قائمة الموقع

تحليل.. كيف قهر كلوب غوارديولا؟

2019-11-11T12:22:00+02:00
جانب من المباراة
الرسالة نت - وكالات

دائما ما تشهد مواجهات الألماني يورغن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول، مع الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، متعة كروية من نوعية خاصة، وقد تطورت تلك المتعة مع ارتفاع وتيرة المنافسات مع انتقال الاثنين إلى التدريب في الدوري الإنجليزي منذ 3 سنوات.

المنافسات القوية التي يشهدها الدوري الأقوى في العالم، لا سيما بين فريقي ليفربول ومانشستر سيتي، رفعت من قوة الخطط التكتيكية التي يعدها كل مدرب لتلك المباراة على وجه أخص، وهو ما نجح فيه المدرب الألماني خلال المباراة التي جمعت بين بطل النسخة الماضية من "البريميرليغ" ووصيفه على ملعب "أنفيلد" (1-3).

مغامرات غوارديولا

المدرب الإسباني بدأ المباراة بمغامرة جديدة معتادة منه في المباريات الكبرى والمهمة، وهي الدفع بمواطنه أنجيلينو في مركز الظهير الأيسر على حساب الفرنسي بنيامين ميندي.

الظهير الإسباني الذي لم يشارك سوى في 3 مباريات بالدوري الإنجليزي قبل مواجهة ليفربول، والذي يبلغ من العمر 22 عاما فقط، كان وسيلة غوارديولا لتعويض ميندي الذي غاب عن معظم مباريات الموسم بسبب الإصابة.

غوارديولا تجاهل قلة خبرة اللاعب الوافد من أيندهوفن الهولندي في الصيف الماضي، بالإضافة إلى أنه يلعب إلى جوار فرناندينيو الذي لا يجيد في مركز قلب الدفاع قدر إجادته في وسط الملعب.

المغامرة التي قام بها المدرب الإسباني لم تكن رابحة على أي حال، حيث استغل ليفربول تلك الجبهة لشن الهجمات بشكل متتال على دفاعات الفريق السماوي.

المصري محمد صلاح نجح في استغلال الغفلة التي وقع فيها أنخيلينو لينطلق في العمق مسجلا الهدف الثاني، قبل أن ينجح لاعب الوسط الإنجليزي جوردان هندرسون في صناعة الهدف الثالث منها.

خدعة هندرسون

الهدف الثالث تحديدا كان تكليلا لخدعة كلوب التي اعتمد عليها طوال المباراة، وهي تحويل خطة اللعب في الحالة الهجومية من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، اعتمادا على قدرة لاعبيه في التحول السريع.

بمجرد استلام الكرة في منتصف ملعب الفريق السماوي، كان صلاح ينطلق إلى الداخل ليحتل مركز رأس الحربة، ويهبط فيرمينو ليكون صانع الألعاب الذي يتولى بناء اللعب، لا سيما في ظل ضعف القدرات الفنية لثلاثي وسط الملعب.

انطلاق المصري للداخل كان يترك مساحة كبيرة على الجبهة اليمنى لـ"الريدز"، وهي تلك التي كان يستغلها هندرسون بالانطلاق بشكل مستمر، مع وجود مساعدة من الظهير الإنجليزي ألكسندر أرنولد، وهو ما أسفر عن الهدف الثالث.

كلوب استغل الضعف الواضح في الجبهة اليسرى للسيتي، لا سيما مع وجود الشاب أنخيلينو لتكوين مثلث قوي بين صلاح وهندرسون وأرنولد، ليكون مركز عمليات ليفربول طوال المباراة.

في المقابل، تحول صلاح لمركز رأس الحربة كان لاستغلال ضعف فرناندينيو في الرقابة الفردية والكرات الرأسية، وقد نجح بالفعل في استغلال ذلك بتسجيل الهدف الثاني من تحرك رائع وكرة رأسية أروع.

الكاسحة فابينيو

ربما كان الهدف الأول الذي سجله ليفربول عن طريق لاعب الوسط البرازيلي فابينيو تكليلا للدور المهم الذي يقوم به لاعب موناكو الفرنسي السابق مع الفريق منذ انتقاله إلى صفوفه في الصيف قبل الماضي.

فابينيو كان بمثابة الحجر الذي تحطمت عليه آمال مانشستر سيتي في بناء الهجمات بالطريقة المميزة التي يحبها غوارديولا، حيث نجح في قطع العديد من الكرات الخطيرة قبل بدايتها.

لاعب الوسط البرازيلي لم يكن يكتفي بقطع الكرات، حيث كان بمثابة "المحرك" الذي يتحكم في إيقاع الفريق طوال المباراة، وينقل كرته للأمام بشكل مستمر.

ولعل هذا ما يبرر لجوء كلوب إلى إراحة فابينيو في مباراة أستون فيلا في الجولة الماضية، في ظل حصوله على 4 بطاقات صفراء وتهديده بالغياب عن مباراة الفريق السماوي.

ورغم تشابه إمكانيات فابينيو مع هندرسون بشكل كبير، فإن كلوب نجح في منح دور جديد للاعب الوسط الإنجليزي، وهو ما جعل دور نظيره البرازيلي متفردا، ليمثلا معا قوة كبيرة يعتمد عليها "الريدز" في وسط ملعبه.

"أطرق الحديد وهو ساخن"

مقولة يبدو أن كلوب يعتمد عليها بشكل مستمر في مبارياته ضد غوارديولا، وتحديدا منذ اشتعال المنافسات بينهما في الدوري الإنجليزي، "أطرق الحديد وهو ساخن".

ليفربول سجل الهدف الأول في الدقيقة السادسة، بعد هجوم متواصل من الفريق السماوي، وكان من الطبيعي أن يستمر هذا الهجوم لإدراك التعادل، وكان طبيعيا أيضا أن تكون تلك هي فرصة ليفربول الذهبية.

الفريق الأحمر استدرك نظيره السيتي، ليندفع لاعبوه نحو الهجوم بشكل مستمر، وينجح ليفربول في استغلال هذا الاندفاع بكرة مرتدة سريعة تناقلها لاعبوه في 3 تمريرات فقط، مسجلا الهدف الثاني.

السياسة ليست جديدة على كلوب أمام مانشستر سيتي، حيث عمد دائما في المباريات السابقة إلى استغلال حالة الاندفاع التي تضرب لاعبي السيتي بعد استقبال هدف في مرماهم للتسجيل مجددا.

ليفربول كرر الأمر في مباراة الفريقين بالجولة الـ23 من الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم قبل الماضي، حيث سجل فيرمينو وماني هدفين متتاليين في الدقيقتين 59 و61، لتنتهي المباراة بفوز "الريدز" 3-0.

وفي ذهاب ربع نهائي النسخة قبل الماضية من دوري أبطال أوروبا، سجل ليفربول 3 أهداف في نصف ساعة، ليضع قدمه في الدور نصف النهائي من المسابقة.

حالة الاندفاع تسببت في خسارة السيتي لمباراته الأولى في الموسم الحالي أمام نوريتش سيتي (2-3)، حيث استقبل هدفين في 10 دقائق متتالية، في الدقيقتين 18 و28، قبل أن يتكرر الأمر في مباراة ليفربول.

اخبار ذات صلة