كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية عن اتصالات جرت بين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب مع القيادي الأسير مروان البرغوثي في معتقله أكثر من مرة، وعن لقائه بمسؤولين مصريين لاقناعهم الضغط على إسرائيل ادراج البرغوثي في أي صفقة قادمة.
وبحسب الصحيفة اللبنانية، فإن الرجوب أعلن تأييده ترشيح البرغوثي كحالة توافقية للانتخابات الرئاسية في الحركة.
وكشفت الصحيفة عن تبدل في الموقف المصري بشأن البرغوثي، إذ أن هناك إصرارا عاليا لدى المخابرات المصرية بالافراج عن البرغوثي.
وكان ممثلون عن جمعيات «المجتمع المدني» وبعض الفصائل قد طالبوا وفداً من الأمم المتحدة، خلال زيارته لغزة قبل أسابيع، بالحديث مع الإسرائيليين كي يسمحوا للأسرى عامة بالمشاركة في الانتخابات ترشحاً وانتخاباً، وهو ما تلقّفته المخابرات المصرية التي تبنّت مطلب إدراج البرغوثي ضمن القوائم، كما تقول مصادر من «فتح». توجّه يخالف ما كان عليه المسؤول السابق للمخابرات المصرية، الراحل عمر سليمان، من تشدّد في ألّا يكون اسم البرغوثي ضمن «صفقة شاليط» (2011) بحجة الرفض الإسرائيلي المتوقع، الأمر الذي تعزوه المصادر إلى جهود بذلها القيادي المفصول من «فتح»، محمد دحلان، في هذا الاتجاه.
وبينما كان الصراع (ولا يزال) على أشدّه بين دحلان و«أبو مازن»، تأثرت العلاقة بين البرغوثي وعباس منذ إعلان الأول «إضراب الكرامة» في 2017؛ إذ حمّلت أوساط مقربة منه رئيس السلطة مسؤولية إحباط الإضراب، قبل أن يتمّ تعيين الأسير كريم يونس عضواً في «مركزية فتح» لتُختطف الأضواء من البرغوثي. ووفقاً للمصادر المذكورة آنفاً، فإن «دحلان تواصل مع البرغوثي مرات عدة، وحاول أن يرسم معه ملامح لعلاقة مشتركة».
كذلك، علمت «الأخبار» أن «مركزية فتح» أرسلت عرضاً عبر محامي البرغوثي إليه، تساومه فيه على التخلّي عن المشاركة في الانتخابات مقابل ترؤسه القائمة «الفتحاوية» في الانتخابات التشريعية، وهو العرض نفسه الذي سبق أن قدّمته قيادة الحركة إليه عام 2006، وقَبِله البرغوثي آنذاك نظير وساطات تجريها السلطة للإفراج عنه. لكن القيادي يلفت إلى أن المساعي لإخراجه في ذلك الوقت لم تلقَ اهتماماً كافياً، «بل تعرّض لإهمال الجهات الرسمية».
وكشفت الصحيفة عن تعثر تفاهمات مرتبطة بالأسرى، بفعل الخلافات الفتحاوية الداخلية.
قيادة جديدة لـ«فتح» في غزة
شرعت «فتح» في تكليف قيادات «أقاليم» جديدة في غزة، خوفاً من تسلّل عناصر مرتبطة بمحمد دحلان إلى هذه المناصب، وخاصة أن الانتخابات الأخيرة في الحركة داخل القطاع حققت فوزاً لبعض عناصر دحلان، إضافة إلى فوزهم في نقابات مختلفة؛ بينها «الصيادلة» و«العاملون في جامعة الأزهر».
ووفقاً لمصادر في الحركة، فقد جرى تكليف قيادة جديدة لـ«إقليم رفح» قبل وقت قصير، ويجري العمل على تكرار ذلك في أقاليم أخرى كشرق غزة.
ومن جانب ثانٍ، تَقرّر تعيين إياد نصر متحدثاً باسم «فتح» في غزة، تزامناً مع حديث عن ترشيحات محتملة لتعيين ثمانية أشخاص من القطاع في «المجلس الثوري للحركة»، لكن هذا الأمر يواجه إشكالات، في ظلّ شمول التعيينات قيادات أقاليم واستثنائها أخرى بحكم قربها من قيادة السلطة ومكتب الرئيس.
يشار إلى أن من المقرّر في مثل هذا التوقيت بدء ترتيبات لعقد المؤتمرات الحركية تحضيراً للمؤتمر الثامن.