قال آرييه إلداد الكاتب اليميني (الإسرائيلي)، إن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تفرض مقاطعة على (إسرائيل)، "رغم أنها مرتبطة بنا بكل القطاعات، لكنهم اختاروا مقاطعة منتجاتنا، لأنهم يعلمون أن إسرائيل لن تفرض عليهم عقوبات اقتصادية تكون بمنزلة ضربة قاضية".
"وبدأ ذلك بمقاطعة البضائع المصنعة بمستوطنات الضفة الغربية، حين بنيت مدينة روابي الفاشلة اقتصاديا، وأعلنوا عدم شراء منتجات وبضائع يتم تصنيعها في تلك المستوطنات"، وفق إلداد.
وأضاف إلداد في مقاله بصحيفة معاريف، أن قانون المقاطعة الذي شاركت بإقراره في 2011، يمكن حكومة الاحتلال من المس بالأشخاص الذين يفرضون هذه المقاطعة، لكن (إسرائيل) لم تفعل شيئا، وبذلك فإن الفلسطينيين يواصلون التقدم بمقاطعتهم.
وأكد أن السلطة أعلنت مؤخرا للتجار داخل أراضيها بحظر استيراد العجول (الإسرائيلية)، مع أنها تستورد ما قيمته 700 مليون شيكل سنويا من العجول، مع أن هذه المقاطعة تتناقض مع اتفاقية باريس الاقتصادية، التي كانت جزءا من اتفاقية أوسلو السياسية.
في حين أن المتضررين (الإسرائيليين) من هذه المقاطعة الفلسطينية هم صغار المصدرين الإسرائيليين، لاسيما المقيمين في الكيبوتسات الاستيطانية.
وأوضح أن عباس اختار أن يواجه (إسرائيل) في كل جبهة يرى فيها نقطة ضعف إسرائيلية، رغم أن هناك شبهات بوجود قضية فساد فلسطينية تقف خلف قرار وقف استيراد العجول (الإسرائيلية)، ورغبتهم في السيطرة على سوق العجول، ورغم أن الفلسطينيين لا يريدون الانفكاك الاقتصادي النهائي عنا، لكن السلطة تستورد العجول الجديدة من البرتغال وهنغاريا، ومستوطني الضفة الغربية يدفعون ثمن ذلك.
وأشار إلى أن (إسرائيل) وافقت على تسليم السلطة أموال المقاصة الشهرية بملياري شيكل، رغم أنها تواصل منح عائلات الشهداء والأسرى مستحقاتهم المالية، وقد خضع بنيامين نتنياهو عشية انتخابات الجولة الأولى في نيسان/ أبريل للضغوط من أجل المحافظة على عباس.
وزعم أنه رغم أن (إسرائيل) تقاتل بأعلى صوتها ضد حركة المقاطعة العالمية "بي دي أس" في أوروبا، لكنها خضعت للبي دي أس الفلسطينية، بل عملت على تقويتها.
وأضاف: "أكثر من 90% من الصادرات الفلسطينية موجهة لإسرائيل، وفي لحظة ما استطعنا أن نمارس ضغوطا اقتصادية على السلطة، لكن خضوعنا لها بدا أكثر سهولة".
وأكد إلداد أن هذا التراجع في الموقف (الإسرائيلي) في إعادة أموال الضرائب للسلطة، كان بتوصية أجهزة الأمن الإسرائيلية، لاسيما مكتب منسق شؤون المناطق بوزارة الحرب والإدارة المدنية ووزبر الحرب، وخاصة رئيس الحكومة.
وختم بالقول إن الانشغال بملف الانتخابات، جعل (إسرائيل) تقدم تنازلات للسلطة، بما في ذلك الخضوع أمامها في موضوع المقاطعة الاقتصادية.