فجأة اقتحم قائد الأركان الأجواء وأطفأ البهجة التي نعيشها، حاول تحطيم الفقاعة التي دخلتها (إسرائيل)، وما يشغلها من الصباح إلى المساء، غاي بيليغ والبروتوكولات المسربة، عميت سيجل وتحليلاته، أفيغدور ليبرمان وممارساته، والشكوك وجلسات الاستماع، والمستشار القانوني والنائب العام للدولة والحكومة، والعنف في القطاع العربي والمجتمع بشكل عام، وترامب وتغريداته.
فوق كل هذا ترتفع موجة تهديد تقترب نحونا من الشرق، من إيران، لتحطيم جنة عدن لدينا.
صحيح أن الشعار المتعلق بـ(إسرائيل) باعتبارها "فيلا في الغابة" لا يزال ساري المفعول، حيث من حولنا غابة من أعمال الشغب والاحتجاجات، لبنان والعراق، الأتراك والأكراد، أردوغان وبوتين، ولكن داخل الفيلا هناك نزاع سياسي متفجر ومتزايد، يمنع معالجة شؤون الدولة، والأهم من ذلك، أنها تصرف الانتباه عن التهديد الحقيقي الذي يحوم فوقنا جميعًا.
لا يوجد شراع في الأفق بالنسبة للمأزق السياسي، تمر (إسرائيل) بمرحلة انتقالية نحو حكومة جديدة طال انتظارها، ولا يمكن إنشاؤها.
السياسيون متحصنون خلف مواقفهم، لا يتنازلون لبعضهم، كل واحد له الأنا واتهامات للآخرين. أليست هذه إشارة إلى العدو الخارجي بأن (إسرائيل) مشقوقة، تمر بأزمة حقيقية، وبالتالي ربما تقترب ساعة اللياقة لتنفيذ المؤامرة؟
الجيش الإسرائيلي تحت قيادة كوخافي مازال ينتظر تنظيم الشؤون الداخلية للنظام السياسي وإنشاء حكومة جديدة لا يُعرف متى ستشكل، لأنه لا توجد ميزانية معتمدة، لا توجد قرارات حكومية، والوقت لا يقف ساكنا، وأعداؤنا لا يتجمدون، ويعرفون كيفية استخدام كل لحظة لزيادة استعدادهم.
كوخافي لفت انتباهنا قبل ايام الى أنه هناك غمامة وأزمة أكثر تعقيدًا، وهي الأزمة الأمنية والتي تلوح فوق سماء (إسرائيل)، ليس فقط بسبب غيوم الشتاء، بل بسبب أصوات الحرب القادمة من طهران، ومن أسلحة إعدامها في جنوب لبنان، وقطاع غزة، وسوريا، وبالطبع إيران نفسها، وهل يمكن لرئيس الأركان أن يكون قادرًا على الجلوس في مثل هذا الموقف؟
في وقت سابق صرّح يتسحاك بريك مفوض شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا أن "الجيش في أزمة كبيرة"، فهو غير مستعد للحرب القادمة، ويجب إجراء عملية مسح شاملة له.
إذن ماذا لدينا؟ ما لدينا هو أزمة سياسية لا تريد أن تنتهي، ستولد أزمة أمنية قد تنهي الهدوء في الفيلا الموجودة وسط الغابة.