اقترب الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، يوم الأربعاء، من مساءلة الرئيس دونالد ترامب، في الوقت الذي بدأت فيه لجنة رئيسية بمجلس النواب مناقشة المادتين الرسميتين للمساءلة، اللتين من المتوقع طرحهما أمام المجلس الأسبوع المقبل.
وكانت اللجنة القضائية بمجلس النواب تجتمع للنظر في المادتين اللتين تتهمان ترامب بإساءة استخدام سلطته، بمحاولة إجبار أوكرانيا على التحقيق مع المنافس السياسي جو بايدن، وعرقلة الكونجرس عندما حاول المشرعون النظر في الأمر.
وقال النائب جيرولد نادلر، الرئيس الديمقراطي للجنة القضائية، في تصريحات افتتاحية: "إذا كان يمكن للرئيس أن يسيء استخدام سلطته أولا، ثم يعطل جميع طلبات الكونجرس للحصول على معلومات، فلن يتمكن الكونجرس من الوفاء بواجبه، المتمثل في أن يكون بمثابة قوة توازن أمام السلطة التنفيذية، وسيصبح الرئيس ديكتاتورا".
لكن دوج كولينز، أكبر جمهوري في اللجنة، اتهم الديمقراطيين بالانحياز للمساءلة، وقال إن الأدلة لا تدعم ذلك.
وقال: "ليست لديكم قضية ضد الرئيس؛ لأنه لم يحدث شيء".
ونفى ترامب ارتكاب أي مخالفات، وأدان التحقيق بشأن مساءلته بوصفه خدعة.
وأمضى الديموقراطيون معظم المساء في التنديد بسلوك ترامب، وتوبيخ الجمهوريين؛ بسبب دفاعهم عنه، بينما انتقد الجمهوريون ما يرون أنه تحقيق حزبي وغير عادل.
وقال النائب الديمقراطي هانك جونسون: "جرائم الرئيس ترامب تهدد ديمقراطيتنا... أنا رجل أسود يمثل جورجيا، ولدت عندما كان جيم كرو على قيد الحياة وبصحة جيدة. بالنسبة لي فكرة أن الانتخابات يمكن تقويضها ليست نظرية"، في إشارة إلى حقبة التمييز العنصري.
وأكد الجمهوري جيم جوردن أن العملية كانت مدفوعة بالعداء تجاه ترامب وحلفائه.
وقال "إنهم لا يحبوننا... هذا لب الموضوع. إنهم لا يحبون أنصار الرئيس، وهم يكرهوننا كثيرا".
ومن المتوقع أن توافق اللجنة على التهم اليوم الخميس. كما من المرجح أن يحذو مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون حذو اللجنة الأسبوع المقبل، ما يجعل ترامب الرئيس الثالث في تاريخ الولايات المتحدة الذي تتم مساءلته.
وبعد تصويت مجلس النواب، ستُحال التهم إلى مجلس الشيوخ للمحاكمة. ومن غير المرجح أن يصوت المجلس الذي يقوده الجمهوريون لعزل ترامب من منصبه.
محاكمة سريعة
بدا يوم الأربعاء أن الرئيس وكبار الجمهوريين متحدون خلف فكرة إجراء محاكمة سريعة في مجلس الشيوخ.
وقال مصدران مطلعان على الموقف يوم الأربعاء، إن ترامب، بعد أن قال في البداية إنه يريد محاكمة كاملة وربما طويلة في مجلس الشيوخ، يميل فيما يبدو إلى محاكمة مبسطة تسمح له بتجاوز سريع للخطر الذي يتهدد رئاسته.
ويمكن أن يزيل تفكير ترامب الجديد مصدرا محتملا للخلاف مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ، الذين بدوا كأنهم يرفضون فكرة المحاكمة الطويلة مع الشهود.
لكن لم يتضح بعد ما إذا كان ترامب مستعدا للتخلي عن طلبه لشهود، مثل بايدن، الأمر الذي سيجعل الديمقراطيين يطلبون شهودا بارزين من إدارة الرئيس.
وقال السناتور لينزي جراهام، وهو حليف قوي لترامب، للصحفيين يوم الأربعاء: "أعتقد أن أفضل شيء يمكن أن نفعله كأمريكيين هو إزاحة هذه المسألة".