حمل الفلم الوثائقي لعملية سراب معطيات تكشف فشل العدو الإسرائيلي في اختراق المقاومة ومنع تعاظم قوة وقدرات القســ.ام، وتحديداً القوة الصاروخية للمقــ.اومة، التي من شأنها تغيير المعادلات وتثبيت معادلة الردع، استطاعت القســ.ام أن تنهي الأمر وتنجز المهمة، والنتيجة هي إعلان فشل استراتيجية المنع وما تسميه (إسرائيل) «المعركة بين الحروب».
عملية سراب بنيت على أساس المكر والحيلة والخدعة والفطنة للخديعة المضادة، عبر التجنيد العكسي والاستفادة منه في تمرير معلومات مغلوطة إلى العدو وارباك معلوماته، فالصراع الاستخباري هو صراع الأذكياء الذين يعملون بشكل دقيق على إيهام العقول ودفعها إلى الخطأ في التقييم والاستنتاج، وكشف نقاط ضعف العدو وأسراره، وكذلك بكشف مخططات العدو وإفشالها ومنعه من مباغتة ومفاجأة المقاومة، عملية سراب يمكن تلخيص دلالاتها بالنقاط التالية:
• تعد العمليات السرية من صلب العمل الاستخباري، فالحصول على المعلومات عن العدو لا يتم دون العمليات التي تتم من خلالها كافة النشاطات والأعمال التي تسهل عملية جمع المعلومات، فالعمل الاستخباري عمل محفوف بالمخاطر لاسيما بشقه الميداني.
• قدرة استخبارات المقـــ.اومة على مراقبة خلايا الاحتلال وجمع الأدلة المطلوبة لمواجهة المتخابر بالأدلة الدامغة التي تشل عنده أية مناورة، وأن هذه المراقبة تتخللها أدلة قوية (اتصالات، صور، تسجيل مكالمات، سفر، متابعة، مطاردة، مراقبة، تقصّي) وحينها ستصبح مهمة تجنيده ممكنة.
• استخبارات المقــ.اومة أصبحت ذات علم واطلاع عن العدو فتستعد على أساس معرفي، ومن هنا يبقى أهم واجبات الاستخبارات هي الانذار المسبق لمنع المباغتة وهي ما تعمل عليه على مدار الساعة.
• المقــــ.اومة أثبتت قدرتها على تفكيك شبكات العدو والقيام بالتجنيد العكسي المزدوج واستفادت من ذلك من خلال انتزاع دوافع وأهداف العدو من التجنيد وتحويل ذلك لصالحها
• التجنيد العكسي ليس تجنيداً عادياً بل هو تقدم بخطوة على العدو والسيطرة على أدواره من خلال ضخ معلومات زائفة له وحرب نفسية وحرب ناعمة والكشف عن تفكير العدو واهتماماته وماذا يخطط.
• إن معرفة العدو وأسلوب تفكيره وحتى نظامه السياسي والجغرافيا وقوته ودراستها وتحليلها بشكل دقيق يجعل مواجهته والتغلب عليه قابله للتحقق بشكل أفضل، لذا فإن الدوائر الاستخبارية تسعى لبناء مراكز تحليل وتجزئة واستنتاج وتركيب وتدوير وتقرير المعلومات المتحصلة.
• التجنيد المزدوج أو العكسي من أكثر أنواع التجنيد احترافاً، حيث إن معرفة عيون العدو وكشفها وتجنيدها، هو أكبر وأكثر فائدة من اعتقالهم، فحينها سيأخذ العدو حذره ويرسل بديلاً غير معروف وأكثر حذراً، ولا شك فإنّ التجنيد المزدوج بكل أشكاله هو عمل فني احترافي ومؤشر على الاحتراف الاستخباري للقســ.ام.
• بناء ومراكمة قوة المقـــ.ـاومة يُحمل استخبارات المقـ.ــاومة ثلاث مهام أساسية، الأولى متابعة العدو في حالة الهدوء والحرب لمعرفة خططه ونواياه وبناء قواته، والثانية أن تعطي تصورات للقيادة عما تحتاجه المقــــ.اومة من وسائل وقدرة تتفوق بها على العدو لتحقيق نوع من التوازن، والمهمة الثالثة هو العمل على أن تشوش على العدو المعلومات الخاصة ببناء القوة لديها لغرض إيهامه وإخفاء أو تضخيم الحقائق لديه.
• من أولويات عمل الاستخبارات، درء الخطر عن المقــ.اومة وقدراتها باعتبارها المطمع الأول للعدو، وهدفه الأول للاختراق، ومع تطور قدرات المقـ.اومة وتشعبها وعملها بتماس مع العدو، كان لا بد من تحصينها لما تحتويه من أسرار وأسلحة، يتوجب معها سد كافة الثغرات المحتملة على الدوائر الأمنية المهمة، هذه المعادلة تسعى المقاومة من خلالها تأمينِ الوسائل التي تُمَكّنها من بلوغ الهدف وتحقيق المفاجأة والمبادرة.