قال خبير عسكري إسرائيلي، إنه في الوقت الذي تتسلط فيه الأنظار إلى الجبهات البعيدة عن الحدود مثل العراق وإيران واليمن، فإن إطلاق الصواريخ من غزة يكشف عن نقطة الضعف الإسرائيلية، حيث أرادت المنظمات الفلسطينية استغلال الانشغال الإسرائيلي بذلك التركيز بعيدا، وعدم وجود حالة من الاستقرار السياسي فيها من أجل ممارسة مزيد من الضغط عليها".
وأضاف أمير بوخبوط في تقريره على موقع ويللا الإخباري، أن "إسرائيل" تقترب من اللحظة التي يضطر فيها "الكابينت" الإسرائيلي للإجابة عن سؤال؛ فيما إذا آن أوان تغيير السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، من أجل إعادة الهدوء إلى حدود القطاع؟.
وأشار إلى أن الفلسطينيين يعلمون جيدا أن انغماس الأوساط السياسية الإسرائيلية في مسألة تشكيل الحكومة، وإمكانية الذهاب إلى انتخابات ثالثة، يجعل الدولة في حالة من عدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة.
وأكد أنه من الواضح أن السياسة الإسرائيلية تواصل تحميل حماس مسؤولية كل ما يحصل في غزة من تطورات، على اعتبار أن استهداف مواقعها العسكرية بقوة قد يجعلها تفرض سيطرتها على سواها من المنظمات والمجموعات المسلحة، وهي سياسة متوازنة، وليس بالضرورة قد تؤدي إلى تصعيد عسكري.
وكشف النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي يستغل هذه الجولات من التصعيد لضرب قدرات حماس العسكرية، والبنى التحتية التسلحية المتنامية، وتنفق عليها حماس أموالا طائلة، لكن لا يمكن المراهنة على هذه السياسة الإسرائيلية طويلا، لأنها تجعل مستوطني الجنوب رهائن بقرارات القادة العسكريين في غزة.
وأكد أننا بتنا نقترب أكثر فأكثر من اللحظة التي سيضطر فيها "الكابينت" الإسرائيلي من اتخاذ قرار بإعادة الهدوء والاستقرار النسبي إلى حدود غزة، من خلال الدمج بين عدة وسائل من بينها مهاجمة أهداف حيوية، وربما اغتيالات موضعية.
وختم بالقول بأن مثل هذا القرار مرهون بأمرين اثنين، أولهما المدى الزمني الفاصل بين كل إطلاق للصواريخ على المستوطنات الجنوبية، وثانيهما إمكانية سقوط قتلى أو مصابين في صفوف الإسرائيليين، في حين أن هناك من بين صفوف الفلسطينيين من قد يبدو مستعجلا لتوتير الوضع الأمني من جديد.
أم آيال زيسر المستشرق الإسرائيلي قال إن التوتر الأخير مع غزة يتزامن مع عدم وجود حكومة مستقرة في "تل أبيب" من جهة، ومن جهة أخرى مع التخوفات الإسرائيلية مما قد يحدث في الجبهة الشمالية، ورغم طي صفحة التوتر الأخير، لكن الجولة القادمة من التصعيد مسألة وقت ليس أكثر.
وأضاف في مقاله على صحيفة إسرائيل اليوم، أن "حماس" قد لا تكون معنية بأي توتر أمني في غزة، لكنها في الوقت ذاته قد لا تكون لديها النية أو القدرة على فرض رأيها على سواها من الفصائل الأخرى التي تطلق الصواريخ على إسرائيل، ومن ثم فإنه يحظر الاعتماد على حماس في حفظ الأمن والهدوء على طول الحدود مع غزة.
وأشار إلى أن الوضع الأمني اليوم يزداد تعقيدا في ظل غياب حكومة إسرائيلية لا تتخذ القرارات الحاسمة والاستراتيجية، وإنما تفضل استمرار الوضع القائم من خلال البحث عن حلول بينية مؤقتة، وتكتفي بردود عسكرية آنية، وهو ما يفهمه الطرف الثاني في غزة.