قائد الطوفان قائد الطوفان

للمرة الأولى تفاصيل "إعدام" أبطال "بيت ليد" بأوامر الغرباوي

للمرة الأولى تفاصيل "إعدام" أبطال "بيت ليد" بأوامر الغرباوي
للمرة الأولى تفاصيل "إعدام" أبطال "بيت ليد" بأوامر الغرباوي

الرسالة نت - محمود هنية

 

 

من تصفية مهندسي عملية "بيت ليد البطولية" عام 1994م، وصولا إلى مراقبة القيادي في سرايا القدس "بهاء أبو العطا"، تلخصت مسيرة العميد شعبان الغرباوي مسؤول المحافظات الجنوبية في جهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية.

"الرسالة" تعود بالذاكرة لـ25 عامًا، تستحضر خلالها جريمة اعدام المهندسين القائدين عمار الاعرج وأيمن الرزاينة على يد مخابرات السلطة في منزل بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، قبيل آذان المغرب في شهر رمضان المبارك بدقائق معدودة.

تفاصيل الحادثة تستحضرها صاحبة المنزل "أم صالح أبو حشيش" ويكأنها تحصل الآن بين ناظريها، حين اقتحمت قوة من جهاز المخابرات برئاسة سامي نسمان الذي تسلم لاحقا مسؤولية الجهاز على مستوى القطاع.

جرت عملية الاقتحام بزعامة نسمان بعد وصول معلومات من الغرباوي مسؤول جهاز المخابرات في مخيم الشاطئ آنذاك، تفيد بوجود المقاومين في المنزل، كما تروى لـ"الرسالة نت"

كانت في تلك الأثناء تعدّ طعام الإفطار، وتجهز وجبة "السمك" كما طلبها الشهيد أيمن الرزاينة.

لحظات أحاطت فيها القوة الأمنية المنزل الاسبستي، بعد خطفها لرياض أبو حشيش والمهندس الشهيد محمود الزطمة، ثم اقتحمت المنزل أثناء اعداد أم رياض لطعام الإفطار.

تقول أم رياض، إنها تفاجأت باقتحام المخابرات لمنزلها، "إذ سرعان ما وصل اليها شخص منهم يطالبها باخلاء البيت فورا، فالبيت بات ملغمًا".

حتى هذه اللحظة كان الشهيدان الاعرج والرزاينة يقرآن سورة الأنفال، ليسكت صوتهما ببدء اطلاق النار عليهما مباشرة من إحدى نوافذ غرف المنزل.

ولم يكتف الجهاز بفعل ذلك، بل باشر باغلاق السيارة على اطفالها الثلاث، بعد اختطاف والدهم والمهندس الزطمة.

سريعا جرت عملية الإعدام للشهيدين، "بإمكانك العودة للمنزل انهينا المهمة!" بهذه الكلمات واجه الضابط أم رياض، كما تروي.

"دخلت البيت فوجدت أيمن مطرزًا بالرصاص بشكل عمودي في صدره وبطنه، أما عمار فكان يلتقط أنفاسه الأخيرة، وسرعان ما نظر الي وأغمض عينيه شهيدا"، والقول هنا لأم رياض.

لم تنته فصول الجريمة عند هذا الحد، فعمل المخابرات على خطف جثمان الشهيد الرزاينة من المستشفى في محاولة لتسليمه لجنود الاحتلال، والقول هنا لأم الشهيد أم ايمن الرزاينة.

تستحضر أم أيمن بدموعها تفاصيل تلك الحادثة لـ"الرسالة نت"، "فعند آذان الإفطار جاء من يخبرني باستشهاد نجلي، "أول فرحتي وأول صدمتي!".

وتلقت الخنساء التي ضحّت بأربعة من أبنائها في طريق الشهادة، نبأ استشهاد نجلها باستغراب "كيف قتل والاحتلال لم يعد موجودا؟، ليجيبها، "قتل على يد أمن السلطة!".

"3 من ابنائي استشهدوا على يد الاحتلال لكن وجعي وغصتي وقهري عند أيمن، لأنه قتل على يد من يفترض أنهم أبناء دينه ومن هم عرضهم عرضه"، بقهر تروي الخنساء قصتها.

وتضيف: "فعلوا ما لم يفعله اليهود حين خطفوا جثمانه لتسليمه ثم بعد ذلك بالقوة تم استرداده منهم، ليقتحموا منزلنا مجددا لاختطافه، ليستعيده الناس مجددا بالقوة ويدفن بعد يوم كامل وليلة  قضاها على سريره في المنزل خشية إعادة اختطافه مجددا".

"من قتل نجلي يعيد اليوم الكرة بنفس الخسة والنذالة لكن هذه المرة مستهدفا بهاء أبو العطا، عندما شاهدت فيديو العملاء المتورطين باغتياله، استرجعت كل معاني القهر مجددا في حادثة اغتيال أيمن"، تبعا للخنساء.

حادثة "بيت ليد" ليست الوحيدة من الملفات السوداء التي ارتبطت باسم شعبان الغرباوي، فهو أشرف على مطاردة الشهيد يحيى عياش في حي الشاطئ غرب غزة، كما أنه رفض الافراج عن المعتقلين ابان استهداف الاحتلال للمقرات الأمنية مع اندلاع الانتفاضة الثانية، كما تروي أم رياض.

وزارت أم رياض زوجها الدكتور رياض أبو حشيش بعد 6 أشهر، "بصعوبة تعرفنا على شكله من شدة التعذيب الذي تعرض له الى جوار الشهيد محمود الزطمة".

والسر الذي خبأته أم رياض لسنوات طويلة ، تمثل في "نصيحة" أسداها لها مسؤول جهاز المخابرات في السلطة آنذاك حين طلب منها ومن زوجة الشهيد الزطمة الطلاق من ازواجهم بدعوى انهم لن يخرجوا من السجن ، "فهم مطلوبون للامريكان والإسرائيليين".

وستظل هذه الحادثة علامة فارقة ضمن ملفات سوداء، سطرّت لطريق دموي في تعامل السلطة مع المجاهدين والمقاومين، طريق دفعهم لاحقا للدفاع عن انفسهم ولو كان الثمن هروب أمثال الغرباوي بتنسيق مباشر مع الاحتلال خائفا مرتدعا من المقاومين.

f9381e01-84f6-4ee1-9e64-84efef3f52a6.jpg
1.jpg
0cb2a475-ec60-4a52-b4f4-ef3cc62b7b48.jpg

البث المباشر