أصدر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة الشرطي السوداني السابق نزار النعيم في ظروف اعتُبرت "غامضة" بالعاصمة المصرية القاهرة.
وكان محتجون قد تظاهروا في مناطق عدة من العاصمة السودانية أمس الخميس للمطالبة بكشف ملابسات وفاة الشرطي. كما أضرم متظاهرون النار في إطارات السيارات وأغلقوا شوارع رئيسية في مدينة أم درمان غربي الخرطوم.
ونقل مراسل الجزيرة عن عدد من المحتجين قولهم إن الشرطي كانت له مواقف داعمة للحراك الثوري في البلاد، كما رفض التصدي للمظاهرات بالقوة، وأبدى استعداداً للإدلاء بشهادته لكشف مَن أعطوا الأوامر بفض اعتصام القيادة العامة مطلع يونيو/حزيران الماضي، واستهداف المتظاهرين بالرصاص.
وكان عم الشرطي قد أكد -خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة مباشر" أمس- أن ابن أخيه قتل مسموما، وأن جهات في النظام مسؤولة عن قتله لإخفاء حقيقة ما حدث للمتظاهرين إبان فض اعتصام الخرطوم.
وأضاف خلال المقابلة أن نزار انحاز إلى الثورة السودانية منذ يومها الأول، ورفض المشاركة في قتل المتظاهرين السلميين، وأنه كان يمتلك معلومات عن المتورطين في قتل المحتجين إبان الثورة.
وقد نعى "تجمع المهنيين السودانيين" -الذي قاد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير- وفاة الشرطي السابق، داعيا النائب العام إلى فتح تحقيق عاجل بشأن ملابسات وفاته منذ طلب محاكمته والتعدي على منزله وحتى سفره إلى مصر.
وكانت صحيفة "الجريدة" السودانية قد نقلت في وقت سابق عن النعيم تأكيده أنه يملك أدلة بشأن فض اعتصام القيادة العامة.
وقدم النعيم استقالته من الشرطة أثناء اندلاع الاحتجاجات الشعبية بالسودان في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعدما رفض أوامر باستهداف المتظاهرين.
يشار إلى أن عملية الفض أدت إلى مقتل العشرات وإصابة المئات وفقدان العشرات. وتحدث شهود ومصادر حقوقية عن وقوع عمليات اغتصاب. وحمّلت قوى المعارضة السودانية قوات "الدعم السريع" التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) مسؤولية ما جرى، في حين أنكر الأخير أي مسؤولية له وأنحى باللائمة على "عناصر مجهولة" قال إنها كانت ترتدي زي قوات الدعم السريع.
المصدر : الجزيرة + وكالات