الرسالة نت - آلاء النمر
"سنجعل في كل بيت حافظا لكتاب الله عز وجل " شعار اتخذته دار القران الكريم والسنة منذ انطلاق مشاريعها الرامية لتحفيظ القرآن في قطاع غزة ، ولكنها قامت بتغييره بعد مرور عقود على تخريج آلاف الحفظة ليصبح العنوان " سنجعل في كل بيت حفظة لكتاب الله" بهذه الكلمات استهل الدكتور نصر مدوخ المشرف العام لدار القران الكريم والسنة حديثه "للرسالة".
وأضاف: دار القرآن حملت على كتفها تخريج أكبر قدر ممكن من الحفظة ليكونوا جيشا قرآنيا في وجه الطغيان، داعياً أهالي القطاع إلى المشاركة في تكوين ذلك الجيش القرآني .
وتابع: ساعدت دار القرآن ورعت العديد من الأفراد الذين يقطنون خارج القطاع في حفظة القرآن عبر الإنترنت.
واختتم المشرف العام على الدار باستعراض نماذج لعائلات فلسطينية أتم جميع أفراد عائلتها حفظ كتاب الله في مدة قصيرة رغم الابتلاء والحصار، فقال: استطاعت عائلة درويش من محافظة الوسطي بأطفالها الخمسة حفظ القران، وكما تمكنت عائلة المصري شمال القطاع من حفظه وغيرها من العائلات التي ضربت وسطرت معالم البطولة والعزة والكرامة.
"الرسالة" بدورها التقت بعض تلك العائلات وحاولت جاهدة تسليط الضوء على بعض أشبالها الذين سطروا ملامح النصر القادم بإذن الله واعدت التقرير التالي:
طعماً في الجنة
أحمد درويش أحد الأشبال الذين التزموا في مساجد الرحمن منذ نعومة أظافره حباً في مغفرة الله ورضوانه عليه، فقد كان يذهب يومياً إلى بيت الرحمن ليؤدي صلاة المغرب التي يليها نشاط حفظ القرآن.
يقول أحمد " للرسالة": أعيش وسط بيت ملتزم محافظ في محافظة الوسطي، فكان صغيرنا قبل كبيرنا يداوم على الحفظ والقراءة، مشيراً إلى انه حفظ القرآن مع إخوانه الأربعة ولكن أخيه الأكبر استشهد بعد إتمامه الحفظ.
ويضيف ابن الأربعة عشر عاماً والذي أتم حفظ القرآن في سبعة عشر يوماً: أقرأ القرآن بخمس روايات وهي رواية شعبة وورش وقالون عن عاصم والدوري والسوسي عن أبي عمر البصري وإن طال بي العمر سأكمل القراءات العشر"، مستطرداً: أطعم في رضى المولي عز وجل عني وأن يدخلني الجنة".
وعن كيفية حفظه القرآن بهذه بسرعة، قال: كنت منذ صغري أحفظ يومياً ما يقارب الجزأين تحت رعاية عائلتي فقد كانوا مشرفين على حفظي.
خلية نحل
عائلة الشهيد محمد المصري شمال القطاع لم تختلف كثيرا عن عائلة درويش , والتي أتمَّ أفرادها حفظ القرآن الكريم خلال فترات متفاوتة، فقد وضعوا خطة لحفظة القرآن الكريم خلال فترة لا تتجاوز 60 يوما.
الشاب أحمد المصري أوسط أفراد أسرته الحاصل على السند المتصل عن الرسول "صلى الله عليه وسلم" , يقوم بالإشراف على تحفيظ القرآن لعائلته التي تتكون من ستة أبناء.
وصف أحمد جو بيته بخلية النحل عند اتجاه الجميع نحو الحفظ فيقول "ندوي في البيت كخلية النحل , فهذا يُسمع وذاك يحفظ والآخر يراجع , وعلى هذا الحال تمضي أيامنا".
وتعيش الأسر الفلسطينية في هذه الأيام أجواء مليئة بالحب والرغبة في حفظ كتاب الله عز وجل، بعد أن اتجهت القلوب نحو رضا الله ونوال جناته .