نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن ترقب العالم بأسره اقتراب الشرق الأوسط من فترة مضطربة، بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني من طرف الأمريكيين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن الأطراف المتناحرة تستعد لصراع مسلح واسع النطاق، والأمر بات حتميا ولا مفر منه. وقد صرح اللواء إسماعيل قاني، الذي عُين خلفا لقاسم سليماني: "قليل من الصبر وسترون جثث الأمريكيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط". كما أفاد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، بأن القصاص ينتظر القتلى الذين تلطخت أيديهم بدماء سليماني والشهداء الآخرين.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإيرانية أعلنت عن استعدادها للانتقام، أما وزارة الخارجية الإيرانية فصرحت بأن الولايات المتحدة هي من تقف وراء عمل من أعمال الإرهاب الدولي. وردا على ذلك، أمر دونالد ترامب باتخاذ إجراءات دفاعية حاسمة لحماية موظفي الولايات المتحدة في الخارج.
ووفقا لبعض المصادر، تلقت فرقة 82 المحمولة جوا أوامر بالاستعداد للتمركز بالقرب من إيران. إلى جانب ذلك، سوف ترسل الولايات المتحدة 3.5 آلاف من جنودها وضباطها إلى المنطقة، علاوة على 35 ألف جندي موجودين في المنطقة منذ فترة طويلة، مقسمين على المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وقطر.
وذكرت الصحيفة أن ما يسمى بحرب الناقلات، التي قد تندلع مرة أخرى في الخليج العربي، تهدد العالم. وفي حال حدث ذلك، فمن المؤكد أن دولا أخرى بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإسرائيل وتركيا ستشارك في قتال واسع النطاق. ووفقا للمحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، بول بيلار، فإن "العديد من الإيرانيين سيتفاعلون مع هذا الحدث بالطريقة نفسها التي يعامل بها الأمريكيون، وقد يطالبون بقتل أحد القادة العسكريين الأمريكيين الأكثر نفوذا وتبجيلا".
ووفقا لأحد المصادر العربية، حذر باراك أوباما، الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة، سابقا إسرائيل من تصفية سليماني، لأن مثل هذه الخطوة محفوفة بالعواقب المأساوية لكل من الأمريكيين واليهود في جميع أنحاء العالم. على صعيد آخر، كان سليماني من الشخصيات التي عملت على ضمان الصفقة النووية.
وأفادت الصحيفة بأنه بعد تغيير السلطة في البيت الأبيض، تغير الموقف من قائد فيلق القدس بشكل جذري. من هذا المنطلق، ورد في تقرير أمريكي إسرائيلي مشترك، يُزعم أنه وقع بين أيادي صحفيين كويتيين، أن اغتيال سليماني سوف يخدم مصالح كلا البلدين. ومع ذلك، لم تجرؤ إسرائيل على تصفية سليماني، بل ترامب من أمر بذلك للانتقام لموت متعاقد أمريكي في العراق قبل أسبوع، نتيجة هجوم صاروخي إيراني على قاعدة عسكرية عراقية في كركوك. ونتيجة لذلك، هاجم البنتاغون المليشيات الشيعية في بغداد، تلك التي حاربت بشجاعة تنظيم الدولة.
في الوقت ذاته، حذر السيناتور الديمقراطي الساعي ليكون مرشح حزبه للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020، بيرني ساندرز، من أن الولايات المتحدة دخلت في طريق حرب أخرى لا نهاية لها. فموت سليماني يمكن أن يزعزع استقرار إيران نفسها، لا سيما في ظل إمكانية استفادة المعارضة من وفاة الداعم الذكي والموثوق به لآية الله علي خامنئي، وصعوبة إيجاد جنرال آخر يتسم بالقدر نفسه من النفوذ والشعبية وسط الإيرانيين. ومن غير المستبعد تفاقم الوضع السياسي المحلي داخل إيران ونشوب حرب داخلية أهلية فيها، وحدوث فوضى في سوريا.
ونوهت الصحيفة إلى أنه من غير المتوقع أن تكون المليشيا الشيعية مقطوعة الرأس، قادرة على مساعدة قوات الأسد بالقدر نفسه من الفعالية. ومن ثم، فإن زعماء تنظيم الدولة وغيرها من المنظمات المسلحة، التي هُزمت بمشاركة سليماني، سوف تعود إلى الساحة مرة أخرى. والجدير بالذكر أن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، أبلغ مراسل البنتاغون أن قواته تنتقل من مرحلة الرد على الهجمات إلى التنبؤ بها. وهذا يعني أن الأمريكيين على استعداد لقصف طهران والمدن الإيرانية الأخرى في حال تصعيد الوضع.
وأوردت الصحيفة أنه إثر نشوب صراع مباشر بين طهران وواشنطن، سوف يشتعل مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 18.5 مليون برميل من النفط والمنتجات النفطية في الشرق الأوسط إلى السوق الخارجية. وسوف تتأثر مصالح روسيا بالأحداث المأساوية التي تشهدها إيران.
وحذرت الصحيفة من أنه إذا نشبت "ثورة ملونة" في طهران، التي خصص ترامب لها بالفعل مليار دولار، من المرجح أن تعود قوات القدس من سوريا للدفاع عن نظام آية الله علي خامنئي. ومن ثم، سوف يقع عبء الحرب في سوريا بالكامل على عاتق الجنود الروس. وعلى النحو، فإن وفاة الجنرال قاسم سليماني وبسبب عواقبها السياسية والعسكرية، قد تسجل في التاريخ إلى جانب عملية اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند، التي تبين أنها كانت نقطة انطلاق الحرب العالمية الأولى.
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن هاشتاغ "الحرب العالمية الثالثة"، غزا موقع التويتر بعد اغتيال سليماني، وتناقش شبكات التواصل الاجتماعي هذه الفرضية بنشاط.