ضمن سياسة التضييق على الأسرى الفلسطينيين، قررت إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلي نقل الأطفال المعتقلين في سجن عوفر إلى الدامون، للاستفراد بهم في زنازين دون ممثلين عنهم من الأسرى البالغين كما هو المعتاد.
ووفق ما أورده نادي الأسير، تهدف إدارة السجون من وراء هذا القرار سلب أحد أهم مُنجزات الأسرى التي جاءت عبر عملية نضالية طويلة، عدا عن أن الأمر لا يقتصر على عملية النقل، بل إن إدارة السجون تسعى لحجز كل طفلين في زنزانة واحدة ليطبق ذلك تدريجيا على بقية المعتقلات التي يقبع فيها الأطفال الأسرى وهي "عوفر، مجيدو، الدامون" وعددهم ألفا طفل.
القرار الذي اتخذته إدارة المعتقلات له خطورة كبيرة على الأطفال، وهذا ما أكده علي المغربي الناطق باسم مكتب اعلام الاسرى خلال حديثه لـ "الرسالة نت"، موضحا أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القوانين الدولية كافة، لاسيما المتعلقة بالأطفال المعتقلين بدءا من منع ذويهم الزيارة أو حتى توفير ظروف معيشية تلائم عمرهم الزمني.
وبحسب متابعة المغربي وهو أسير سابق، فإن الاحتلال يتعامل مع الأطفال الاسرى كما المعتقلين البالغين فيحرمهم الحق في التعليم رغم أن القانون الدولي كفل لأي طفل معتقل التعليم المجاني لكن في عام 2002 ألغى الاحتلال ذلك.
وعن واقع الأطفال المعتقلين لدى الاحتلال، ذكر أن عام 1998 حدثت اتفاقية بين الحركة الاسيرة وإدارة السجون، كان مفادها أن يكون بين الأطفال 3 من الاسرى الكبار وذلك لإدارة حياتهم الداخلية وترتيب أوضاعهم لكن خلال الانتفاضة الثانية خرقت "إدارة السجون" الاتفاقية وفصلت الصغار عن الكبار مما وضعهم أمام حالة من الاستفراد.
وأوضح المغربي أن هدف الاحتلال من وضع الصغار في معتقلات وزنازين لوحدهم هو ايقاعهم أمنيا بطريقة ممنهجة للعمل على تغيير ثقافتهم الوطنية، عدا عن أنه يسهل على الاحتلال الإيقاع بينهم.
وكانت مصلحة السجون تستدرج الأطفال بتشجيعهم على الوشاية على بعضهم، للسماح لهم بالحديث عبر الهاتف مع ذويهم الأمر الذي ينمي الاخلاق السلبية بين الصغار.
ووفق ما ذكره المغربي فإن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تغذية الاخلاق السلبية للأسرى الصغار حينما يمنع تواجد أسرى بالغين برفقتهم، حيث يبث برامج سيئة عبر التلفاز الأمر الذي يزعزع الوازع الأخلاقي لهم خاصة وأنهم في سن مراهقة، وبذلك يسهل على الاحتلال الإيقاع بالأطفال أمنيا، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك الكثير من الصغار لديهم الوعي بما يهدف إليه الاحتلال وبالتالي تفشل غالبا مخططات الأخير.
وبحسب المغربي فإن عمليات النقل من معتقل لآخر فيها الكثير من الإرهاق لاسيما للصغار، حيث أن كل عملية يرافقها تفتيش ومصادرة لبعض مقتنيات الأسير، وغالبا ما يحرم من مقتنياته مما يعيده للحياة الصفرية.
وفيما يتعلق بنقل الاسرى من عوفر إلى الدامون يرى المغربي أن في ذلك ارهاقا لذوي الأطفال لاسيما وغالبيتهم يسكنون مدينتي الخليل وبيت لحم، الامر الذي يتعب ذويهم في الوصول إلى الدامون الواقع أقصى الشمال عند الزيارة، مؤكدا أن كل المنغصات التي تفرضها إدارة السجون على الأطفال تؤثر على نفسيتهم أكثر من البالغين.
وعودة إلى ما أورده نادي الأسير في بيانه السبت، فإن قرار نقل الاشبال من أخطر المخططات، التي تستهدف الأطفال الأسرى، وذلك عبر إجراءات تتحكم من خلالها في مصيرهم دون رقيب.
وفي هذا الإطار أكد الأسرى أن هناك خطوات نضالية سيعلنون عنها رفضاً لهذا القرار، خاصة أنه امتداد لما بدأته إدارة المعتقلات منذ عام 2018م، وبقرار سياسي بهدف التضييق على الأسرى وسحب إنجازاتهم، وكان أبرز أوجه هذا التضييق ما أوصت به لجنة "أردان"، وبدأت تنفيذه بشكل تدريجي، ليشمل العديد من تفاصيل الحياة الاعتقالية.
يذكر أن معتقل "عوفر" ومنذ عدة شهور مُستهدف عبر عملية تضييق، شملت العديد من مناحي الحياة، كان من ضمنها سحب أنواع من الأغذية، وتقليص المصروفات الخاصة ببعض الأغذية الأساسية.