قائمة الموقع

تلفزيون فلسطين.. كاميرات تخفي أوجه فساد مستشر داخله

2020-01-13T15:36:00+02:00
تلفزيون فلسطين.. كاميرات تخفي أوجه فساد مستشر داخله
الرسالة نت - محمود هنية

يخفي ما يسمى بـ"تلفزيون فلسطين" خلف كاميراته عديد قضايا الفساد الإدارية والمالية، في وقت يسلط فيه محتواه الإعلامي تجاه اختلاق مزيد من الفتن ضد كل من لا ينتمي لحركة فتح بفرع رئيسها محمود عباس.

التلفزيون الذي بدأ حملة إعلامية ممنهجة طالت فصائل داخل منظمة التحرير رغم أنها قضت مراحل طويلة من العمل السياسي مع فتح، إلا ان ذلك لم يشفع لها أمام إدارة هيئة يقودها أحمد عساف.

عساف الذي قال عنه غسان جاد الله مستشار القيادي محمد دحلان عبر فيسبوك، "لا يصلح إلا لأعمال السكرتارية في التشريعي وأسالوا خريشة عنه".

وفي بوست آخر نشر صورة له كان يسلم فيها على دحلان، وعلق جاد الله بالقول: "كنا نربيك مثل الكلب حتى إذا كبرت أصبحت تعوي علينا"، وعلى ما يبدو هذه الصورة قد ازيلت لاحقا من حائط القيادي جاد الله.

                                                 فساد مالي

قضايا الفساد المالي التي تورطت بها هيئة الإذاعة والتلفزيون، رصد ائتلاف أمان للنزاهة ومكافحة الفساد، بعضا منها.

وقد اتهم تقرير ائتلاف "أمان" للنزاهة والشفافية لعام 2018، هيئة التلفزيون والإذاعة التابعة للسلطة، بالتحايل على إجراءات التعيين الرسمية من جهة، والالتزام بمبدأ تكافؤ الفرص من جهة أخرى.

أمان: الهيئة تتحايل على إجراءات التوظيف الرسمي

وكشف التقرير الذي تسلمت "الرسالة" نسخة عنه، أن عدد موظفي العقود بهيئة الإذاعة والتلفزيون وصل لـ"1055" موظفًا في نهاية عام 2017م، بتكلفة رواتب بلغت "10.8" مليون شيقل.

وأكدّ التقرير أن ظاهرة التعيين بالعقود تعدّ طريقا التفافيا على القانون وبابا خلفيا للتوظيف، كون الوظائف الجديدة تعطي الأولوية للعقود.

وأوضح أن ظاهرة العقود في بعض المؤسسات تقضم جزءًا كبيرا من النفقات التشغيلية لها، إذ وصلت لـ"61.380.000" مليون شيقل.

وأكدّ د.عزمي الشعيبي مستشار ائتلاف أمان للنزاهة، أنّ عدد التعيينات التي جرت فيه كبيرة جدا، "فمن لم يجدوا له مكانًا يتم تعيينه هناك".

الشعيبي: التلفزيون عمليا أصبح ينحى باتجاه خطاب حزبي أكثر منه تلفزيونا يتحدث باسم الشعب

وأضاف الشعيبي في حديثه لـ"الرسالة": "عندما جاء أحمد عساف المسؤول الجديد عنه، استجلب موظفين جدد عبر عقود دائمة في محاولة للالتفاف على مسألة عدم التعيينات من طرف الحكومة"، وفق قوله.

ورأى أن الحل يكمن في وقف التلفزيون الحكومي، والاكتفاء بالقطاع الخاص الذي يمكنه ان يدشن أجهزة تلفزيونية أخرى.

وتابع الشعيبي: "التلفزيون عمليا أصبح ينحى باتجاه خطاب حزبي أكثر منه تلفزيونا يتحدث باسم الشعب".

ويؤكد الشعيبي أن ظاهرة التعيينات في تلفزيون فلسطين الرسمي مقلقة بدرجة كبيرة، حيث لا يمكن تصور وجود ما يزيد على ألف موظف يعمل في هذه المؤسسة بنظام العقود.

وأكد أن المدخل لتعزيز حالة المساءلة تكمن في إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، مطالبا السلطة بإعداد خطة تشارك فيها الأطراف المختلفة لتعزيز النزاهة، وتحديد ما هو مطلوب منها ضمن فترة زمنية وتوفير الأموال اللازمة لذلك.

                                                وثائق فساد

وتعدّ الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إحدى مؤسسات السلطة الفلسطينية التي أنشئت بقرار يحمل رقم (4566) الصادر في 6 من تموز/ يوليو 1993.

وحصلت الرسالة على معلومات تؤكد أن ثمانية أشخاص اضيفوا مجددا ضمن بند العقود السنوية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون بغزة، وتم استيعاب ثلاثة منهم فقط، فيما تشير المصادر إلى أن هؤلاء الثلاثة تم اختيارهم بدون عقد مسابقات خلافا لما هو متبع في الضفة على ذات الفئة الوظيفية حيث يخضع اصحاب العقود السنوية لاختبارات.

وكان الناشط الفلسطيني فادي السلامين، كشف عن وثائق فساد في وكالة الأنباء الرسمية "وفا" وعددٍ من موظفيها تثبت تلقيهم علاوات دبلوماسية في الخارج رغم تواجد بعضهم في قطاع غزة.

وبحسب ما نشر الناشط السلامين عبر صفحته على فيسبوك، فإن بعض موظفي الوكالة المستفيدين من العلاوات الدبلوماسية وبدل غلاء المعيشة، يعملون مع وكالات أنباء أجنبية وصينية وغيرها.

وأوضح السلامين أن من بين أسماء الموظفين الموجودين في الوثائق، نوال أحمد حاج خليل، وهي طليقة الوزير رياض الحسن رئيس وكالة "وفا" سابقًا، مبينًا أنه "تم تسكينها في الولايات المتحدة مع العلم أن أكثر تواجدها في دبي، وعندما تم عمل الفحوصات الطبية كانت في الخارج وهذا يدل على مدى الفساد الموجود ".

                                                      مهاجمة غزة

قبل 4 سنوات فقط وجد مدير الأخبار بفضائية فلسطين أحمد زكي، نفسه خارج المنظومة بقرار من عباس، والجرم "انتقاده لاستضافة التلفزيون توفيق عكاشة".

النقد جريمة وفق منهجية عباس إذا مسّت من يخدمونه، بينما في المقابل تجرى ترقيات داخل التلفزيون لأشخاص خارج الإعلانات والطرق الرسمية، هدية لأعمال غير صحفية قاموا بها ضد زملائهم خدمة لأجهزة أمنية معروفة.

ويسرد أحد العاملين في تلفزيون فلسطين بغزة حادثة وقعت معه خلال عدوان صيف 2014 على غزة، حيث أنه ذات ليلة اشتد القصف على القطاع وكان تلفزيون فلسطين يبث مواد مرئية مسجلة لا علاقة لها بالعدوان، رغم أن كل الفضائيات الفلسطينية والعربية آنذاك كانت تسخر بثها على مدار 24 ساعة لتغطية العدوان على غزة.

ووفق الصحفي الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن العاملين في التلفزيون بغزة تواصلوا مع الإدارة في رام الله لنقلهم الى التغطية المباشرة ومتابعة التطورات، لكنهم في ذلك الوقت لم يجدوا مذيعا للخروج على الهواء.

وبحسب شهادته، فإنه بعد ساعات تواصلوا مع مذيع للتغطية وبعد موافقته كان رده: "منيح إني فزعت إلكم".

هذه الحادثة تظهر جانبا من الاستهتار داخل تلفزيون فلسطين الذي لم يمنح العدوان على غزة أي أولوية على جدول بثه، وتثير السؤال ما هي أولويات تلفزيون فلسطين".

ورغم أن تلفزيون فلسطين يتبع السلطة الوطنية ويفترض أن يكون صوتا للشعب الفلسطيني، وعاملا موحدا، إلا أن حركة فتح تستولي عليه بشكل مطلق، وتتخذ منه بوقا لبث الفتنة والبلبلة.

                                                 ارتباطه بالمخابرات

جدلية العلاقة بين التلفزيون وجهاز المخابرات، تحديدا في القطاع، ودور الجهاز في توظيف بعض موظفي الهيئة والتحكم بمحتواها، يكشف عنها الإعلامي عماد الافرنجي رئيس مجلس منتدى الإعلاميين سابقا، إذ يشير إلى أن عددا من موظفي القناة أسرّوا سابقا حول رفع تقارير بحقهم من زملائهم لجهاز المخابرات.

ويقول الافرنجي إنّ أجهزة أمن السلطة تتحكم بالموظفين بالتنسيق مع إدارة التلفزيون، حتى وصل الأمر إلى ارتباط بعض موظفيه بالجهاز.

الإفرنجي: المخابرات تتحكم في مضمون وموظفي الهيئة

وتبدأ عملية التحكم بالموظف من خلال تعيينه ابتداءً ثم التحكم في محتوى تقاريره بتوجيهها ضمن أجندة تهدف لضرب الخصوم السياسيين، موضحا "أن هذا الموظف قد لا يكون بالضرورة صحفيا من الأساس، وقد يتم إشغاله في مواقع إدارية أو إشرافية أو غيرها".

وبناء على جهد ذلك الموظف في التعاون مع المخابرات، يتم ترقيته "بل إن بعضهم لا تراجعه إدارة القناة، ليصبح أشبه ما يكون دولة داخل دولة"، تبعا لتوصيف الافرنجي.

                                          محتوى مضلل ومشوه

مصدر داخل الهيئة، يقول إن الأمر وصل لدرجة تدخل رئيس السلطة محمود عباس في محتوى بعض حلقات برامج التلفزيون، مستشهدا بحادثة حصلت مع الدكتور أحمد يوسف عند استضافته عبر فضائية فلسطين، اتصل عباس وتم ربطه مباشرة مع المذيع ولقنه أسئلة يطرحها على الدكتور يوسف.

وعلم الدكتور أحمد يوسف بالحادثة التي أراد عباس إحراجه من خلالها، مؤكدا أن ما حصل معه لم يعبر عن موقف مهني.

مصدر: ترقية أشخاص في الهيئة لارتباطهم بالمخابرات

الصحفي مصطفى الصواف الخبير في العمل الإعلامي، يعلق على محتوى تلفزيون فلسطين بقوله، " إنه انعكاس للعقلية القائمة على ادارتها المنحدرة سياسيا والتي فقدت الكثير من وطنيتها".

وأكّد الصواف أن هذا المحتوى موجه تبعًا لتعاليم المقاطعة وما يصدر عنها وهو يعبر بشكل واضح في رسائله ومضامينه عما يريده محمود عباس.

الصواف: محتوى الهيئة يعبر عما يريده محمود عباس

وذكر أن هذا المضمون عبر عن نفسه في تقاريره الهجومية التي تحمل في طياتها كذبا ضد قيادات المقاومة ورموزها، ما يعبر عن محتوى رديء يعكس سوء نوايا القائمين عليه.

وأضاف: "المحتوى دون مضمون مهني، ويعبر عن حزبية مقيتة تديره فئة تسعى لفرض رؤيتها على الكل الفلسطيني".

هنا يعلق الافرنجي، بالتأكيد أن خطورة التلفزيون تتمثل في توظيف فريق من السلطة أدوات يفترض أن تكون وطنية ويوجهها في ضرب الخصوم السياسيين عبر تقارير مفبركة وكاذبة، مشيرا الى أن المسؤول الأول عن إدارة المحتوى رئيس الهيئة احمد عساف.

وقال الافرنجي" يفترض أن يعبر التلفزيون عن اسمه؛ لكنه في الواقع يعبر عن فئة تسيطر على قيادة السلطة، تحكمها المصالح الشخصية والمسارات السياسية التي تعبر عن عباس، دون المحتوى الوطني"، لافتًا إلى ما كان يبثه التلفزيون من مسرحيات ومسلسلات، أثناء العدوان على غزة.

وأكدّ ان هذا المحتوى لا يتسق مع الإمكانيات المهولة التي تصرف للتلفزيون، مبديا استغرابه من افتتاح مكاتب خارجية للتلفزيون كما تتباهى إدارته، "في وقت لا يعالج فيها قضايا وهموم الفلسطينيين".

وأشار الافرنجي إلى افتتاح السلطة لمكاتب في وقت تدعي فيه وجود أزمة مالية لديها.

وتساءل: "هل مكتب التلفزيون بلبنان أو سوريا أو مصر يعبر عن هموم الفلسطينيين هناك وأوجاعهم؟، قطعًا لا".

وكانت فضائية السلطة قد استضافت شخصيات صدرت عنها مواقف عدائية ضد القضية الفلسطينية ومقاومتها.

اخبار ذات صلة