غزة - لميس الهمص – الرسالة نت
ما أن تضع قدمك داخل سيارة الأجرة حتى تستمع للسؤال المتكرر "صحيح انو فلان طلع عميل؟" فيرد الآخر "صار الواحد يشك بحاله " ذلك جزء من إشاعات تغلغلت في الشارع تطلق بين الفينة والأخرى دون معرفة السبب وراءها أو حتى من يطلقها.
ويستغل المواطنون تلك الإشاعات بالإضافة عليها كل حسب ما يصوره خياله فمن إشاعة الضرائب التي ستفرض على المولدات وزيارة المستشفى أو حتى التجول على شاطئ البحر ، إلى ما انتشر منذ فترة عن أن المطاعم في القطاع تستخدم لحم الحمير في الوجبات .
قلق وإرباك
رزم من الإشاعات تستخدم من فترة لأخرى ، بهدف بث القلق وخلق حالة من الإرباك في الشارع الغزي.
هذا هو حال غزة مؤخرا، فأينما تجد لنفسك مكاناً تجلس به إلا وتسمع الروايات والحكايات بتناقلها الكبار والصغار ، حتى أصبح الأطفال يهمسون بتلك الكلمات فيما بينهم حتى باتت غزة تشتغل بنار الإشاعات، فهذه العناوين هي أقل ما يتداوله الغزيون صغارهم وكبارهم.
وبدوره تحدث المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية عن خطة كاملة لبث الإشاعات تقوم بها مفوضية إعلام فتح من خلال اختلاق القصص على حركة "حماس" والحكومة وتنفق لذلك ملايين الدولارات.
ودعا المواطنين لعدم تصديق تلك الإشاعات التي تبثها المواقع الصفراء وأخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة ، مطالبا بعدم إسهام المواطنين في نشرها من خلال كثرة تداولها.
كما اتهم الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف خلف الإشاعات ومحاولة ترويجها ، لوضع المواطن الغزي في حالة ترقب دائم لما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المقبلة .
وأوضح أن مثل هذه الإشاعات تهدف بالدرجة الأولى لبلبلة الشارع الفلسطيني ونشر الرعب بصفوف المواطنين ، وزعزعة استقرار الأوضاع.
ودعا المواطنين الإبلاغ عن الأشخاص الذين يبثون الإشاعات ويروجونها، مؤكداً بأن كافة الإشاعات بمثابة معلومات كاذبة اعتاد عليها المواطن الفلسطيني .
وأرجع الغصين سبب تلك الإشاعات إلى عدم وجود تفاصيل كافية من الجهات الرسمية حول القرارات التي يتم اتخاذها.
وفي ظل الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال عن قرب ضربة جديدة لغزة تجد البعض يطلقون الإشاعات عن إخلاء كافة المواقع الأمنية في القطاع ، وأن الضربة القادمة ستكون قاضية وغيرها من الأقاويل التي ترهب المواطنين.
ومنذ أن فتحت وزارة الداخلية باب التوبة للعملاء " المتخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة في غزة" في آيار / مايو الماضي وحتى انتهاء المدة في تموز/ يوليو بدأت الحرب الخفية مع الاحتلال الإسرائيلي في هذا الملف المتصاعد في أحداثه والتي وصلت ذروتها حين بدأت قوات شرطية بطرق أبواب " المشبوهين" واعتقالهم وبدء التحقيق معهم وطالت هذه الاعتقالات رموزاً ومتنفذين ومسئولين .
المحلل والكاتب مؤمن بسيسو ذكر لـ "الرسالة نت" أن الإشاعات في قطاع غزة تأخذ بعدا سياسيا لوجود جهات سياسية تقف خلفها لترويجها وتحقيق مآرب من خلفها ، منوها إلى أن الهدف منها هو إرباك الحالة الداخلية في القطاع والقضاء على حالة الأمن الذي يعيشه والوصول بالمواطنين لحالة من الإحباط .
حبلها قصير
ويرى بسيسو أن الإشاعات التي تبث في القطاع بين الفينة والأخرى مبرمجه من الألف إلى الياء وتقف خلفها فرق عمل مدفوعة الأجر لنشرها في كافة أرجاء القطاع ، مبينا أن من يقف خلف الإشاعات لن يفلح في تحقيق أهدافه كون الإشاعة حبلها قصير وتطوى مع الأيام.
وحول أسباب الإشاعة تحدث بسيسو أن ضعف الرواية الرسمية وغيب خطة حكومية إستراتيجية للتعامل معها يؤدي إلى انتشارها ، منوها إلى ضرورة القضاء على العشوائية والضعف في بعض الخطابات الرسمية
وكانت وزارة التخطيط في الحكومة الفلسطينية بغزة، عقدت الاجتماع التمهيدي للجنة الخاصة بآليات التعامل مع الإشاعات وذلك برئاسة وزارة التخطيط وعضوية كلاً من وزارات الثقافة، والعمل ، والإعلام ، والأوقاف.
وأشار المجتمعون إلى أن الهدف من تشكيل هذه اللجنة تحسين الأداء العام لجميع الوزارات الحكومية إلى الأفضل، وتعزيز الجهود المبذولة في الوزارات الحكومية، داعين إلى ضرورة اتخاذ خطوات ايجابية لتعزيز ثقة المواطن بالحكومة الفلسطينية ووضع آليات التعامل مع الإشاعات التي تستهدف إضعاف الحكومة.
وأكد المجتمعون على أهمية تهيئة الرأي العام عند اتخاذ أي قرار تتخذه الحكومة الفلسطينية له علاقة بالمواطن الفلسطيني وتوضيح المبررات والأسباب وراء اتخاذ هذه القرارات.
ولفتوا إلى ضرورة دراسة العلاقة بين المواطن والحكومة الفلسطينية لمعرفة نواحي القصور والضعف ومحاولة بذل الجهود الحثيثة لمعالجتها.
ونوه المجتمعون إلى ضرورة إنشاء جهاز إعلامي لإدارة الأزمات والشائعات وذلك لجمع المعلومات والبيانات عن أي إشاعة تنتشر في المجتمع الفلسطيني ومن ثم العمل على تحليلها ودراستها وإمكانية الرد عليها بشكل ايجابي مدعم بالأدلة والأرقام والإحصائيات التي تفندها.