قبل أيام دعت شريفة نزال، والدة "مؤمن" – 18 عاما - المختطف لدى الأجهزة الأمنية، لوقفة تضامنية على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، للإفراج عن ابنها الذي لايزال في سجون الأمن الوقائي للشهر الحادي عشر على التوالي.
بعد الوقفة التضامنية تحدثت الأم إلى "الرسالة نت"، فقالت:" لا نزال في موقعنا لإيصال رسالتنا بشكل سلمي (..) الأجهزة الأمنية تحيط بالمكان لكن صوتنا عال للمطالبة بالإفراج عن ابني".
وتابعت:" مؤمن بات يطالب بعدم زيارتنا بسبب وضعه الصحي الذي يتدهور يوما بعد آخر، بالإضافة إلى أن رفض الزيارة سيكون وسيلة للضغط على السلطة للإفراج عنه".
وكانت قوة أمنية من الأمن الوقائي اعتقلت "مؤمن" فبراير العام الماضي من منزله، بعد أن حطمت أثاثه وصادرت مقتنيات خاصة به وبوالده المدرس، عدا عن تلفظ تلك القوة بألفاظ نابية لوالدته وعائلته، لتبدأ بعدها مرحلة من المجهول امتدت حتى هذا اليوم.
لم يكمل نزال عامه الجامعي الأول في جامعة خضوري التقنية تخصص هندسة كهربائية، فقد واجه اعتقالا أمنيا بتهم مختلفة، يبرأ من الأولى ليفاجأ بالثانية دون أي دليل، فقد واجه التعذيب الجسدي والمعنوي لذا أضرب عن الطعام لأربع مرات وكان أطولها 21 يوما، كما تعرض أيضا لست جلسات من الصعق بالكهرباء، خلال اعتقاله في سجن الأمن الوقائي المركزي في مدينة قلقيلية، وذلك كما أبلغ "مؤمن" والدته.
ومن التهم الموجهة لـ “مؤمن" هي إثارة النعرات الطائفية، وتشكيل كتائب مسلحة، وتصنيع مواد متفجرة، أما التهمة الرابعة فهي مشاركته في تشكيل القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس حين كان عمره 4 سنوات!
وخلال الوقفة الاحتجاجية شارك عائلة "نزال" العشرات من المتضامنين معه ومع معتقلين سياسيين اخرين، فقد رفضوا مواصلة أجهزة السلطة اعتقال الشبان على خلفية سياسية، وتعرضهم للشبح والتعذيب في سجون السلطة.
وخلال الوقفة التضامنية قالت والدة مؤمن بصوت عال:" أفرجوا عنه وخلو الاحتلال يعتقله، على الاقل بكون عند الاحتلال عدونا مش عند ابن بلدنا، على الاقل بقدر أزوره مرتين في الشهر وما بنحرم من شوفته لأشهر زي ما بصير معي اليوم".
ومضت تكمل بحرقة:" ابني عند اليهود بضمن انه في أقسام عند الأسرى أحرار البلد مش عند المجرمين وتجار المخدرات، وبضمن انه المصاري الي بدخلها لابني بتروح على الكنتينا وبضمن انه الاحتلال ما رح يطلب مني كفالات مالية كذب، وبكون عارفة موعد الافراج عن ابني مش عايشة بآمال ووعود كذابة".
ومنذ اعتقال "مؤمن" في سجون السلطة، تتعرض والدته للتهديدات والابتزاز بشكل مستمر، ولكنها لا تبالي بشيء إلا بحرية نجلها.
والجدير ذكره أن مؤمن نزال أخبر المحققين بعد انكاره لجميع التهم، أنه في حال عدم خروجه سيتم فصله من الجامعة ولم يخل سبيله حتى اللحظة لوجود تهم موقع عليها باسمه دون علمه.
وبحسب ما تدعيه النيابة فإن الوقائع تدور حول افادة صديق له في الأردن كان يتواصل معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي حين كان حدثا لنشاطات سياسية.
ما سبق دفع فريق "محامون من أجل العدالة"، التقدم لإخلاء سبيله بكفالة، فوافقت محكمة الصلح في رام الله مقابل كفالة وقدرها ألف دينار لكن عائلته لم تتمكن من دفع المبلغ، فطالب الفريق بتحويلها إلى كفالة "عدالة" شخصية، وفق ما ذكره مهند كراجه وهو محام ضمن الفريق، في حديث سابق مع "الرسالة نت".
وذكر أن التهم التي وجهت للشاب نزال هي الأكثر شيوعا في غالبية حالات الاعتقال السياسي في الضفة الغربية؛ إذ لا تكاد تخلو لائحة اتهام لمعتقل سياسي في الضفة منها إضافة إلى تهم أخرى مثل "الانضمام لمجموعات محظورة وتشكيل مليشيات"، رغم إقرار وقناعة الجميع أنها تهم ملفقة لا أساس لها على أرض الواقع.