نهاية أغسطس الماضي اقتحمت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) منزل ميس أبو غوش -20 عاما- في مخيم قلنديا شمال القدس، فاعتقلتها بعدما حطمت محتويات البيت بحجة التفتيش واعتدت على والدها حين حاول الاعتراض على اعتقالها والاستفسار عن السبب.
خضعت أبو غوش للتحقيق القاسي قرابة الشهر الكامل في مركز المسكوبية، لتنقل بعدها إلى سجن الدامون حيث الأسيرات هناك، وتمكن المحامون خلال تلك الفترة من زيارتها فأخبرتهم عن وسائل التعذيب التي تعرضت لها، إلا أن الاحتلال منعهم من نشر أي تفاصيل حول ذلك وهددهم بسحب رخص المحاماة منهم حال بلغوا الأهل أو وسائل الإعلام.
ورغم بشاعة أشكال التعذيب الذي تعرضت له "أبو غوش" وهي طالبة إعلام في جامعة بيرزيت، إلا أنها قاومت المحققين بقوة، يقول والدها "محمد" إن المحققة استدعته لتخبره "أنا جايبك بس مشان تحكيلي شو هاي البنت.. أنا الي 20 سنة محققة ولم يمر علي بنت زيها.. احكيلي هاي البنت من وين جايبه كل هالحقد والغل والكراهية علينا".
ومع صلابتها في وجه المحققين لا أن والدها يحكي لوسائل الاعلام أنهم حين قابلوا "ميس" في المسكوبية لم يتمكنوا من احتضانها من شدة الأوجاع بجسدها، لافتا إلى أنها تعرضت للشبح على طريقة الموزة والقرفصاء خلال التحقيق.
يذكر أن التعذيب على طريقة الموزة يكون من خلال ربط الأسير على كرسي حديدي ويتم تكبيل الأيدي والاقدام بحيث يكون الأسير على شكل موزة ويضرب بوحشية.
وذكر والد "ميس" أن مؤسسة الضمير تحدثت إليه حول تعرض ابنته لأساليب التعذيب الوحشية مثل الضرب والشبح والتحرش اللفظي والتفتيش العاري، لافتا إلى أن ذلك وقع كالصدمة عليهم ولم يستطع وعائلته التعليق على ذلك وبقي الصمت سيد الموقف لساعات.
ووصف أن استقباله لخبر استشهاد ابنها بداية 2016 كان أهون عليه كثيرا من حادثة اعتقال وتعذيب "ميس"، لاسيما وأنها فتاة وكل ما يخصها هو حساس بالنسبة للعائلة.
وقال أبو غوش:" بعد اعتقال ميس بعدة أسابيع قامت مخابرات الاحتلال باستدعائه ووالدتها إلى المركز ذاته؛ وهناك أحضرها المحققون فلم يتعرفا عليها، ولكنها حين ابتسمت ميّزها من ابتسامتها وشعر بالذهول لهول ما حل بها".
وتابع: "خلال التحقيق معي بعد استدعائي إلى معسكر عوفر، هددتني إحدى المحققات بالحكم على ميس بالسجن المؤبد، وسألتني إنت كيف بتربي ولادك؟ ليش بنتك عنيدة هيك؟".
وبحسب قوله فإن "ما لاقته ميس من تعذيب في سجون الاحتلال، جزء من المعاناة التي تعيشها الأسيرات، وبخاصة الأسيرة الجريحة إسراء الجعابيص".
وكان الاحتلال الاسرائيلي فرض على المؤسسات الحقوقية، أمر حظر نشر تفاصيل التعذيب الذي تعرض له أكثر من 25 أسيراً فلسطينياً بينهم ميس أبو غوش، حتى أعلنت مؤسسة الضمير، قبل أيام، عن جزء من الانتهاكات التي تعرضوا لها.
وبحسب ما أوردته مؤسسة الضمير فإن مخابرات الاحتلال أخضعت ميس لتحقيق عسكري، تخلله شبحها على طريقة "الموزة والقرفصاء"، رغم أنه لم يثبت أن لها علاقة بنشاطات عسكرية، وتم توجيه لائحة اتهام لها بالمشاركة في نشاطات طلابية.