تحدث ضباط سابقون في جهاز الشاباك الإسرائيلي عن جلسات التحقيق مع الأسيرة المحررة في صفقة وفاء الأحرار "آمنة منى"، وكم كانت عنيدة، وكم كان التحقيق معها صعباً، لدرجة أن ضباط الشاباك استغلوا حالة والدها الصحية الخطرة وأجبروها على الاعتراف.
تحدث الضباط كيف توصلوا لها عبر تتبع المكالمات الهاتفية التي أجراها المستوطن الذي قتل لاحقاً في رام الله على جهاز هاتف خلوي خاص بآمنه منى، عثر عليه خلال عملية اعتقالها من منزلها.
حسب تقرير الفضائية العبرية، ضباط الشاباك الإسرائيلي اعتقدوا مع اعتقال آمنة منى أن أمامهم قصه سهلة خاصة أن لديهم أدلة، والحديث يدور عن فتاه، وقالوا لها، أحمد ياسين كان في التحقيق، جلس واعترف وغيره كثيرون، وأنت عليك الاعتراف، بعد يومين من التحقيق معها قررت منى التزام الصمت،وعدم الرد على أسئلة المحققين.
هنا فهم ضباط الشاباك أن أمامهم قصة مختلفة، أمامهم فتاة لديها أعصاب حديد، وقررت عدم التعاون مع ضباط الشاباك، وكان التحقيق مع آمنة منى حالة التحقيق الأولى لضباط الشاباك الإسرائيلي مع فتاه.
عن شخصيتها قال أحد المحققين في جهاز الشاباك الإسرائيلي، شخصية مثيرة للاهتمام، وممتع الجلوس والتحدث معها، عملية التحقيق معها كانت عبارة عن حرب أدمغة.
وعن كيفية اعترافها بالتهم المنسوبة لها، قال أحد المحققين السابقين في جهاز الشاباك الإسرائيلي: علمنا أن والدها سقط من الطابق الثالث، وحالته الصحية خطره، ويعالج في مستشفى هداسا عين كارم، وكان في حالة غيبوبة.
حينها قررنا استغلال حالة والدها لإجبارها الاعتراف بالتهم الموجهة إليها، نقلنا لها أخبار والدها،وحالته الصحية، وفي النهاية كانت الصفقة الاعتراف بالتهم مقابل زيارة والدها، في المستشفى، ومشاهدة عائلتها، وهذا ما كان فعلاٍ.
خلال التقرير أورد المحققون تفاصيل كثيرة عن عملية التحقيق مع آمنة منى التي لم يتضح بالضبط كم الوقت الذي استغرقته عملية اعترافها، تفاصيل لم نرد سردها لسبب بسيط، من المؤكد أن فيها معلومات غير دقيقة، أو صعب التأكد من صحتها، لهذا فضلنا تركها.
من بعض التفاصيل، آمنة منى خضعت للتحقيق من قبل عدة طواقم تحقيق من جهاز الشاباك الإسرائيلي الذين تناوبوا على عملية التحقيق معها، وتنقلت خلال التحقيق بين مراكز تحقيق في القدس وعسقلان.
في نهاية التقرير، أعرب ضباط جهاز الشاباك الإسرائيلي السابقين عن عدم رضاهم عن الإفراج عنها في صفقة التبادل في العام 2011 ، مع هذا لم يخفوا رغبتهم برؤيتها والتحدث معها بعد 20 عاماً من الحدث.