التحديات التي يواجهها وزير الجيش الجديد نفتالي بينت
بقلم المحلل العسكري يوأف زيتون
مع خطة مفصلة تتعلق بغزة، سوف يجتمع وزير الجيش الجديد، نفتالي بينت مع هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلي، بحضور رئيس الوزراء، حيث أن عيونهم تركز على الشمال.
سوف يطلب الوزير الجديد الحسم بموضوع شراء طائرات بقيمة مليارات الدولارات، وسوف يعرض موقفه بشأن تجنيد الفتيات لسلاح المدرعات، لكن على كل حال، فهو لن يستطيع الحسم بالأمور الكبيرة، مثل الخطة متعددة السنوات للجيش، لأنه وزيرا في حكومة انتقالية.
لقد طلب الوزير الجديد من الجيش، أن يظهر الحزم بشكل أكبر، ولقد أحضر معه خطة مفصلة لمواجهة حماس بغزة، لكنه سيقابل رئيس وزراء أمني، وهيئة أركان مغلقة، الذين يفضلون العمل على الجبهة الشمالية.
وفي ظل حكومة انتقالية، لن يستطيع الوزير بينت الحسم بالأمور والخطط الكبيرة، لكن سيكون مطلوبا منه تمثيل الجيش في مطالبه بالميزانيات، خصوصا ميزانيات شراء الطائرات من الولايات المتحدة الأمريكية.
خطة بينت لغزة مقابل خطة الجيش للشمال:
ليبرمان هو وزير الجيش الوحيد الذي أثبت أنه فاشل في المبادرة بالصفقات العامة، خلال وجوده بوزارة الجيش، بينت يفهم قليلا بالصفقات، لكن هناك شك كبير في أن يكون له تأثير على المنظومة الأمنية في إسرائيل، خصوصا وأن وظيفته ليست دائمة، ففي حال توجهت إسرائيل إلى انتخابات ثالثة، أو حتى في حال التقدم بالمفاوضات بين الليكود وحزب "يسرائيل بيتنا" لتشكيل حكومة وحدة، وارد جدا أن يتم مصادرة هذه الحقيبة منه، خلال أسابيع.
وفي هذه اللحظة ستستمر الساعة الأمنية بالتقدم، وفي حال عودته للوزارة، سيترتب عليه المصادقة على الخطة العملياتية الجوية، ضمن "المعركة ما بين الحروب"، التي يعتمد عليها الجيش في الحرب ضد إيران وحزب الله بالشمال، لمحاربة التمركز العسكري الإيراني في سوريا، ومشروع الصواريخ الدقيقة في لنبان.
وإذا كان وزير الجيش السابق، ورئيس الوزراء نتنياهو، والجيش حذرين جدا في الماضي من المصادقة على هذه الخطة، فالحذر هذه الأيام مضاعف، وذلك لأن إيران تجرأت أكثر وأثبتت لإسرائيل أنها سترد في حال تم مهاجمة أهدافها في الشرق الأوسط، حتى حزب الله وضع لنفسه ثمنا مقابل أي هجوم إسرائيلي، وقام بالرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضده.
المعادلة في الشمال قد تتطور بسرعة إلى حالة حرب، إضافة إلى احتمالية دخول الجبهة الجنوبية إليها، هذه الجبهة الأكثر قابلية للانفجار، لا سيما وأن الجهاد الإسلامي مرتبط بشركائه في الشمال، وقام بإطلاقق الصواريخ الدقيقة نحو الغلاف (سديروت وأسدود) في الأسابيع الأخيرة.
إلى هذه الصورة سيدخل الوزير الجديد بينت، مع خطة منظمة، هجومية، ومفصلة، والتي سيركز فيها على معالجة المشكلة الغزاوية حسب كلامه، وسوف يختبر بينت أفعاله منذ اليوم الأول له بالوزارة، مع رئيس وزراء أمني، ورئيس أركان جديد وصاحب خبرة، ويركز على الجبهة الشمالية، بل ويعتبرها الجبهة المركزية.
الحسم في القضايا الكبيرة:
حتى في حال حصل بينت من نتنياهو على عدة شهور بالوزارة، فهو لن يكون قادرا على التأثير والحسم بالقضايا الكبيرة والمهمة في الجيش، مثل التأثير على الخطة متعددة السنوات الجديدة ( 5 سنوات)، والتي تتطلب ميزانية ثابتة، وآمنة نسبيا، ومقبولة على وزارة المالية ووزارة الجيش، خصوصا وأن خطة "جدعون" متعددة السنوات القديمة، ستنتهي بعد شهر ونصف.
رئيس الأركان كوخافي لم يتنظر طويلا، وقام ببلورة مبادئ جديدة للخطة متعددة السنوات الجديدة، والتي تشمل تقوية الوسائل الهجومية، للقوات البرية، وتجديد القوة والتسليح الدقيق لسلاح الجو، ونظرية الهجوم المفاجئ القوي جدا بالحرب، التي ترتكز على قوات متعددة بالجو والبر والبحر والاستخبارات والسايبر والحرب الإلكترونية.
في الجيش وافقوا على هذه المبادئ، وحتى أن جزءً منها تم البدء بتطبيقه، بتمويل داخلي من الجيش، على حساب ميزانياته.
على الأغلب، خطة متعددة السنوات يتم الموافقة عليها بوجود وزير جيش، والذي سيكون له تأثير عليها، وبينت قادر على طلب إجراء تغييرات وتعديلات فيها، خصوصا وأن الخطة متعددة السنوات الجديدة، ستحتاج إلى مصادقة الحكومة.
الجيش بدأ الآن بالزحف نحو الواقع الأعوج القديم الذي سبق حرب غزة2014، مع ميزانيات جزئية للجيش، ومعارك بين وزارة الجيش ووزارة المالية، وتقليصات بالميزانيات، والهدوء مقابل الهدوء، هذا بالإضافة إلى إلغاء بعض التدريبات لبعض الكتائب، المخطط لإجرائها في الأشهر القادمة
لذلك ممكن أن نضيف بشارة سيئة لوزير الجيش الجديد بينت، سيحصل عليها خلال اجتماعه الأول مع قيادة الجيش، وهي تخص المساعدات الأميركية العسكرية، والحسم بشأن شراء الأسلحة من الولايات المتحدة الامريكية، من أجل أن يتم إنتاجها لإسرائيل، ووصولها إلى الجيش خلال 3- 5 سنوات.
أخيرا: لن يحصل وزير الجيش الجديد نفتالي بينت على التقدير الذي حصل عليه أفيجدور ليبرمان بوزارة الجيش، وهو اجراء تعديلات وتعيينات جديدة بالجيش، لأن رئيس الأركان كوخافي قام بهذه التعديلات والتعيينات.