قائمة الموقع

واشنطن ترفض سحب قواتها بل تدرس زيادتها بالعراق

2020-01-11T14:54:00+02:00
المؤتمر الصحافي، أمس (أ. ب.)
الرسالة نت-وكالات

رفضت واشنطن يوم الجمعة طلبا عراقيا للإعداد لسحب قواتها وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد مقتل قائد إيراني كبير في هجوم أميركي في بغداد، وقالت إنها تدرس توسيع وجود حلف شمال الأطلسي هناك.

وفي محاولة لتكثيف الضغط على خصمها اللدود، فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على إيران ردا على مهاجمة طهران قوات أميركية في العراق انتقاما لمقتل الجنرال قاسم سليماني.

ويتحمل العراق فيما يبدو عبء تصاعد العنف نظرا لأنه الساحة الرئيسية للمواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وجارته إيران. ويواجه زعماؤه مأزقا لأن واشنطن وطهران حليفتان رئيسيتان أيضا للحكومة العراقية ويتنازعان على فرض النفوذ هناك.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن إيران خططت على الأرجح لمهاجمة سفارة الولايات المتحدة في بغداد وكانت تهدف إلى مهاجمة أربع سفارات أميركية عندما قتلت ضربة أميركية بطائرة مسيرة سليماني.

وأضاف ترامب في مقتطف من مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" التلفزيونية: "سنبلغكم بأنها على الأرجح كانت السفارة في بغداد“. وأضاف ”يمكنني أن أكشف عن أنني أعتقد أنها ربما كانت أربع سفارات".

وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، إنه قدم طلبه خلال اتصال مع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، يوم الخميس، بما يتماشى مع تصويت البرلمان العراقي الأسبوع الماضي.

وأضاف البيان أن عبد المهدي طلب من بومبيو "إرسال مندوبين إلى العراق لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب بالانسحاب الآمن للقوات من العراق".

وتابع البيان "هناك قوات أميركية تدخل للعراق ومسيّرات أميركية تحلق في سمائه بدون إذن من الحكومة العراقية، وإن هذا مخالف للاتفاقات النافذة".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن أي وفد أميركي لن يناقش انسحاب القوات الأميركية لأن وجودها في العراق "مناسب".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية، مورجان أورتاجوس، في بيان "بيد أن ثمة حاجة للحوار بين الحكومتين الأميركية والعراقية ليس فيما يتعلق بالأمن فحسب لكن بشأن شراكتنا المالية والاقتصادية والدبلوماسية".

وتابع ترامب خلال المقابلة مع "فوكس نيوز" أنه إذا أراد العراق مغادرة القوات الأميركية فسنقول له "عليكم أن تدفعوا لنا الأموال التي دفعناها"، وأضاف "أعتقد أنهم سيوافقون على الدفع. وبغير ذلك سنبقى هناك".

وقال بومبيو للصحفيين إن وفدا من حلف شمال الأطلسي في واشنطن يوم الجمعة لمناقشة مستقبل المهمة في العراق وخطة "لتقاسم العبء في المنطقة".

ومن ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية إن بومبيو ناقش مسألة إيران مع وزير الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبين، فضلا عن "فرصة توسيع قوة الحلف في العراق وتقاسم العبء بشكل متناسب".

وبدأ أحدث تصعيد للحرب بالوكالة بين البلدين الغريمين بمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في ضربة جوية أميركية في بغداد في الثالث من يناير كانون الثاني. وردت إيران، يوم الأربعاء، بإطلاق صواريخ على قوات أميركية في العراق.

وامتنع الجانبان عن تأجيج الصراع بعد ذلك لكن التوتر ما زال يخيم على المنطقة إذ يهدد القادة العسكريون الإيرانيون بشن مزيد من الهجمات.

وندد آية الله علي السيستاني، المرجعية الدينية العليا لشيعة العراق، يوم الجمعة، بالمواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران على أرض العراق وقال إنها تهدد بجر البلد ومنطقة الشرق الأوسط إلى صراع أكبر.

وقال السيستاني إن الهجمات المتبادلة بين الجانبين داخل العراق هذا الشهر تنم عن تجاهل صارخ لسيادة العراق، مضيفا أن شعب العراق يتحمل الخسارة الأكبر من الصراع بين واشنطن وطهران.

وأضاف السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثل عنه في مدينة كربلاء أن سلسلة الهجمات تنتهك سيادة العراق مضيفا أنه لا يتعين السماح لأي قوى أجنبية بتحديد مصير العراق.

وقال ممثل السيستاني "إن التعامل بأسلوب المغالبة من قبل الأطراف المختلفة التي يملك كل منها جانباً من القوة والنفوذ... سيؤدي إلى استحكام الأزمة واستعصائها على الحل".

دعوات مطالبة بالرحيل

قال السيستاني، الذي يملك نفوذا كبيرا على الرأي العام العراقي، إن "ما وقع في الأيام الأخيرة من اعتداءات خطيرة وانتهاكات متكررة للسيادة العراقية... هو جزء من تداعيات الأزمة الراهنة".

وأضاف "كفى الشعب ما عاناه من حروب ومحن وشدائد على مختلف الصعد طوال عقود من الزمن في ظل الأنظمة السابقة وحتى النظام الراهن... (ينبغي أن) يكون العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه ولا دور للغرباء في قراراته".

ويكافح العراق للتعافي بعد عقود من الحرب والعقوبات والصراع الطائفي شملت غزوين قادتهما الولايات المتحدة وصعود وانهيار تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية المتشددين.

وفي صلاة الجمعة في طهران قال رجل دين إيراني إن المصالح الأميركية في أنحاء العالم صارت مهددة الآن.

وكثفت طهران منذ مقتل سليماني دعواتها المطالبة برحيل القوات الأميركية من العراق. وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي إن الضربات الانتقامية الإيرانية ليست كافية مضيفا أن إنهاء الوجود العسكري الأميركي في المنطقة هو الهدف الرئيسي.

وقال منتقدون إن مقتل سليماني تصرف طائش

لكن بومبيو قال، يوم الجمعة، إن واشنطن لديها معلومات محددة عن تهديد إيراني وشيك يشمل السفارات الأميركية، مضيفا: "أرواح أميركيين كانت في خطر".

وفي إطار آخر أنشطته في العراق، شجع سليماني الفصائل العراقية الموالية لإيران على إخماد احتجاجات العراقيين المستمرة منذ شهور والتي تعارض نفوذ القوى الأجنبية في بلادهم مثل إيران والولايات المتحدة.

وخرج متظاهرون إلى الشوارع في مدن عراقية، يوم أمس الجمعة، عازمين على مواصلة احتجاجاتهم رغم انصراف الانتباه إلى خطر الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.

اخبار ذات صلة