جدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله رفضه تغيير السلطة وإسقاط النظام، ولكنه أكد تأييده الحراك الشعبي، وتحدث عن جملة من الإيجابيات.
وقال نصر الله -في ثاني تعليق له منذ اندلاع الاحتجاجات في المدن اللبنانية منذ أكثر من أسبوع- إن أي حل يجب أن يكون على قاعدة عدم الوقوع في فراغ السلطة، واصفا الفراغ بالخطير في ظل التأزم الاقتصادي والسياسي، مشيرا إلى أن الفراغ سيؤدي إلى الفوضى والانهيار.
وأضاف الأمين العام لحزب الله أنه لا نقبل إسقاط العهد، ونرفض استقالة الحكومة، ولا نقبل انتخابات نيابية مبكرة في ظل هذه الظروف.
وطالب المتظاهرين باختيار ممثلين لهم لإجراء حوار حتى لا يستغل أحد حراكهم، مشيرا إلى أن الرئيس عون مد يده إليهم.
وتحدث نصر الله عما وصفها بإيجابيات الحراك الشعبي، ومنها:
- فرض على الحكومة أن تقرر ميزانية خالية من الضرائب ورسوم وعجز 0.6، وهي المرة الأولى منذ عشرات السنين.
- خرجت ورقة الإصلاحات التي قدمها الحريري، وهي ورقة غير مسبوقة، رغم أنها دون الطموحات.
واعتبر نصر الله أن الورقة الإصلاحية ليست وعودا بل قرارات، مشيرا إلى أن هناك قرارات عديدة قيد البحث في مجلس النواب.
- الحراك دفع المسؤولين في الحكومة لبدء تنفيذ ما وعدوا به، وعقد جلسات مكثفة لبحث جملة من مشاريع القرارات، منها مشروع الأموال المنهوبة وقوانين لها علاقة بمكافحة الفساد.
- "الوعي" لدى المسؤولين في السلطة، من حيث المسؤولية والمحاسبة.
- أعاد الثقة والأمل، حيث أصبح لدى الناس ثقة في أنفسهم، بعد أن أيقنوا صعوبة الخروج في مظاهرات احتجاجية.
- أعطى الفرصة لكل الناس أن يتحدثوا بما يشاؤون بطريقتهم الخاصة، لكن ينبغي تجنب الشتائم التي اعتبرها موجهة من قبل البعض.
- أوجد مناخا بالبلد يفتح الباب أمام كل القوى السياسية الجادة، سواء في السلطة أو خارجها، للعمل بجدية وصدق، ومن هذه القوى حزب الله، وفق تعبيره.
ولكن نصر الله أعاب على الحراك إغلاق الطرق ومنع البعض من التوجه إلى أعمالهم، مشيرا إلى أن الكثيرين أصبحوا يعانون لكسب رزقهم.
وأضاف أن بعض الطرق تحولت إلى حواجز لتحصيل إتاوات ممن يحاولون عبورها من المواطنين العاديين.
وفي أول تصريح له السبت الماضي، رفض نصر الله استقالة حكومة سعد الحريري، وأبدى دعمه لها، "ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة".
كما رفض نصر الله الطروحات التي تدعو إلى تشكيل حكومة تكنوقراط، وإلى انتخابات نيابية مبكرة، مؤكدا أنه إذا استقالت هذه الحكومة فمن غير المعلوم أن تتشكل الحكومة في غضون سنة أو سنتين.
واتهم الأمين العام لحزب الله بعض القوى السياسية بالتنصل من مسؤولياتها، وإلقاء التبعات على الآخرين، مشيرا إلى أن أمام لبنان خيارين: إما الانهيار المالي والاقتصادي، أو الانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة.
وتأتي كلمة نصر الله بعد يوم من خطاب ألقاه الرئيس ميشال عون طالب فيه المتظاهرين بالحوار، وقال إن تغيير النظام يأتي عبر المؤسسات الدستورية، وليس الشارع، مشيرا إلى أن الورقة الإصلاحية التي قدمها رئيس الحكومة ستكون الخطوة الأولى لحل الأزمة الراهنة.
وفي الميدان، أفاد مراسل الجزيرة بأن إشكالا وقع وسط العاصمة اللبنانية بيروت بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله.
وأشار المراسل إلى أن المواجهة بين الجانبين جاءت على خلفية إطلاق شعارات ضد فساد الطبقة السياسية الحاكمة.
وتدخلت قوات مكافحة الشغب لفض الاشتباك والفصل بين المعتصمين.
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لم تتوقف المظاهرات التي جاءت ردا على قرار الحكومة زيادة الضرائب في إطار إعداد موازنة العام المقبل، لا سيما فرض رسوم على تطبيق واتساب.
المصدر: الجزيرة