هل سمعت يوما عن المرأة الأوركيدية؟!، هي تشبه زهرة الأوركيد بصفاتها التي تتميز بالصبر والصمود رغم تقلبات الأحوال الجوية، وكذلك المرأة التي تعرضت لتشوهات في مظهرها الخارجي وبقيت ثابتة صامدة تواجه المجتمع رغم نظرات الشفقة أو الاشمئزاز أحيانا.
في قطاع غزة دشنت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عامين، ولا تزال مستمرة، فقد ذاع صيتها على وسم المرأة الأوركيدية لدمج النساء المشوهات في المجتمع، وتسليط الضوء على تفاصيل حياتهنّ، وما يتعرضن له من مواقف يومية، إلى جانب التأكيد على حقوقهن في العلاج، وفي حياة كريمة وآمنة.
تقول هبه كريزم إحدى القائمات على الحملة، إنه تم اختيار الوسم تيمنا بزهرة الأوركيد الجميلة والقوية، في إشارة لضرورة تعايش ودمج المرأة التي تعاني من التشوّه في المجتمع.
وبحسب كريزم فإن فريقها يحرص عبر المبادرة على إظهار الجوانب الخفية لحياة النساء المشوهات، حيث لا تحظى تلك النساء بالاهتمام المؤسساتي، إلى جانب النفور المجتمعي منهن، وإدراجهن ضمن شريحة ذوي الاعاقة.
وتحكي "للرسالة نت" أن مبادرتهم الأولى والوحيدة من نوعها التي تم تنفيذها في قطاع غزة، هي نتاج فوزهم بتحدي الإبداع عام 2018، حينما استهدفت وفريقها السيدات المشوهات في الوجه والجسم نتيجة فعل فاعل أو عيب خلقي كالشفة الأرنبية والوحمات الكبيرة، لافتة إلى أن السيدات يتعرضن للتنمر في حال كان التشوه بارزا، ويحرمهن ذووهن الخروج، لكن حملتهن آتت ثمارها وتفاعل عدد كبير من شرائح المجتمع مع الفكرة لتجاوزها.
وبحسب كريزم، فإن ميلاد الفكرة دفع فريق المبادرة للبدء في مزيد من البحث عن حالات معاناة تحدثت فيها سيدات وفتيات لهن تجربة مع المعاناة والظلم الاجتماعي لتكون نواة مبادرة رأت النور.
ووفق ما نشرته صفحة الحملة "المرأة الأوركيدية"، فإن عدد من دخل مجمع الشفاء الطبي نتيجة الحروق، بين عام 2010 إلى أكتوبر عام 2019، “24.185” حالة بواقع “10624” سيدة على مدى عشر سنوات، إلى جانب من دخلن المستشفيات المنتشرة في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه.
وتجرأت "كريزم" مع إحدى زميلاتها وهي "سحر فسفوس" في الحملة حينما بدأن تجربة غنية تسببت لهما بالقلق والمعاناة حين أجريتا تشويهًا مصطنعًا لوجهيهما. نزلت كل واحدة للشارع لتعيش ردود فعل الناس، فكانت النظرات قاسية.
ويحرص الفريق القائم على المبادرة على إظهار الجوانب الخفية لحياة النساء المشوهات، حيث لا تحظين بالاهتمام المؤسساتي، إلى جانب النفور المجتمعي منهن، وإدراجهن ضمن شريحة ذوي الإعاقة.
وجاء في الحملة تفاصيل حياة الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص التي تعاني من تشوهات وحروق نتيجة انفجار أنبوبة غاز داخل سيارتها لحظة اعتقالها من قوات الاحتلال، فكتب عنها ضمن فيديو “لا تقوى على تسريح شعرها، الطعام يسقط قبل أن يصل فمها".
ربما في هذا التقرير لم نصل بعد إلى حالات لتتحدث عن تجارب لكن في المرات المقبلة سننشر عبر سطور موقع "الرسالة نت" أوجاعا تخفيها المرأة الأوركيدية سببت لها الوجع والألم.