أفردت وسائل الإعلام العبرية، الصادرة صباح اليوم الخميس، مساحة واسعة من التقارير والمقالات بشأن طلب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال، الحصانة من الكنيست أمام القضاء بعد تقديم لوائح اتهام بالفساد ضده.
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، فإنه سيتم تجميد الإجراءات القانونية القضائية ضد نتنياهو إلى حين سماع طلبه بخصوص الحصانة. مشيرةً إلى أنه من المتوقع أن تعقد اللجنة الخاصة بسماع الطلب على الأقل حتى بعد الانتخابات العامة التي ستجري في آذار/ مارس المقبل.
وأشارت إلى أنه لا يمكن تقديم لائحة الاتهام أمام المحكمة حتى البت في قضية الحصانة. مشيرةً إلى أن نتنياهو يسعى لقتل التهم الموجهة إليه ببطء من خلال طلب الحصانة.
من جانبها نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية مقالات عدة منها للمحلل السياسي ناحوم برنياع الذي اعتبر طلب نتنياهو للحصانة بأنها دليل على أنه ارتكب جنايات، وأن ذلك الطلب دمر ما تبقى من ثقة الجمهور الإسرائيلي في مؤسسات الدولة.
وقال "إنه أمر صعب بالنسبة إليه، لأنه يعلم أن أي شخص يطلب الحصانة يعتبر جبانًا.. البطل الذي واجه رئيس الولايات المتحدة يخشى مواجهة المدعي العام في المحكمة.. سيجد الناخبون، حتى أولئك الذين يرغبون في قبول الجرائم المنسوبة إليه، صعوبة في شرح جبنه لأنفسه.. ليست هذه هي الطريقة التي ينبغي أن يكون عليها ملك إسرائيل.. ملك إسرائيل لا يهرب من المعركة: إنه يحارب وينتصر".
وأشار في الوقت ذاته إلى أن نتنياهو استبق هذه الصعوبة قبل شهرين من الانتخابات من خلال الإدعاء أن الطلب كان لأسباب قانونية ولم يكن يريد ذلك ولكن من حوله نصحوه بذلك، والثاني أنه يطلب الحصانة لأن جهاز القضاء ظالم ومن يعملون فيه يغارون منه وسيعملون على تدميره لأنهم يكرهونه لأنهم من اليسار.
وبين أن تلك الإدعاءات لا صحة لها وأن الهدف منها محاولة تحقيق انتصارات يراها حقيقية بالنسبة له.
فيما أشارت الصحيفة في مقال آخر للكاتبة سيما كدمون، أنه من المحتمل أن تلعب مسألة الحصانة دورًا رئيسيًا في الحملة الانتخابية المقبلة. مشيرةً إلى أن نتنياهو يأمل في أن تكون هناك حكومة يمينية من 61 مقعدًا يحصد من خلالها الحصانة.
واتهمت كدمون نتنياهو بسرد الأكاذيب أمام الجمهور من خلال مهاجمة كل من وجه له اتهامات بالفساد، ومن بينهم النظام القضائي والإدعاء العام. مشيرةً إلى أن خطاب نتنياهو الليلة الماضية، كان خاليًا من أي شعور بالثقة بالنفس وبدا خائفًا ومضطرب وقلق، كان مثل الرجل الهارب، والرجل الذي يفهم مصيره بأنه محكوم عليه، والقضية مجرد مسألة وقت.
ورجحت أن يفشل نتنياهو بحصد 61 صوتًا في الكنيست من أجل الحصول عى الحصانة، وأن أعضاء من اليمين سيصوتون ضد ذلك بعيداً عن حزب ليبرمان.
من جهتها قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية في تعليق لها أن نتنياهو والليكود سيكون أمامهم مهمتين لتحقيق أهدافهم، تتمثل الأولى في منع حصول أغلبية من التصويت لتشكيل لجنة بالكنيست لمنعه من الحصول على الحصانة، والأخرى محاولة حشد الأغلبية للتصويت لصالح الحصانة.
ورأت أن المهمتين ستكونان صعبتان مع إعلان بعض الأحزاب معارضتها للتصويت لصالح الحصانة. مشيرةً في الوقت ذاته أن كل المناقشات والخطوات بحاجة لوقت طويل قد يستمر لأشهر، ما يمنح نتنياهو دفعة لتحقيق بعض أهدافه المهمة ومنها الوصول إلى الانتخابات بـ 61 مقعدًا تمكنه من تجنب أي محاولات لمنع حصوله على الحصانة.