نشر موقع "هاكرنون" الأمريكي تقريرا سلّط من خلاله الضوء، على مستقبل المنازل الذكية وتطوير روبوتات الخدمة الذاتية، التي يمكن التحكم فيها انطلاقا من الهواتف الذكية.
وقال الموقع، في تقريره، إن العقد القادم سيشهد تطورات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي والاتصالات، وذلك بدعم إنترنت الأشياء، وكل هذه الظروف توفر الأساس التكنولوجي لسوق المنازل الذكية المتنامي، خاصة في قطاع الروبوت المنزلي، ووفقا لتوقعات شركة أبحاث "ماركت آند ماركتس"، فإن القيمة العالمية لسوق الروبوت المنزلية ستبلغ 9.1 مليارات دولار بحلول سنة 2024 بمعدل نمو سنوي إجمالي نسبته 22.4 بالمئة.
وذكر الموقع أن الهواتف الذكية ستضطلع بمهمة التحكم من خلال إصدار الأوامر إلى هذه الروبوتات المختلفة وغيرها من الأجهزة المنزلية الذكية بمساعدة تطبيق أو أكثر، فعلى سبيل المثال، تشمل تحسينات الذكاء الاصطناعي تمكين المستخدمين من إدارة الأجهزة شبه المستقلة عن بعد، مثل المكانس الكهربائية وآلات جز العشب، ومن أجل ضمان أن تكون هذه التفاعلات غير مضرة قدر الإمكان، ينبغي القيام بالكثير من العمل لتبسيط المحادثات مع كل هؤلاء المساعدين المختلفين وتحسينها.
وأورد الموقع أن هناك حلولا مادية تمكن من التنسيق بين مختلف الأجهزة، تعرف باسم "المراكز المنزلية الذكية"، أما المراكز غير المادية القائمة على البرمجيات فيمكن تثبيتها على الهاتف الذكي وأخذها معك أينما ذهبت، إلى جانب أنها توفر مستوى غير مسبوق من الراحة والأمان.
وأكد الموقع أن هذا التطوّر الذكي جذب عمالقة التكنولوجيا، حيث توفّر شركات مثل "أمازون" أو "غوغل" أو "لوجيتك" تطبيقات مجانية للهواتف المحمولة متوافقة مع مجموعة من الأجهزة المنزلية الذكية، بما في ذلك الروبوتات المنزلية.
المساعدة المنزلية
أفاد الموقع بأن الروبوتات المنزلية كانت مجرد خيال علمي قبل بضعة عقود، لكنها أصبحت في الوقت الحاضر في كل مكان، وفي أحدث تقرير له، ذكر الاتحاد الدولي للروبوتات أنه شُحنت ما يقارب 8.5 ملايين وحدة من روبوتات الخدمة الشخصية في سنة 2017 فقط، ويشمل هذا التعداد الروبوتات المحلية والترفيهية، المصنفة عادة حسب وظائفها؛ مثل الروبوتات الموجهة نحو المهام المنزلية والمراقبة، وروبوتات الرعاية الصحية.
الروبوتات الموجهة
وأوضح الموقع أنه أصبح ممكنا حاليا برمجة الروبوتات للقيام بمهام منزلية مثل جلي الصحون أو غسل الثياب، فضلا عن ذلك، أصبحت المكنسة الكهربائية "رومبا" متوفرة لدى العديد من الأسر، إلى جانب جزازات العشب الإلكترونية، وهنا يأتي دور الهاتف الذكي، حيث صمم تطبيق "آي روبوت هوم" خصيصا للتحكم عن بُعد في مكانس "رومبا" الكهربائية، كما تشتمل هذه الفئة على أجهزة أمان وأنظمة كشف التسلل، التي يمكنها إرسال إشارة إلى الجهاز المحمول للمالك، ويمكن تتبع جهاز مراقبة الأطفال من الغرفة المجاورة وفي أي مكان في العالم على حد سواء.
روبوتات الرعاية الصحية
وأورد الموقع أن الأجهزة القابلة للارتداء وتطبيقات اللياقة البدنية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي لملايين الناس، وقد أصبح بإمكان أي شخص مهتم بالحفاظ على لياقته البدنية في الوقت الحالي "تعيين" مدرب شخصي افتراضي بسهولة، ويمكن أيضا إدارة الصحة الشخصية من خلال فحص معدل نبضات القلب ودرجة الحرارة عبر جهاز قابل للارتداء.
ومن المتوقع أن تتطور القدرات الأخرى في إدارة الصحة الشخصية مع استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. وفي وقت سابق من هذه السنة، كشفت شركة "سامسونغ" عن جهاز الرعاية الأحدث "بوت"، في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس، ويستطيع هذا الروبوت الصغير أداء مجموعة من أنشطة تتبع الصحة، ويجعل البيانات الحيوية للمستخدم وغيرها من البيانات متاحة لأفراد الأسرة والمهنيين الطبيين حسب الحاجة.
الروبوتات التعليمية
وشهد التعليم اضطرابا كبيرا من خلال العروض المتوفرة عبر الإنترنت وصعود دورات المساق الهائل المفتوحة. ويعد التعلم مدى الحياة ضرورة وليس ترفا، وسوف تساعد الروبوتات في مجموعة متنوعة من الطرق، داخل الفصل وخارجه، وهناك بعض المشاريع الجارية لبناء معلمين آليين مدعومين بتقنية الذكاء الاصطناعي، الذين يلبون طلبا كبيرا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بتدريس اللغة الأجنبية للأطفال.
روبوتات الترفيه
وأورد الموقع أنه سواء كانت الروبوتات والتطبيقات تتحكم في طائرة دون طيار، أو تمارس ألعابا اجتماعية، أو تتمثل مهمتها في مجرد تنظيم مجموعة أفلام، فإنها تدعم حالة اللعب، وعندما يستخدم الناس المساعد الافتراضي الذكي "أليكسا" لتصفح الإنترنت أو طلب تقرير عن حالة الطقس، يصبح هناك علاقة اجتماعية جديدة ومثيرة للاهتمام بين المالك والجهاز.
مستقبلنا الروبوتي
وأضاف الموقع أنه سواء كنت مولعا بالتكنولوجيا أو غير مهتم بها، هناك شيء واحد واضح وهو يتمثل في إمكانية تنفيذ الكثير من الأعمال الروتينية في المنزل بمساعدة جهاز آلي.