تمكن علماء من رصد وتوثيق أسطع شعاع ضوء شُوهد في الفضاء على مدى التاريخ.
وتمكن علماء في جامعة لندن كوليج يعملون مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا من رصد انفجارين هائلين على مسافة بعيدة في الكون باستخدام التلسكوب الفضائي على متن المرصد سويفت الفضائي أو بعثة سويفت لقياس انفجار أشعة غاما في الكون.
وهذا المرصد هو قمر اصطناعي أطلقته ناسا في عام 2004 ومزود بمعدات لرصد الأشعة الكهرومغناطيسية القادمة من الأجرام السماوية الأخرى في أطوال موجية مختلفة ومن بينها أشعة أكس بغرض دراسة انفجارات أشعة غاما.
ويعد هذا الانفجار الكوني أو انفجار أشعة غاما أحد أعظم انفجارات الطاقة التي تحدث في الكون.
وحدث الانفجاران اللذان رصدهما العلماء في مجرات تبعد عن الأرض مليارات السنوات الضوئية.
وكان الانفجار الثاني، الذي التقطت له صورة في يناير/ كانون الثاني، أنتج كمية من الضوء تحتوي على طاقة أكبر بنحو 100 مليار مرة من الطاقة التي ينتجها الضوء الذي تراه العين البشرية.
وتحدث انفجارات غاما كل يوم تقريبا، دون إنذار، ولم يكن أمام هؤلاء العلماء سوى بضع ثوان لالتقاط صورة لها.
وبعد 50 ثانية من رصد الأقمار الاصطناعية لانفجار يناير/ كانون الثاني صوبت التلسكوبات التي على الأرض نحوه لالتقاط الشعاع المؤلف من آلاف جزيئات الضوء الناتجة عن الانفجار.
حدث الانفجاران اللذان رصدهما العلماء في مجرات تبعد عن الأرض مليارات السنوات الضوئية
ويقول ديفيد بيرغ، العالم المتخصص بدراسة أشعة غاما إن "انفجارات أشعة غاما تعد أقوى الانفجارات المعروفة في كوننا، إذ تطلق في ثوان قليلة فقط طاقة أكبر من الطاقة التي تطلقها الشمس في كامل عمرها"
ويضيف "يمكن لها أن تلتمع في مجمل الكون المرئي تقريبا".
وأشعة غاما هي أشعة كهرومغناطيسية اكتشفها العالم الفرنسي فيلارد في عام 1900 وتنجم في الغالب عن التفاعلات النووية التي تحدث في الفضاء، وتنتشر في الفراغ والهواء بسرعة تساوي سرعة الضوء لكنها تمتلك طاقة أعلى وقدرة على النفاذ من الأشعة السينية وفوق البنفسجية وتكون ذات طول موجي قصير جدا.
وهناك العديد من النظريات تفسر انفجارات اشعة غاما، من بينها تلك التي تصفها بأنها تصادم النجوم النيترونية، وهي أجسام ضخمة أكبر خمس مرات من حجم الشمس. أما النظرية الثانية فتقول إن انفجار غاما ينجم عن امتزاج نجم نيتروني وثقب أسود أو امتزاج بين ثقبين أسودين.
ويحدث الثقب الأسود عندما تموت النجوم الضخمة التي تفوق حجم الشمس بخمس مرات.
ومن بين الصعوبات التي تواجه العلماء والباحثين في التقاط صور لانفجارات غاما هو أن عمرها قصير جدا، ولا تمنح الوقت الكافي لتوجيه التلسكوبات نحوها متى تم رصدها.
بي بي سي