طالما يوجد عدو مركزي، فعلى من يرزح تحت عذاباته و آلامه أن يتحالفوا، وأن يتكاتفوا من أجل الدفاع عن أنفسهم والتخلص منه.
هذا التحالف بين المعذبين والمضطهدين، ومن يتعرضون لمؤامرات العدو يجب أن يكون بلا لون واحد، وإنما يشمل الكل بغض النظر عن المذهب أو العرق وحتى الدين؛ لأن العدو لن تفرق آلة قتله بين هؤلاء، فكلهم أمامه سواء.
فكيف للعدو الذي يسمى بإسرائيل أن يبطش في كل مكان في منطقتنا، دون أن يجد له رادعا إلا المقاومة التي رغم قلة إمكانياتها استطاعت أن تجابه دولة الاحتلال التي تناصرها جيوش ودول في كل العالم، أولها الولايات المتحدة الأمريكية؟
وأمام هذا العدو يجب على قوى المقاومة في المنطقة وأولها الفلسطينية واللبنانية والعراقية والسورية واليمنية أن تعقد تحالفًا إستراتيجيًا هدفه الأول ردع العدو الصهيوني، ومن ثم القضاء عليه، ومن أجل أن يتحقق هذا الهدف الإستراتيجي يجب أن يكون تحالفا شاملا لا يراعى فيه المذهبية ولا العرقية، وأن نترفع عن الشوائب التي علقت بنا، والتي سببها لنا هو العدو الصهيوني الذي أراد أن يفرق بين الأمة وأن يشتت شملها حتى يسهل عليه القضاء على مقوماتها وسر قوتها ألا وهي الوحدة.
وحتى يستمر هذا التحالف، ويبقى بقوته يجب أن يشمل دولا تستطيع أن تدعمه في العلن أو في السر.
ولكن هذا التحالف يجب أن تبقى بوصلته واضحة تجاه العدو الصهيوني لا أن ينحرف في قضايا أخرى تكون سببا في تفككه أو إحداث فتنة بينه تؤدي إلى موته.
وفي اعتقادي أن بوادر هذا التحالف المقاوم قد بدأ منذ زمن، وهو يكبر ويزداد وعيًا وثقة مع ازدياد العدوان الذي يشمل المذاهب كافة، ولكنه يحتاج إلى شرارة حتى يتفجر غضبًا في وجه العدو الصهيوني.