قال مستشرق إسرائيلي إن "المعطيات السياسية القائمة حاليا تبعد أي بصيص أمل بإقامة الدولة الفلسطينية، لأن الاعتراف الأمريكي التاريخي بشرعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية يشكل المسمار الأخير في نعش الدولة الفلسطينية".
وأضاف آيال زيسر، أستاذ الدراسات العربية في الجامعات الإسرائيلية، في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، أن "إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك يومبيو بشأن شرعنة المستوطنات، جاء استجابة لتطلعات إسرائيلية قديمة بموجبها فإن الضفة الغربية ليست أرضا محتلة، وبالتالي فإن التجمعات الاستيطانية فيها لا تنتهك القانون الدولي".
وأوضح أن "هناك فرضية قائمة مفادها أن الولايات المتحدة باعتبارها قوة عظمى عالمية تمسك بيدها مفاتيح الصراع والحل في المجتمع الدولي، وبالتأكيد في الشرق الأوسط، لكنها بجرة قلم قضت على تطلعات الفلسطينيين طوال سنوات ماضية بمساعيهم لدى دول العالم لإجبار إسرائيل على الاستجابة لمطالبهم بالانسحاب لحدود 1967، وتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة".
وأكد أن "اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل جاء بدون أي مقدمات، بل إنها اعترفت بالأمر القائم في المدينة، بكلمات أخرى فان الولايات المتحدة قدمت اعترافا بالمشروع الاستيطاني الإسرائيلي دون تراجع، ورغم ردود الفعل الفلسطينية والعربية وبعض الأوروبية المنددة بإعلان بومبيو، لكن هناك قناعات عالمية بدأت بالتجسد مفادها أن حل الدولتين تحيط به شكوك كبيرة، وهو في الطريق لأن يصبح غير قابل للتطبيق".
وأشار أنه "كي نتذكر فقط قبل ربع قرن من الآن، وتحديدا لدى وقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين في 1993، فقد كانوا أقرب ما يكونون من إقامة دولتهم المستقلة على قرابة كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عقب حرب العام 1967، لكن تطورات الأحداث أعادتهم لنقطة الصفر، واليوم تجحد الحركة الوطنية الفلسطينية نفسها في أزمة غير مسبوقة، لم تشهدها من قبل".
وأضاف أن "الحركة الوطنية الفلسطينية ليس بين يديها إجابات للتحديات الماثلة أمامها، ولا ردود على القرارات الامريكية المتلاحقة، وكذلك تجاه إسرائيل ردا على سياستها التي تستهدفهم، لكن التحدي الحقيقي الذي يواجهها ليس موجودا في ردهات الأمم المتحدة أو واشنطن، بل في أوساط الجمهور الفلسطيني، الذي لم يعد يبدي تمسكا بحل الدولتين، مما يعني إنجازا إسرائيليا من العيار الثقيل، خاصة من وجهة نظر الحكومة الحالية".
واستدرك بالقول أن "ذلك يشكل أيضا تحديا أمام إسرائيل ذاتها، صحيح ان غالبية إسرائيلية بدأت ترفض حل الدولتين، لكنها لم تقدم خطة بديلة، مكتفية بإبقاء الوضع القائم على ما هو عليه، مع أن انهيار حل الدولتين يتطلب من إسرائيل البحث عن خيارات جديدة، تجعلها تحافظ على هويتها اليهودية".
وختم بالقول أنه "لن يطول الوقت الذي يبدأ فيه الفلسطينيون يطالبون بحل الدولة الواحدة، الأهم من ذلك أنهم دون أن يطالبوا هم، فقد بدأ هذا الخيار يفرض نفسه على الأرض مع مرور الوقت، وفي حال ذهبنا إلى انتخابات جديدة، فمن الأفضل أن يكون هذا الموضوع مطروحا على أجندة المرشحين لرئاسة الحكومة الإسرائيلية القادمة".
"عربي21"