قُتل متظاهر وأصيب 15 آخرون، السبت، خلال مواجهات مع قوات الأمن على جسر "الأحرار" والمنطقة المحيطة به، وسط العاصمة العراقية بغداد، وفق مصدر طبي.
ويسعى المحتجون، عبر جسر "الأحرار"، إلى الوصول إلى "المنطقة الخضراء" شديدة التحصين، حيث توجد مقرات الحكومة والهيئات والبعثات الأجنبية.
وقال المصدر، يعمل في دائرة صحة بغداد الحكومية، للأناضول، إن متظاهرا قُتل جراء إصابته برصاصة مطاطية في منطقة الرأس، وأصيب 15 آخرون بجروح وحالات اختناق بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضاف المصدر، طلب عدم نشر اسمه، أن القتيل والجرحى سقطوا على جسر "الأحرار" والمنطقة المحيطة به، خاصة شارع الرشيد.
وقال فاروق ياسر، شاهد عيان من المتظاهرين، للأناضول، إن قوات الأمن تطلق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز لإبعاد المتظاهرين عن جسر "الأحرار".
وأضاف أن مواجهات عنيفة تدور بين المتظاهرين وقوات الأمن على الجسر والمنطقة المحيطة به، وصولا إلى شارع الرشيد القريب.
وتابع بأن المحتجين يرشقون قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة (قنابل مولوتوف).
ويشهد العراق، منذ مطلع تشرين أول/ أكتوبر الماضي، احتجاجات مناهضة للحكومة، سقط خلالها ما لا يقل عن 340 قتيلا وأكثر من 15 ألف جريح، وفق لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان (رسمية تتبع البرلمان)، ومصادر طبية وحقوقية.
والغالبية العظمى من الضحايا هم من المحتجين، الذين سقطوا في مواجهات ضد قوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومحاربة الفساد، قبل أن تشمل مطالبهم رحيل حكومة عادل عبد المهدي، التي تتولى السلطة منذ تشرين أول/ أكتوبر 2018.
وتبنت حكومة عبد المهدي، منذ بدء الاحتجاجات، عدة حزم إصلاحات في مجالات عديدة، لكن المحتجين يصرون على ضرورة رحيل كل النخبة السياسية الحاكمة، المتهمة بالفساد والافتقار للكفاءة.
ويرفض عبد المهدي الاستقالة، ويشترط أن تتوافق القوى السياسية أولا على بديل له، محذرا من أن عدم وجود بديل "سلس وسريع" سيترك مصير العراق للمجهول.