تستخدم الأحزاب (الإسرائيلية) خاصة اليمينية المسجد الأقصى كوسيلة في الدعاية الانتخابية لكسب الأصوات، من خلال تقديم وعودها للمتطرفين وإباحة الاقتحامات التي تتزايد بشكل ملحوظ منذ بداية الأعياد لديهم.
الكثير من الشخصيات السياسية والمرشحين انسحبوا من الانتخابات لصالح بنيامين نتنياهو الذي قدم وعودا كبيرة وامتيازات لصالح المتطرفين في المسجد الأقصى.
مراقبون اعتبروا أن ما يحدث من تطورات في باب الرحمة، بالإضافة للإغلاق المتكرر وطرد للمصلين يصب في صلب هذه الدعاية الانتخابية لنتنياهو وغيره من المرشحين.
وفي إطار السباق على كسب أصوات اليمين، انسحب موشيه فيغلين مؤسس حزب "هوية" لصالح بنيامين نتنياهو، مقابل امتيازات خاصة وعده بها الأخير لصالح "جماعات الهيكل" المتطرفة.
ويبدو أن الحملة الانتخابية الحالية تشهد صراعا حاميا بين الأطراف مع ظهور أحزاب جديدة تقدم هي الأخرى وعودا لم تكن تحلم بها جماعات الهيكل مقابل مناصب وزارية لأفراد بعينهم.
وتوافق ناصر قوس المختص بالشأن (الإسرائيلي) في مقابلة "للرسالة" مع هذه الرؤية حيث يرى أن هناك شخصيات قدمت وعودا في الأقصى للمتطرفين مقابل أصواتهم في الانتخابات، قائلا: حينما يكون هناك انتخابات دائما ما يكون الأقصى على جدول أعمال المنتخبين بالاقتحامات المستمرة والتصريحات بتحقيق حلم التقسيم.
ويلفت قوس إلى أن هناك شخصيات كثيرة استخدمت الأقصى في هذه الحملة مثل يهودا غليك ووزير الزراعة (الإسرائيلي) أوري ارئيل الذي قاد عددا من الاقتحامات خلال العام، وقبلهم يوجد ليبرمان وبنيامين نتنياهو نفسه وعدد كبير من الأعضاء في الكنيست.
ومسبقا قدم بنيامين نتنياهو تعهدا لرئيس حزب "هوية" اليميني المتطرف موشيه فيغلين بدمج حزبه مع الليكود مقابل انسحابه من المنافسة الانتخابية.
وتتضمن هذه التعهدات "منح امتيازات خاصة لجماعات الهيكل المتطرفة، منها تحسين الخدمات والمعلومات، وتقصير فترة انتظار اليهود أمام ما يسمى جبل الهيكل، وتسهيل اقتحاماتهم، وزيادة مدتها الزمنية، والسماح لهم بإحضار لافتات وأدوات تعريفية خاصة بهم في الأقصى، إلى جانب تعهد آخر وقع عليه نتنياهو بمنح فيغلين حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة.
ورحب اتحاد منظمات الهيكل بهذه التعهدات واعتبرها أكبر إنجاز سياسي يحققه منذ عام 1967. وأكد المتحدث باسم الاتحاد فريد أساف أن هذا القرار سيضمن زيادة أعداد اليهود المقتحمين للأقصى ويحسّن من سبل وطريقة الاقتحامات للأقصى.
ويرى الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا، إن المعركة الانتخابية (الإسرائيلية) هي في الأصل معركة ضد الأقصى، والهدف منها حصد أصوات (الإسرائيليين) لصالح الليكود.
وأكد صبري رفضه لتصريحات نتنياهو لافتا إلى أن الأقصى ملك للمسلمين فقط، وبأن المستوطنون يقتحمون الأقصى تحت حراسة مشددة وهذا أكبر الأدلة أنهم لا يملكون في الأقصى شبرا.
ويبدو أن مشروع تهويد الأقصى وتقسيمه هو أهم شعارات نتنياهو الانتخابية مع التذكير بأن شبكة الأنفاق تحت الأقصى قد افتتحت في عهد حكومته الأولى، وقد مر رغم ما حدث بسببه من تصعيد ومواجهات في القدس، ويبدو الآن بأن فوز نتنياهو سيلزمه بتنفيذ اتفاقاته مع المتطرفين اليهود باعتبارهم مساعدين في تشكيل ائتلافه الحكومي الجديد.
وفي ذات السياق يرى مختصون أن اقتحامات المتطرفين للأقصى قد تطورت من حيث الفترة الزمنية وأعداد المقتحمين، فبعد أن كانت عبارة عن تسللات إلى المسجد تأخذ كامل حيطتها وحذرها خوفا من المرابطين، باتت تلك الاقتحام تجري جهارا نهارا ويرتل المستوطنون فيها عباراتهم التلمودية بصوت عالي بل وبحماية من سلاح الشرطة (الإسرائيلية) كما قال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني في مقابلة مع "الرسالة".
ولفت الكسواني إلى أن الحملة اليهودية مستعرة هذه المرة، فقبيل موسم ما أسموه بالأعياد اليهودية زادت قوات الاحتلال حملاتها الأمنية معتقلة عددا أكبر من شباب القدس وخزنة المسجد الأقصى، وسلمت أوامر لإبعاد عدد من المقدسيين بهدف فتح المجال أكثر للمتطرفين اليهود لزيادة اقتحاماتهم وعدد المقتحمين.