قائمة الموقع

كثرة الكتب المدرسية غدت عبئا على الطلبة

2010-09-28T17:01:00+02:00

الرسالة نت - مها شهوان

في تمام الساعة السادسة والنصف من صباح يوم دراسي جديد أمسكت الطفلة الصغيرة ريما حسين حقيبتها ذات العجلتين دافعة إياها إلى الأمام حتى وصلت المدرسة وأوقفتها بجانبها إلى أن دق جرس الدخول للصفوف، فقد فضلت الطالبة شراء حقيبتها بعجلات لعدم استطاعتها حمل الكتب المدرسية لثقلها مما يشكل عبئا عليها.

والد الفتاة تحدث لـ"الرسالة نت" بأن ابنته ألحت عليه لشراء حقيبة ذات العجلات حتى رضخ لطلبها واستجاب له ،مشيرا إلى أنه اضطر في أحد الأيام لمرافقة ابنته إلى المدرسة حاملا لها حقيبتها المنتفخة مما تحتويه من كتب كثيرة بالرغم من أن ابنته لازالت في الصف الثالث.

وفي مشهد آخر خرج من أحد الأزقة في حي الشجاعية ثلاثة أطفال بالصف الأول الابتدائي قصار القامة يحملون حقائبهم المدرسة خلف ظهورهم، وبعد أن مشوا مسافة قصيرة توقف أحدهم ليستريح على الرصيف ومن ثم أكملوا المسير للمدرسة.

تلك المشاهد رصدها موقع "الرسالة نت" أثناء متابعتها لطلبة المدارس في يوم دراسي ، فتبين أن العديد من الطلبة يحملون كتبهم خلف ظهورهم وبالكاد يستطيعون حملها ،لذلك آثرت أن تلقي الضوء على تلك الظاهرة لمعرفة مدى مسئولية المدرسة عن ذلك ،بالإضافة إلى مراقبة وزارة التربية والتعليم للمدارس أثناء وضعهم الجدول الدراسي ،إلى جانب مدى تحمل الطلبة لكثرة الكتب.

88 دليل للمعلم

وفي أحد المدارس الحكومية التقت "الرسالة نت" والدة الطفل سمير مسعود بالصف الرابع الابتدائي فقد كانت آتية للسؤال عنه بالرغم من بدء العالم الدراسي قبل أيام، قائلة:"عدد الكتب كبير بالنسبة للطلاب ،بالإضافة إلى أن المنهج صعب وبالكاد أستطيع تدريس ابني "، مضيفة :في بعض الأحيان اضطر إلى اللجوء لبعض الأقارب لتوضيح بعض المعلومات التي تصعب علي أثناء تدريسها لابني.

وفي هذا السياق ذكر د.زياد ثابت وكيل الوزارة المساعد في وزارة التربية والتعليم بغزة أن الطالب الذي يسير حسب الجدول المدرسي سيخفف عليه عبء حمل الكتب الكثيرة ،داعيا في الوقت ذاته المعلمين إلى تحديد عدد الدفاتر التي يحتاجها الطالب وذلك من خلال الاكتفاء بدفتر أو اثنين للمبحث الواحد.

بعض أولياء الأمور يطالبون بدمج بعض الكتب التي تختص في مقرر دراسي واحد كاللغة العربية وعن ذلك قال ثابت:"من الصعب فعل ذلك لأنه سيرهق الطالب ويصبح الحمل عليه ثقيلا ،بالإضافة إلى أن المناهج لا تحتاج إلى اختصار فهي مناسبة لجميع مستويات الطلبة".

ولفت إلى أن وزارته أعدت 88 دليلا للمعلم من الصف الأول حتى الحادي عشر وذلك بسبب الشكوى من طول المناهج وصعوبة الموضوعات حيث تم حذف عدد منها ،بالإضافة إلى تحويل موضوعات أخرى للبحث العلمي، موضحا أن الوزارة حاليا تعمل على تدريب المعلمين لاستخدام هذه الأدلة مع بداية الفصل الدراسي الحالي لتخفيف العبء على الطلاب.

العملية التعليمية

وعلى صعيد آخر ذكر الأخصائي التربوي الدكتور داود حلس أنه من الايجابي تعدد الكتب المدرسية طالما عددها يتناسب مع مستوى الطلبة، مشيرا إلى أن المنهج الفلسطيني وفق عدة دراسات أثبت أنه مناسب للطلبة لاسيما وأنها وضعت وفق معايير دقيقة.

وطالب الأخصائي التربوي بتخفيف العبء عن الطالب من خلال توزيع الحصص والمنهج الدراسي بشكل يتناسب مع مقدرة الطلاب ،مبينا أنه لا يجوز إعطاء الطلاب بعد فترة الاستراحة مواد دراسية تحتاج لمجهود عقلي كالرياضيات وذلك لأنها ترهقهم.

ودعا مدراء المدارس بمراعاة الطلبة حينما يتم وضع الجدول الدراسي وتوزيع الحصص كما يراعون المعلمين، مؤكداً على أن العملية التعليمية المتكاملة ترجع لمهارة مدير المدرسة وقدرته على وضع الجدول بشكل جيد.

اخبار ذات صلة