تشي العديد من المؤشرات والوقائع بعمق الشرخ الذي يضرب العلاقات بين الحزب الديمقراطي الأمريكي وبين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو.
وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، إلى الزيارة التي قامت بها بعثة من أعضاء الكونغرس الأمريكي مؤخرا إلى الأردن بقيادة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.
وأوضحت أن الوفد الأمريكي بحث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ومستشاريه "التطورات في سوريا، وكالعادة أيضا بحثوا العملية السلمية غير الموجودة حقا، بين الفلسطينيين وإسرائيل".
وفي إشارة للغضب الإسرائيلي من الحزب الديمقراطي الأمريكي، قالت الصحيفة: "رغم أجواء الأزمة التي أحدثها الانسحاب الأمريكي من سوريا، ومع أن الطيران بين عمان وتل أبيب يحتاج إلى ساعة فقط، إلا أن بيلوسي لم تمر هنا".
وتساءلت: "هل نتنياهو امتنع عن دعوة هذه الشخصية الديمقراطية الرفيعة؛ العدو الحالي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأنه لم يرغب في إحراج ترامب، أم لأن بيلوسي نفسها اختارت القفز عن الالتقاء مع نتنياهو؟".
وعلى أي حال، فإنه بحسب "هآرتس"، يمكن أن يعتبر ذلك "شهادة أخرى على عمق الشرخ بين الليكود بزعامة نتنياهو والحزب الديمقراطي"، معتقدة أنه "حتى لو أن نتنياهو وترامب لن يبقيا في منصبهما بعد سنة أو سنتين، فإن أضرار هذه الفترة سيتم الشعور بها بشكل جيد".
وفي خطاب له أمس، بمؤتمر منظمة "جاي ستريت"، تحدث السيناتور عن الحزب الديمقراطي والمرشح الرئاسي بيرني ساندرز عن سياسة المساعدات الأمريكية، وقال: "بينما ننفق 3.8 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل، يحق لنا أن نقول للحكومة الإسرائيلية إن الولايات المتحدة ودافعي الضرائب يؤمنون بحقوق الإنسان والديمقراطية"، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.
وأكد ساندرز، أن ما يحدث في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 13 عاما، "غير إنساني، ومدمر ولا يطاق"، مضيفا أن "لدينا الحق في إخبار إسرائيل بأننا لا نقبل العنصرية".
وفي خطابه ألقى المرشح الديمقراطي ساندرز، باللوم على حكومة نتنياهو في العنصرية، ونوه إلى أنه "ليس من المعادي للسامية، القول إن حكومة نتنياهو عنصرية، إنها حقيقة".
وذكرت الصحيفة، أن ثلاثة من أعضاء بارزين من الحزب الديمقراطي وهم بيرني ساندرز وبيت بوتيج وإليزابيث وارين، خلال حديثهم في المؤتمر، "انتقدوا الحكومة الإسرائيلية، وربطوا المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل بعملية السلام".
وسبق أن أعلنت المرشحة الديمقراطية المتصدرة للرئاسة في انتخابات 2020، إليزابيث وورن الأسبوع الماضي، أن "وقف البناء في المستوطنات، هو من ناحيتها شرط لمواصلة المساعدة الأمنية لإسرائيل"، بحسب ما ذكره الكاتب الإسرائيلي ران إدليست في مقال نشر بصحيفة "معاريف".
وقدر إدليست، أن "هناك احتمالا حقيقيا لا بأس به أن يأخذ الحزب الديمقراطي البيت الأبيض، وحينها يصبح نتنياهو وكتلته بمثابة خطر أمني".
عربي 21