دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم السبت، دول حركة "عدم الانحياز" إلى إطلاق جهد حقيقي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي سبيلاً وحيداً إلى تحقيق السلام، مشدداً على أهمية اعتماد مقاربات جديدة لحل الأزمة السورية تقدم مصالح سورية وشعبها على صراع الأجندات.
وأضاف الصفدي، في كلمة خلال القمة الثامنة عشر لدول "عدم الانحياز"، التي تستضيفها العاصمة الأذرية باكو، وفق بيان صادر اليوم السبت، عن وزارة الخارجية الأردنية، أنه "من غير احترام القانون الدولي وحق كل الشعوب في العيش بحرية وكرامة، لن يستطيع المجتمع الدولي إنهاء الصراعات والحروب، ودحر الإرهاب والقضاء على الجريمة المنظمة ومواجهة تبعات اللجوء والنزوح التي شردت الملايين".
وقال وزير الخارجية الأردني "إن الاستعمار الإسرائيلي لدولة فلسطين ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويهدد الأمن والسلم الدوليين"، مطالباً أعضاء الحركة بالوقوف في وجه هذا الاحتلال، وإطلاق فعل حقيقي ينهي هذا الشر وهذا الباطل".
وأضاف: "اختار الفلسطينيون وكل العرب السلام، واختارت إسرائيل أن تمعن في احتلالها اللاشرعي واللاقانوني واللاإنساني، لذلك يستمر الصراع".
وزاد: "لن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل والدائم من دون زوال الاحتلال، وحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
وتابع: "إجماعنا على السلام يصطدم يومياً بإجراءات إسرائيلية أحادية تقتل فرص تحقيق السلام: استيطان غير شرعي، ومصادرة للأراضي، ومحاولات عبثية لطمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها".
وأكد الصفدي أن "القدس، هي مفتاح السلام"، مضيفاً أن "الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المدينة المقدسة ومقدساتها جعل مدينة السلام ساحة للقهر والحرمان".
وشدد الصفدي على أن "محاولات حرمان اللاجئ الفلسطيني من حقه في العيش وبكرامة، ومن حقه في التعليم والعلاج، عبر استهداف "الأنروا"، انتهاك فاضح لمبادئ الحركة يجب أن نتصدى له، عبر تلبية احتياجات "الأنروا" المالية، والحفاظ على ولايتها ودورها إلى حين حل قضية اللاجئين، وفق القانون الدولي، وبما يلبي حق اللاجئين في العودة والتعويض في سياق حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين".
وفي سياق آخر، قال الصفدي إن "الأزمة السورية كارثة يجب أن تكثف الحركة والمجتمع الدولي كله الجهود لإنهائها، عبر حلّ سياسي يصنعه السوريون، ويقبله السوريون، حلّ يحفظ وحدة سورية وتماسكها وسيادتها، ويعيد لها أمنها واستقرارها"، مضيفاً أنه "لا بد من مقاربات جديدة فاعلة لحل الأزمة، لا صراع الأجندات والمصالح الإقليمية والدولية على حساب سورية وعلى حساب شعبها الأصيل".
وتابع "أن اللاجئين السوريين ضحايا يجب أن نتحمل جميعاً، لا الدول المستضيفة وحدها، مسؤولية توفير العيش الكريم لهم، إلى حين عودتهم إلى وطنهم".