ذكر تقرير إسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، أن تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية تشير إلى أن إيران سترد على الهجوم الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف قال إنها "إيرانية وسورية" في الأراضي السورية، فجر الأربعاء، حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وبحسب التقديرات التي أوردتها القناة 12 الإسرائيلية، فإن الرد الإيراني لن يتأخر كثيرًا، ورجحت أن يتم خلال الأيام المقبلة، "وربما حتى نهاية الأسبوع الجاري"، على حد تعبيرها، فيما لفتت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي وقطاعات أخرى في الجيش، في حالة تأهب.
وذكرت القناة "13"، مساء الأربعاء، أن "الجيش في حالة تأهب قصوى، شمالاً، عقب إنذارات بنية إيران الرد على اغتيال الجيش الإسرائيلي لقائد إيراني كبير في سورية هذا الأسبوع، إضافة إلى ضباط إيرانيين آخرين".
وعلى صعيد متصل، ذكر مراسل قناة "الحدث" السعودية، أن إسرائيل اغتالت مسؤولًا أمنيًا إيرانيًا ليلة الأحد الماضي، وبحسبه، فإنه فيما امتنعت إيران عن الإعلان الرسمي عن ذلك، ردت بإطلاق أربع قذائف صاروخيّة من الأراضي السورية نحو جبل الشيخ في الجولان المحتل، فجر أمس، الثلاثاء.
ونشرت شركة ImageSat International الإسرائيلية للأقمار الاصطناعية (isi)، صورا قالت إنها تظهر حجم الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية على مواقع داخل الأراضي السورية.
وحسب التقرير الاستخاراتي للشركة المختصة بتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية، فإن الغارات التي نفذها الطيران الإسرائيلي فجر اليوم، أسفرت عن تدمير جزئي لأحد المباني التابعة لمطار دمشق الدول.
وادعت الشركة أن الموقع "كان مستخدما من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني"، وبحسب (isi) فإن الموقع استخدم كمقر قيادة لقوات فيلق القدس في المنطقة.
وتحدثت الشركة كذلك عن تدمير كلي لأحد المواقع الذي "يرجح استخدامه من قبل الحرس الثوري الإيراني" في سورية.
ولفت محللون عسكريون إسرائيليون إلى غارات إسرائيلية استهدفت قافلة سيارات تابعة لمليشيات موالية لإيران أثناء سفرها في شرق سورية؛ "والرد الإيراني جاء فجر أمس بإطلاق أربع قذائف صاروخية من الأطراف الجنوبية لدمشق إلى شمال هضبة الجولان".
وذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن القصف الإسرائيلي فجر اليوم، جاء لوضع حد للإستراتيجية الإيرانية التي اتبعتها منذ آب/ أغسطس الماضي، بالرد على كل غارة أو هجوم إسرائيلي، وذلك بهدف المحافظة على معادلة الردع.
وحسب المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، فإن الرسالة إلى إيران، لم تكن موجهة فقط إلى قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، وإنما "للقيادة في إيران، بأن إسرائيل لن تغض الطرف (عن إطلاق الصواريخ الأربعة)، وإنما سترد بشكل شديد على أي مس بسيادتها ولن ترتدع من معركة كبيرة، أو حتى حرب، إذا استمرت إيران في التموضع وإنشاء جبهة ضدها في سورية، العراق وعلى ما يبدو في اليمن أيضأ".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم، أنه شن غارات ضد "عشرات الأهداف العسكرية التابعة لـ’فيلق القدس’ الإيراني" وجيش النظام في سورية، من بينها صواريخ أرض - جو ومقرات قيادة، وذلك ردًا على إطلاق قذائف من الأراضي السورية أمس الثلاثاء.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بيان فجر اليوم، إنه "أوضحت (سابقًا) أن من يمس بنا سوف نمس به. هذا ما فعلناه الليلة ضد أهداف عسكرية تابعة لـ’فيلق القدس’ الإيراني وأهداف عسكرية سورية، في سورية، بعد أن جرى أمس إطلاق قذائف من أراضيها تجاه إسرائيل. سنواصل الحفاظ على أمن إسرائيل بصرامة".
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الغارات استهدفت مقرات للنظام السوري، حيث تم ضرب بطارية صواريخ أرض-جو متقدمة دخلت الخدمة في العقد الأخير ومستودعات أسلحة ومقرات قيادة ومواقع رصد، مؤكدا أنه تم الحفاظ على التنسيق مع روسيا الليلة كما كان في الماضي.
وقتل في القصف الإسرائيلي، 23 قتيلا، بينهم 16 مقاتلا غير سوري، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، عصر اليوم الأربعاء، وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إنه "لا يمكننا أن نجزم ما إذا كان المقاتلين غير السوريين إيرانيون أو (مقاتلين) من جنسيات مختلفة موالين لإيران". وتحدث عن إصابة أربعة مدنيين بجروح في هذه الغارات.