الضفة – الرسالة نت
موجة الغلاء هذه المرة لم تستهدف الخبز أو التمور ولا حتى الذهب، بل اتخذت من الخضروات سبيلاً لها كي تثقل كاهل أهالي الضفة الغربية المحتلة وتحرمهم الاستفادة منها في وقت أمست فيه أبسط وجبة "أغلى من أي شيء".
وتختلف أسباب وعوامل هذه الموجة اللاذعة في أسعارها من تاجر لآخر، ولكن صداها يتشابه في نفوس المواطنين ممن اعتادوا الاعتماد الأساسي على الخضروات في أغلب مأكولاتهم خاصة بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل، كما أن العديد منهم لجأ إلى حلول أخرى سيتطرق لها التقرير التالي....
استهجان!
في شوارع رام الله تجد المتسوقين في حيرة من أمرهم، منهم من يشتري ربع كيلو من البندورة التي وصل سعر الواحد منها لـ10 شواقل وأكثر، ومنهم من يفضل شراء حبة واحدة من كل صنف كي يوفر نقوده لموجة غلاء أخرى.
وفي هذا الصدد يقول المواطن أبو أحمد سلامة لـ"الرسالة نت":" لم نعد نعرف ماذا نشتري؟ كل الخضروات أسعارها في تصاعد وانتظرنا طويلاً ولكنها لم تنخفض فاضطررنا لشرائها بالأسعار المرتفعة، أي مسبب لهذا الغلاء غير مبرر برأيي ولا أستوعب ارتفاع أسعارها لهذا الحد!".
أما السيدة أم بلال فتنظر في أصناف الخضروات وتقول:" نضطر لشرائها مع أنها مرتفعة السعر بشكل رهيب وليست جيدة للغاية في نوعيتها، ولكن هذا هو الموجود، هل نموت جوعاً؟!".
ويعتبر أهالي الضفة بأن بعض الخضروات أضحت في خانة "الممنوع مؤقتاً" بسبب غلاء أسعارها، فيقول أبو حمزة:" طفلتي تحب الزهرة كثيراً وتطلب شراءها منذ فترة ونحن نؤجل الاستجابة لطلبها حتى تنخفض الأسعار لأن رأس الزهرة الواحد وصل سعره لـ 30 شيقل رغم أنه صغير الحجم".
وتصاعدت في كافة مدن الضفة عبارات الاستهجان والاستغراب من هذا الارتفاع المفاجئ في أسعار الخضروات وخاصة البندورة، كما أن بعض المواطنين أوصلوا شكاوٍ رسمية إلى الجهات الحكومية المختصة ولكن دون ملبٍ.
أسباب..
وحول أسباب هذا الارتفاع، يؤكد أحمد عمرو أحد تجار الخضروات في مدينة الخليل المحتلة أن السبب الرئيسي يعود لتلف المحاصيل الزراعية بسبب اصابتها بحشرة أدت لخرابها ونجاة القليل منها، مما أدى إلى وصول كميات ضئيلة ليست كالمعتاد وبالتالي ارتفاع أسعارها
أما التاجر سعيد عبد الله من رام الله فعزا سبب الارتفاع إلى موجة الحر التي ضربت أرض الضفة مؤخراً ، مؤكداً أن الحرارة العالية أدت إلى تلف المزروعات وغلاء أسعار ما نجا منها.
في حين يرى التاجر شادي رملية من مدينة جنين إن السبب الحقيقي يعود إلى تقلبات درجات الحرارة في الفترة الأخيرة بين حارة وجافة وباردة ورطوبة ومنخفضة ، الأمر الذي يؤدي إلى تضرر المحاصيل الزراعية وغلاء أسعار الجيد منها.
حلول مؤقتة
أما المواطن العادي فلم يكترث لأي من تلك الأسباب لأن النتيجة واحدة هي إرهاق جيوبه وإلحاق أزمة مالية بميزانيته الشهرية، ولكن عدداً منهم اخترعوا حلولاً مؤقتة لمثل هذه الأزمات.
فالسيدة أم أنس تقول إنها تغلبت على هذه المشكلة بالاعتماد على حوضها الزراعي الصغير الذي كانت زرعت فيه عدة أشتال من البندورة وشجيرة ليمون، حيث تؤكد أنها استفادت منها بشكل كبير .
أما المواطن إبراهيم مصطفى فيقول إنه "أصدر قراراً" في منزله بتجنب إعداد الوجبات التي تحتوي على الخضروات باهظة الثمن، مشيراً إلى أنه اعتمد مؤخراً على "المنسف" و"المجدرة" و"المسخن"، معلقاً بالقول:" أن يدفع الشخص ماله لشراء اللحم ليس كأن يدفع أكثر من ذلك لشراء الخضروات، فلنعتمد على اللحوم والدجاج حتى تعود الخضروات إلى رشدها!".
بينما يقول الطالب الجامعي بشار خليل لـ"الرسالة نت":" نحن لا نستطيع دفع الكثير لشراء الخضروات ولكننا نقوم بشراء حبة بندورة وحبة ليمون وثمرة خيار وباذنجانة ونتقاسم السعر الإجمالي أنا وأصدقائي".