الأسيرة المحررة عفانة: اعتقلت بالقوة و خرجت بشرعية المقاومة

الضفة الغربية- الرسالة نت

أيام وليالي مضت.. بألمها وقسوتها، بكل ما عانيته من ظلم وقهر، عشرة شهور في الاعتقال كانت كفيلة بأن تصنع مني فتاة أقوى، جعلتني أكتسب قوة الرجال وصبرهم وتحملهم، فقد رأيت الكثير، وتحملت ما لم أكن أتخيل أني سأمر به من ظلم وقهر واضطهاد.

إنها الأسيرة المحررة كفاح عفانة، التي حملت من اسمها الكثير، فكانت إحدى الأسيرات العشرون اللواتي حررن في صفقة الحرائر مؤخرا.

 

وصفت كفاح في حديثها لـ"الرسالة.نت" تجربتها داخل الأسر بأنها تجربة أضافت لها الكثير، قائلة:"هذه الشهور لم تمر مرّ الكرام، لقد تعلمت الكثير خلالها، لتضيف لي أشياء كثيرة، ازددت قوة وثقة بالله، وثقتي بنفسي وبوالدي الذي رباني وأحسن تربيتي.

وأضافت أنها  تعلمت في سجنها تجويد القران، واستطعت التأقلم مع النظام الجديد الذي فرض علي ".

وقالت كفاح واصفة طبيعة الحياة للأسيرات داخل السجن:"هناك مثل يقول..إن لم تقطع الوقت قطعك، فلجأنا لقتل الوقت بأي طريقة لتخطي البرنامج الروتيني داخل الغرف، فهناك ساعة رياضة جماعية لكل الأسيرات ، إضافة إلى الجلسات التعليمية المختلفة.

ولعل أصعب اللحظات التي تمر بها الأسيرات هي المناسبات والأعياد، حيث يقضين أيامهن وأعيادهن بعيدا عن أحبتهن.

 وأشارت كفاح إلى أن تلك الأوقات كانت تذكرهم  بالأهل والأحبة، والأمهات يتذكرن أبناءهن، واستقبلن رمضان بغصة كبيرة، خاصة الأسيرات اللواتي يقضين أحكاما عالية ومرت عليهن سنوات بالسجن.

أما بالنسبة لي فقد كانت المرة الأولى التي أقضي فيها رمضان بعيدة عن أهلي، كنت أشعر بضيق وحزن وغصة غير طبيعية، لكن الأُخوَّة التي تجمعنا كانت تخفف عنا كثيرا".

 

حرِّرتُ بقوة المقاومة

وكانت كفاح قد اعتقلت بتاريخ 3/1/2009، عندما كانت تمر عبر حاجز حوارة العسكري قرب نابلس، حيث استوقفها الضابط المسئول بعد التدقيق بهويتها وتفتيشها، وإبلاغها بأنها ستعتقل.

وأوضحت أن الأمر كان مفاجئا جدا بالنسبة لها، وصعبا في نفس الوقت، مضيفة: " بعد اعتقالي وأخذي إلى معسكر حوارة، بقيت أتوسل حتى سمحوا لي بالحديث مع والدي بعد منتصف الليل.

وتابعت كفاح حدييثها: " كلمت والدي وكان قلقا جدا، وبكى عندما طلبت منه توكيل محامي، وأن يرسل معه صورة لأمي التي توفت منذ سنوات ، وأخرى لأخي الصغير محمد عمره ذو الخمسة أعوام.

ودعت كفاح أخواتها الأسيرات.. وكلهن أمل بأنهن سيخرجن قريبا على يد المقاومة، وليس بصفقات حسن النية أو بالمفاوضات، فالمقاومة وحدها هي التي ستحرر الأسيرات والأسرى.

وقالت:" لم أكن أتوقع الإفراج عني بهذه الطريقة، لأنه انتابنا شعور أننا وصلنا إلى بابا مسدودا، إلى أن سمعنا خبر الصفقة عبر التلفاز، وكما اعتقلت بالقوة، خرجت بقوة المقاومة وشرعيتها.

وأضافت أن الصفقة كانت ناجحة ومشرفة، وتعتبر نقلة نوعية في تاريخ الأسيرات بشكل خاص، حيث أيقنت الأسيرات أن هناك من يفكر بهن ويضعهن على سلم أولوياته، ، وهذا دليل على حساسية قضية الأسيرات وضرورة إنهاء معاناتهن بأي طريقة".

 

 

 

 

البث المباشر