غزة - رائد أبو جراد - الرسالة نت
قافلة جديدة ساهمت في كسر القيود دخلت غزة عصر الخميس، قادمة من الأراضي العربية السورية بعد إفراغ حمولتها التي نقلت على ظهر سفينة انطلقت من ميناء طرطوس، خاض المتضامنون على متنها عمام البحر ليوصلوا 650 طنًا من المساعدات الإنسانية بينها 40 – 60 طن من المساعدات الطبية مقدمة كمعونة من الشعب السوري صاحب الكرم والشهامة إلى قطاع غزة المحاصر.
وقد ضم الوفد البالغ عدد أفراده 26 عضواً ممثلين عن الهلال الأحمر السوري واتحاد الفنانين التشكيليين والاتحاد العام النسائي ونقابات المهندسين والمحامين والأطباء والمعلمين واتحاد شبيبة الثورة والاتحاد العام لنقابات العمال إلى جانب وفد إعلامي.
مشاعر لا توصف في الوصول لأرض القطاع عبر عنها عدد من المتضامنين ممن التقتهم "الرسالة نت" أثناء زيارتهم غزة، مؤكدين أن الزيارة تمثل حالة تضامنية إنسانية عربية تعبر عن الصبر والتصدي الذي تجسد به الفلسطينيون.
"أهل غزة ضربوا أسطورة مثلى في الدفاع عن أرضهم" بهذه العبارة استهل الشاعر والأديب السوري زياد صقور حديثه، مؤكداً أن زيارتهم ستشكل مقدمة وبداية لعدة قوافل قادمة ستساهم وتساعد في كسر الحصار المضروب على قطاع غزة.
ووصف صقور المشاعر التي سيطرت عليه خلال العدوان الصهيوني الأخير الذي استهدف غزة طيلة 22 يوماً بقوله :"كم هي لحظات جميلة وأنا أزور غزة لأول مرة لكنني حينما حوصرت غزة واعتدي عليها وارتكبت المجازر بحق أبنائها كتبت نصاً شعرياً بعنوان "غزة أودعوها هادئة تودع شهدائها".
وتابع :"حينما دخلت هذه الأرض كان على أن أنحنى لها وأن أصلي بها فهي منبت الشهداء والأبطال ومنبت العزة والكرامة".
حصار سياسي
"غزة غير محاصرة .. لا نؤمن بحصار غزة فهي أكبر من أن تحاصر"، لم يستطع الدكتور أيمن اليازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بسوريا إخفاء ما اختلج في قلبه من عبارات وكلمات أطلقها ليعبر فيها عن فخره الكبير بصمود شعب غزة ومقاومته.
وأكد لـ"الرسالة نت" أن الحصار المضروب على قطاع غزة "سياسي" ، مستطرداً :"ما دام هناك قوة تقف إلى جانب الحق والمقاومة سنعزز صمود أهلنا في غزة المحررة".
وشاركه الرأي زميله في نقابة أطباء سوريا الدكتور طارق عكاري والذي أشار إلى أنهم جاءوا لغزة ليقدموا لها الدعم المعنوي والسياسي لهذا البلد المقاوم، موضحاً أن نصر غزة يمثل نصراً للشعب السوري وللأمة جمعاء.
وعبر عن سعادته الكبيرة حينما وطأت قدماه أرض القطاع لأول مرة في حياته، مستطرداً:"كنت دائماً احلم بزيارة فلسطين وامتلكني شعور رهيب وحالة غريبة سيطرت علي عندما وصلت لغزة"، لافتاً إلى أن القوافل مستمرة حتى كسر الحصار وأن ما جاءوا به عبارة عن مساعدات رمزية بسيطة للفلسطينيين.
مدير عام جمعية الهلال الأحمر السوري مروان عبد الله نوه إلى أن المساعدات التي جاءت بها القافلة مقدمة من الشعب السوري لشقيقه الفلسطيني المحاصر في غزة وأن الجزء الأكبر منها يشتمل على المواد الغذائية إضافة إلي مستلزمات طبية، مضيفاً :" تم إدخال مساعدات طبية منع الاحتلال دخولها لغزة".
وأوضح قيامهم بتسليم المساعدات الطبية للهلال الأحمر الفلسطيني، وأن هذه القافلة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، مستعرضاً ما قدمه الهلال الأحمر السوري من مستلزمات طبية للفلسطينيين أثناء العدوان الصهيوني على غزة.
حقوق وثوابت
رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أكد خلال استقباله وفد النقابات السوري أن الشعب الفلسطيني ثابت على مواقفه وصامد على أرضه الصلبة تتجدد فيه موجات المقاومة والتحدي، موضحاً أن الفلسطينيين ملتزمين بحماية حقوق وثوابت الأمة في أرضهم.
وأشار هنية إلى أن هذه الزيارة تمثل دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني ولغزة المحاصرة، مستطرداً:"الزيارة تؤكد أن شعبنا ليس لوحده في ميدان المواجهة مع الاحتلال بل هناك أمة حية ودول ما زالت على عهدها مع قضايا الأمة وقضيته المركزية".
من جانبه، قال زياد محسن النائب في مجلس الشعب السوري ورئيس الوفد الزائر:"سوريا على ثوابتها ونحن مع إخواننا المحاصرين في غزة التي تمثل الشوكة في حلق العدو الصهيوني"، مؤكداً أن سوريا ستبقى القلعة الصامدة الممانعة الحامية للمقاومة.
وخاطب الفلسطينيين :"أنتم المؤتمنون على قدسنا وقضيتنا وأنتم الخط الأول الذي يحمل أعباء الأمة ولن نترككم مهما جرى"، مضيفاً:" المقاومة والسلام محور واحد ولا يوجد خيار آخر فالمقاومة هي التي تمنع الفوضى وثمن المقاومة والصمود أقل بكثير من ثمن الفوضى".