مضى أكثر من سبعين يوما على اعتقال الشابة هبة اللبدي -24 عاما- داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي ألحقته بالإضراب عن الطعام منذ أكثر من أربعين يوما بعد الحكم عليها بالاعتقال الإداري مدة ستة أشهر، مما انعكس على حالتها الصحية وأدى لنقلها إلى عيادة سجن الرملة.
اللبدي التي تحمل الجنسيتين الفلسطينية والأردنية، تم اعتقالها في 20 أغسطس الماضي خلال توجهها من عمان إلى بلدة يعبد بمحافظة جنين لتشارك ابنة خالها حفل زفافها، لكن فور وصولها ألقي الاحتلال الإسرائيلي القبض عليها، موجها لها تهمة الاتصال بحزب الله اللبناني كما جاء في صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
التدهور الصحي الذي تعيشه اللبدي، وسوء المعاملة والخدمات الصحية المقدمة لها من الجانب الفلسطيني، جعلها ترسل برفقة محاميها رسالة شفوية تطلب من أهلها "مسامحتها وألا يحزنوا لأنها ستبقى قوية".
وبحسب ما أورده محامي "اللبدي" فهي مكبلة في السرير من يدها اليمني وساقها اليمنى، معها طيلة الوقت ضابط سجّان، ولا يُسمح لها باستعمال المرحاض إلا مرة واحدة في اليوم، كما أخبرته أنها قد تموت في أي لحظة.
اعتقال الشابة اللبدي أدى إلى توتر العلاقات الأردنية الإسرائيلية مؤخرا توترا ملحوظا وصل إلى حد استدعاء الأردن لسفيرها في (تل أبيب) للتشاور على خلفية استمرار اعتقال "اللبدي" وعبد الرحمن مرعيفي وهو مريض سرطان أيضا.
لم تقف عائلة اللبدي مكتوفة الايدي، بل طالبت الحكومة الأردنية بالتدخل للإفراج عن ابنتها، وسرعان ما تم الرد حين أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي استدعاء السفير الأردني في (تل أبيب) للتشاور من أجل إطلاق سراحهما قائلا في تغريدة له على موقع تويتر: "نحمّل (إسرائيل) المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا وسنستمر في اتخاذ جميع الإجراءات لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين".
وتابع:" تعريض حياة مواطنينا للخطر، فعل مدان ترفضه المملكة التي تقدم مصالح مواطنيها وسلامتهم على كل اعتبار".
وأكدت الخارجية الأردنية أنها مستمرة في تكثيف جهودها للإفراج عن الأسرى الأردنيين وسط وقفات احتجاجية لأهالي الأسرى ومطالبات شعبية بعودتهم لديارهم.
ونفذ أردنيون مساء الأحد وقفة أمام رئاسة الوزراء لمطالبة الحكومة بالضغط على حكومة الاحتلال الاسرائيلي للإفراج عن الأسرى الأردنيين.
وطالب القائمون على الوقفة الحكومة بالتدخل للإفراج عن أبناء الأردن بشكل عاجل، مؤكدين استمرارهم بالفعاليات التضامنية حتى الإفراج عن هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي المعتقلين تعسفياً بلا تهمة اعتقالاً إدارياً مجحفاً، بالإضافة لجميع الأسرى الأردنيين البالغ عددهم 23 أسيار أردنيا والكشف عن مصير المفقودين.
ووفق الأخبار المتداولة من وسائل الاعلام الأردنية، فهناك حديث عن التوصل لاتفاق إسرائيلي أردني بإطلاق سراح "اللبدي" والشاب "مرعي".