز" المجاني. وفي بعض الأحيان، يواجه المتطوعون في خضم هذا التطبيق المجاني صعوبة على مستوى رؤية الكتابات والأجسام نظرا لإخفاق المستخدمين في إيجاد الزاوية المناسبة لتصويرها.

وخلص الموقع إلى القول إنه على الرغم من الفائدة المنجرة عن استخدام هذا التطبيق أو الخدمات المدفوعة الأخرى، إلا أن أبرز مساعد للمكفوفين وضعاف البصر هم الأشخاص المحيطون بهم.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00