يحاول البعض ان يدخلنا في معركة وهمية ، وكأنها الصراع على الوجود والحق الفلسطيني ، رافعا بذلك راية القدس التي غابت كثيرا عن القرارات الفلسطينية الرسمية ، وتركت في كثير من الأحيان تصارع محتلها لوحدها ، ولم تجد القدس من المؤسسة الفلسطينية الرسمية إلا الشعارات والتغني بها في أغان لا ترتقي أن نسميها بالوطنية الثورية، ولم تجد من ينصرها يوم أعلنها ترامب عاصمة لدولة "اسرائيل" ولم يرد حينها رئيس السلطة لا بإنهاء الاتفاقيات بشكل فعلي ولا بإنتفاضة جديدة ولا حتى بثورة كلامية ، ولكن نصرها حينها أهل غزة بعشرات الشهداء والجرحى في مسيرات العودة وكسر الحصار .
وحتى عندما بدأ الحديث عن إعادة تصحيح المسار والإعلان عن إنتخابات فلسطينية ، توجه أبومازن إلى الاحتلال حتى يأذن لأهل القدس بالترشح والانتخاب ، هل وصل بنا الحال إلى هذا الهوان بأن نطلب الإذن من جهاز الشاباك الصهيوني في شأن فلسطيني خالص ، إذا لماذا صنعت السلطة ولماذا تأسست المؤسسة الفلسطينية ؟! هل لأن تكون خاضعة للمحتل بهذا الشكل؟ يا لهواننا أين هو شعب الجبارين الذي كان يناديه ابوعمار ؟ هل شعب جبار تصلح له سلطة يهون عليها كرامتها بالتأكيد لا ، الأصل في المعادلة التي بيننا وبين المحتل الاشتباك بكل أشكاله المسلح والسياسي والشعبي والإعلامي وغيرها من الأدوات المتعددة ، ولا يجب أن يكون في قاموسنا الفلسطيني الثوري أخذ الإذن من عدوي .
فإذا قررنا كفلسطينين أن تكون لنا إنتخابات فلتكن مهما كانت العقبات ، ولا تراجع ولا انهزام .
وكنت أتمنى أن تشمل الإنتخابات التشريعية والرئاسية كل أماكن تواجد الفلسطيني سواء في الداخل بكل مواقعه وأماكنه القدس و الضفة وغزة و يافا وحيفا والرملة والناصرة وكل مدن الداخل وأيضا الشتات في الدول العربية و الإسلامية و أوروبا وأمريكا بكل قاراتها .
حتى تكون انتخابات شاملة نحو التحرير و بناء دولة فلسطين .
وفي النهاية نؤكد بأن مدينة القدس هي جوهر قضيتنا الفلسطينية ولا يجب أن ترتهن لمصالح فئوية ضيقة كما تستخدم الآن في مسألة الإنتخابات .
القدس جوهر القضية وليس الإنتخابات
بقلم الكاتب | عماد زقوت