في مختلف حالات آلام الرأس لا يعد اللجوء إلى خزانة الأدوية دائما الحل الأفضل. وفي هذا الصدد، توجد العديد من الإستراتيجيات التي تساعد على تخفيف هذه المشاكل.
ويعد الصداع والصداع النصفي من أكثر الآلام شيوعا التي يمكن أن تسبب متاعب تجعل الإنسان عاجزا عن أداء مهامه، وذلك بحسب كثافة هذه الآلام ومكانها، ومن الشائع جدا التوجه مباشرة لتناول أقراص آلام الرأس بمجرد الشعور بمثل هذا الانزعاج.
بالمثل، أصبح البعض يعتقدون أن أفضل حل لآلام الرأس هو التداوي الذاتي عبر شرب هذه المسكنات، إلا أن هذا التفكير خاطئ تماما، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية للكاتب أدري لوبيث.
وأضاف الكاتب أن تبني هذه العادة مضر للغاية بباقي أعضاء الجسم. وفي الواقع، أثبتت دراسة شملت 600 ألف شخص أن الباراسيتامول (وهو الدواء الأكثر استهلاكا في العالم، ويعرف أيضا باسم أسيتامينوفين Acetaminophen) يمكن أن يسبب آثارا جانبية خطيرة على المدى الطويل إذا استهلك يوميا.
وعلى الرغم من أن أغلبية هذه الآلام ليست خطيرة فإنه يوجد أكثر من 150 نوعا من آلام الرأس التي ينفرد كل منها بأسبابه وأعراضه الخاصة، وتتمثل أولى الخطوات للتخلص من آلام الرأس نهائيا في تحديد نوع الآلام التي نعاني منها.
لكن عموما، ينتج الشعور بآلام الرأس عن إصابة الأنسجة المسؤولة عن إطلاق الخلايا التي تعرف باسم "مستقبلات الألم"، وتعد هذه الخلايا مسؤولة عن استقبال الإشارات الميكانيكية والحرارية والكيميائية التي تشير إلى احتمال حدوث ضرر في الجسم.
ومع ذلك، لا تعد هذه الأعراض أسبابا مباشرة، فهي تتأثر إلى درجة كبرى بالمتغيرات غير البيولوجية، مثل تكرر هذا الخلل على مستوى الأنسجة أو غيره من العوامل النفسية.
ما هي مصادر الشعور بالألم؟
أشار الكاتب إلى أن الصداع الناتج عن تعب العين أصبح أكثر شيوعا وعلى نحو متزايد، نظرا لاستمرار الكثير من الناس في النظر لفترات طويلة إلى الشاشات الإلكترونية.
وبالإضافة إلى ذلك، يسبب جفاف العين وتعبها أو إطلاقها كثيرا من الدموع أو الشعور بوخز فيها انتشار آلام الرأس إلى الرقبة والكتفين.
ووفق الدكتور إي. لوكهارت المتخصص في هذا النوع من الآلام، يتمثل الحل في أخذ قسط من الراحة على الأقل لمدة خمس دقائق في الساعة، كما يجب التأكد من أن النظارات التي ترتديها هي الأنسب بالنسبة لك.
وأورد الكاتب أنه في حال كان الانزعاج جراء آلام الرأس قويا إلى درجة أنه يؤدي إلى الغثيان أو المعاناة من الحساسية الشديدة للضوء أو الصوت أو الروائح فإنه يجب استشارة الطبيب والخضوع لفحوصات.
ومن المؤكد أن هذه الأعراض تحيل إلى الإصابة بالصداع النصفي الذي يعد المرض العصبي الذي يصيب بين 11 و16% من سكان العالم، لكن لا توجد لهذا المرض أسباب معروفة أو علاج ثابت، وغالبا ما تعزى هذه المشكلة إلى أسباب متعلقة بالهرمونات أو نشاط الدماغ غير الطبيعي.
ونصح الدكتور لوكهارت "بالتوقف عن شرب الكافيين بشكل يومي، خاصة المتأتي من القهوة، وبهذا الشكل ستزداد الحساسية له، وعند الشعور بألم الرأس يمكن احتساء مشروب يحتوي على الكافيين لمنع تمدد الأوعية الدموية وإيقاف أعراض آلام الرأس".
وأضاف "في هذا الصدد، يمكن أن تكون مكملات المغنيسيوم مفيدة أيضا"، ولكن بعد استشارة الطبيب.
صداع التوتر
أشار الكاتب إلى أن صداع التوتر يعد أكثر الأنواع شيوعا، وينتج عن تقلصات على مستوى العضلات الموجودة في الرأس والرقبة.
وفي هذا الصدد، يعد التدليك والحزم الباردة أو الساخنة التي تحتوي على المنثول أو الكافور من بين الحلول التي تخفف حدة آلام الرأس.
من جانب آخر، تساعد التقنيات التي تساهم في التخلص من التوتر مثل اليوغا أو التأمل على تحصين النفس من صداع التوتر.
في المقابل، يسبب القلق أو الإرهاق أو الحزن جميع أنواع آلام الرأس، لذلك يجب البحث عن طرق تساعد على تخفيف التوتر والإجهاد للتخلص من المعاناة اليومية، وأخيرا، يعد العلاج بالإبر (الصينية) مفيدا في هذا الصدد.