أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن مدينة القدس تصدرت المدن الفلسطينية في عدد حالات الاعتقال خلال العام الماضي حيث رصد ما يزيد عن (1930) حالة اعتقال، بنسبة ارتفاع بلغت 8% عن العام الماضي 2018 الذى شهد ( 1800) حالة اعتقال.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر بأن نسبة الاعتقالات من القدس شكلت حوالى 37% من نسبة الاعتقالات التي جرت في كل انحاء الأراضي خلال عام 2019، والتي بلغت (5500) حالة اعتقال، وطالت كافة شرائح المجتمع المقدسي ولم تستثنى النساء، والمرضى، وكبار السن، والأسرى المحررين، والنواب، وقيادات العمل الوطني.
واستخدم الاحتلال الاعتقالات بحق المقدسين كوسيلة عقاب جماعي بهدف ردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الاقصى، كذلك لتحفيف الضغط على بائعي العقارات للاحتلال الذين يتصدى لهم المقدسيين بكل شراسة وقوة، وفى المحصلة يحاول الاحتلال تهجير المقدسيين عن ارضهم برفع تكلفة صمودهم وصبرهم.
وشهدت بلدة العيسوية النصيب الأكبر من اعتقالات القدس حيث وصلت حالات الاعتقال منها الى (800) حالة، وتلاها من محيط المسجد الاقصى المبارك (310) حالة، وبلده سلوان بلغت الاعتقالات منها (289) حالة، ومن القدس القديمة تم رصد (160) حالة اعتقال، ومن شعفاط (150) حالة اعتقال، ومن الطور ( 95 ) حالة اعتقال.
بينما شهر فبراير شهد أوسع حملة اعتقالات خلال العام بحق المقدسيين، وذلك تزامناً مع أحداث فتح باب الرحمة أمام المصلين، حيث اعتقل العشرات بينهم قيادات وطنية ورجال دين، منهم الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف، والشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام أوقاف القدس، والشيخ إسماعيل نواهضة إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك وإبعاده عن الأقصى.
واستدعى للتحقيق الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس، والشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ، وأبعد الشيخ رائد دعنا عن الأقصى لمدة 6 أشهر، كما اعتقل واستدعى محافظ القدس عدنان غيث 7 مرات خلال العام واعتقال وزير القدس "فادي الهدمي" 3 مرات.
وفى إطار التضييق على الإعلام الفلسطيني في القدس، أصدر وزير الأمن الداخلي للاحتلال قرارا يقضي بإغلاق مكتب تلفزيون فلسطين بمدينة القدس، ومنع العمل فيه لمدة 6 أشهر، بحجة "تنفيذ أنشطة للسلطة أو نيابة عنها.
اعتقال المقدسيات
وأفاد الأشقر بأن الاحتلال صعد العام الماضي من استهداف النساء المقدسيات وخاصة المرابطات في المسجد الاقصى، حيث ووصلت حالات الاعتقال بين النساء (94) حالة بينهن 9 قاصرات، وهو ما شكل نسبة ارتفاع 27% عن العام 2018 والذى شهد (74) حالة اعتقال لنساء وفتيات من القدس .
وواصل الاحتلال استهداف المرابطات في المسجد الاقصى المبارك فقام باعتقال العديد منهن أكثر من مرة، ابرزهن المرابطات عايدة صيداوي ومادلين عيسى وهنادي الحلواني والفتاة آية أبو ناب وخديجة خويص، ونظمية بكيرات وهي موظفة في قسم المخطوطات بالأقصى.
كذلك استهدفت أهالي الأسرى المقدسيين بالاعتقال حيث اعتقلت زوجة الأسير المقدسي رمضان مشاهرة، وشقيقه زياد خلال زيارتهما له في معتقل هداريم، وهو معتقل منذ 16 عامًا، وهو محكوم بالسجن المؤبد 20 مرة، كذلك اعتقلت إيمان الأعور وهى والدة الأسير محمد الأعور.
اعتقال الأطفال
وأشار الأشقر إلى أن الاعتقالات من القدس تركزت على فئة الأطفال القاصرين حيث بلغت نسبة اعتقال الأطفال ما يقارب ثلث حالات الاعتقال من القدس ووصلت الى (618) طفل، من بينهم (43) طفل لم تتجاوز أعمارهم 12 عاما، و(5) جرحى.
وضمن مسلسل التجاوزات لكافة الخطوط الحمراء استدعت سلطات الاحتلال الطفلين محمد ربيع عليان البالغ من العمر 4 سنوات فقط، والطفل قيس فراس عبيد 6 سنوات، بحجة قيام الطفلين بإلقاء الحجارة على دوريات الاحتلال، واعتقلت الطفل مهاب نايف مصطفى (8 سنوات) وجميعهم من قرية العيسوية.
كذلك اعتقلت الطفل محمد مازن شويكي ( 7 سنوات)، و الطفل محمد ياسر نجيب (10 سنوات) بعد الاعتداء عليه بالضرب في البلدة القديمة بالقدس، واستدعت الطفل محمد أحمد دعنا (7 سنوات) من بلدة سلوان للتحقيق وذلك بعد أن أفشل أهالي الحي عملية اعتقاله من جنود الاحتلال، واستدعت الطفل محمود محمد رشاد (10 سنوات) من العيساوية.
اعتقال الجرحى
وضمن عدوانه على أهالي القدس اعتقل الاحتلال عدد من الجرحى بعد إصابتهم بالرصاص وغالبيتهم من الأطفال أبرزهم الطفل أشرف حسن عدوان (13 عاماً)، بعد إطلاق النارعليه قرب المسجد الاقصى بزعم تنفيذ عملية طعن وإصابته بجروح متوسطة في قدميه، وتم تحويله إلى مؤسسة "يركا الإصلاحية" في الداخل الفلسطيني، لصغر سنه.
واعتقل الشاب المقدسي فراس محمود الحلاق 26 عاما بعد إطلاق النار عليه وإصابته بجراح خلال قيادته مركبته في شارع مخيم "الأمعري" مما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة، وأجريت له عدة عمليات جراحية، وأفرج عنه بعد حوالي أسبوعين من الاعتقال .
فيما اعتقل الطفل محمد خضر الشيخ (15 عاماً) بعد إطلاق النار عليه قرب باب السلسلة و إصابته بجراح خطرة ونقله إلى مستشفى "تشعاري تصيدق"، والطفل علي بلال طه 16 عاما، تم اعتقاله بعد إطلاق النار عليه وإصابته بالرصاص في قدميه، وكذلك الطفل محمد عصام القواسمي 15 عاما، أصيب في ظهره بالرصاص من قبل المستعربين في مخيم شعفاط وتم اعتقاله من المستشفى رغم خطورة حالته.
حبس منزلي وإبعاد
ولا يكتفى الاحتلال بأوامر الاعتقال لأطفال القدس انما يستهدفهم بعد إطلاق سراحهم بقرارات الحبس المنزليّ، وكذلك فرض عقوبة الإبعاد عن المنازل، والغرامات المالية الباهظة على معظم الأطفال الذين تم عرضهم على المحاكم سواء صدرت بحقهم أحكام بالسجن الفعلي أو غرامة مالية فقط مقابل إطلاق سراحهم.
وأصدر الاحتلال حوالى (120 ) قرارا بالحبس المنزلي خلال العام 2019 وهذه القرارات تعتبر بديلا عن السجن وتهدف إلى الإقامة المنزلية وتقييد حرية الأشخاص خاصة الأطفال.
كذلك أصدرت محاكم الاحتلال قرارات إبعاد عن المنازل بحق (19) مقدسياً، كذلك فرضت غرامات مالية باهظة قدرت بعشرات الآلاف من الدولارات بحق من تم اعتقالهم وعرضهم على المحاكم سواء صدرت بحقهم أحكام بالسجن الفعلي مصاحبة للغرامة، أم غرامة مالية فقط مقابل إطلاق سراحهم.