أصدرت المحكمة الداخلية لحزب "الليكود" الحاكم، اليوم الخميس، قرارا يلزم الحزب إجراء انتخابات تمهيدية، لاختيار المرشحين في القائمة التي ستخوض انتخابات الكنيست الـ23، المقررة في الثاني من آذار/ سبتمبر المقبل.
يأتي قرار المحكمة الداخلية للحزب خلافا لقرار مركز الليكود بإلغاء تلك الانتخابات، وذلك في استجابة لالتماس أعضاء من الحزب لاعتقادهم أن الحزب يحتاج إلى انتخابات تمهيدية لاختيار قائمة مرشحيه للانتخابات المقبلة، على حد سواء، كما يطلب الأمر إجراء انتخابات على رئاسة الحزب.
وبحسب القرار القانوني فإن إلغاء الانتخابات التمهيدية لمرشحي القائمة، يتطلب تعديل على دستور الحزب، الذي ينص على إجراء انتخابات تمهيدية قبل كل انتخابات برلمانية.
ولفت الموقع الإلكتروني للقناة 12 الإسرائيلية إلى أن إجراء تعديل في دستور الليكود لإلغاء الانتخابات التمهيدية على قائمة الحزب، يتطلب أغلبية 60 في المئة من جميع أعضاء مركز الحزب، وعليه فإن فرص تعديله تبقى منخفضة.
وتشير التقديرات إلى أن رئيس الحزب ورئيس الحكومة الانتقالية، بنيامين نتنياهو، الذي أيد إلغاء الانتخابات التمهيدية على قائمة الحزب لن يعترض على قرار إجرائها، بعد تلقيه الدعم مؤخرًا من نشطاء الحزب، خلال حملته لمنافسة غدعون ساعر، في انتخابات تمهيدية على رئاسة الحزب.
كما تنظر المحكمة الداخلية لليكود بالالتماس الذي تقدم به أعضاء الليكود الذين ينتمون إلى مجموعة "الليكوديين الجدد - المجموعة الديمقراطية"، ضد قرار فصل 650 من أعضاء المجموعة والذين أعلنوا عن دعمهم لمنافس نتنياهو، ساعر، في الانتخابات على رئاسة الحزب.
وستجري الانتخابات التمهيدية على رئاسة الليكود، في الـ26 من الشهر الجاري، وتكمن أهمية هذه الانتخابات بأن رئيس الحزب سيكون مرشحا لتولي منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعد انتخابات الكنيست الـ23 المقبلة. وستكون هذه الانتخابات التمهيدية الأولى لليكود منذ نهاية 2014، التي فاز فيها نتنياهو آنذاك على منافسه داني دانون بأغلبية كبيرة.
ويواجه نتنياهو تصاعدا في أصوات معارضيه في حزب الليكود بعد تقديم لائحة اتهام رسمية ضده تضم تهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال، في ثلاث قضايا فساد، فيما بات ساعر يحظى بالمزيد من الدعم داخل الحزب، غير أن الترجيحات تشير إلى أنه لن يتمكن من الإطاحة بنتنياهو، وأنالفوز بالنسبة لنتنياهو ليس بمجرد التفوق على ساعر، وإنما بإحراز فارق كبير.
وفشل نتنياهو في تشكيل حكومة مرتين بعد جولتي الانتخابات في نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر الماضيين، يعزز إمكانية فشله مجددا في المهمة بعد انتخابات الكنيست المقبلة، حسبما يرى ساعر، الذي يقول إنه يريد الفوز بزعامة الليكود لتغيير هذا الواقع، كما نقلت عنه صحيفة "يسرائيل هيوم".
وقرر الكنيست الإسرائيلي حل نفسه والذهاب لانتخابات هي الثالثة خلال أقل من عام، في 2 آذار/ مارس 2020، بعد فشل نتنياهو ومنافسه بيني غانتس زعيم قائمة "كاحول لافان" للمرة الثانية في الحصول على أغلبية 61 عضوًا (من إجمالي 120 بالكنيست) لتشكيل الحكومة خلال مهلة 21 يوما.
عرب48