قائمة الموقع

إستراتيجية "إسرائيل" في جبهة الشمال وصلت إلى طريق مسدود

2020-01-13T22:52:00+02:00
صورة "أرشيفية"
القدس المحتلة- الرسالة نت

قال جنرال "إسرائيلي" إن "إسرائيل تجد نفسها في طريق مسدود باتجاه إمكانية إخراج القوات الإيرانية من سوريا، بل إنها لا تستطيع الحد من تواجدهم هناك".

ووصف حالة الشعور الإسرائيلي بالإنجاز من اغتيال قاسم سليماني بأنها تعطي صورة غير دقيقة عن حقيقة المشهد الإقليمي، قائلا: "ما حصل هو عينة صغيرة ليس أكثر في واقع أكثر اتساعا".

وأضاف عومر دينك، الضابط السابق في سلاح الجو الإسرائيلي، في حوار مطول مع صحيفة "معاريف"، أنه "في الوقت ذاته، فما زال حزب الله يتسلح بالصواريخ الدقيقة مما يجعل هذا التهديد أخطر من أي مرة سابقة، مما يتطلب من صناع القرار في إسرائيل الاستعداد لإجراء تقدير موقف متجدد لتجديد طبيعة السياسة المطلوبة لنا في المرحلة القادمة".

وأوضح دينك، الذي عمل بقسم التخطيط لإدارة المعركة، وجهاز التخطيط الاستراتيجي بالجيش الإسرائيلي، أن الطريق المسدود المقصود به أن "إسرائيل أمامها أربعة بدائل استراتيجية لإخراج القوات الإيرانية من سوريا: أولها محاربة الإيرانيين حتى آخر جندي، ثانيها جباية أثمان باهظة من الإيرانيين يضطرهم للخروج من سوريا، ثالثها الضغط على روسيا والأسد لإخراجهم، ورابعها استئناف استراتيجية المعركة بين الحروب".

وأكد أن "تفعيل الضغط على الإيرانيين لإخراجهم من سوريا يواجهه خلاف مع وزير الحرب الحالي نفتالي بينيت، الذي يعتقد أن هذه الاستراتيجية ليست كفيلة لوحدها بإخراج الإيرانيين من هناك، إن لم يتدخل الروس، مما سيجعل السياسة الإسرائيلية أكثر هجومية، بما فيها الضغط الاقتصادي والعقوبات على إيران، لأن بينيت يعتقد أنه ما لا يأت بالقوة مع الإيرانيين، يأتي بمزيد من القوة".

وأشار إلى أن "المشكلة أن الإيرانيين ليس لديهم بدائل وخيارات للبقاء في سوريا، فهم يريدون التواجد هناك بكل ثمن، مما جعل من هذا التواجد الإيراني في سوريا يشغل الساسة الإسرائيليين على مدار الساعة، لكننا في حال نظرنا إلى السلوك الإيراني، ورغبته بإعادة بناء سوريا بعد الحرب، فإنها ستشكل تهديدا عسكريا على إسرائيل من داخل سوريا، وهو ما يجب  مواجهته مبكرا".

وأوضح أن "ذلك يحمل ضمنا تناقضا في الإستراتيجية العليا لإسرائيل، لأنه لن يوقف التعاظم العسكري الإيراني في سوريا، أو يحبط جهود حزب الله في حيازة الترسانة الصاروخية الدقيقة، مع العلم أنه في 2011 حين اندلعت الحرب الأهلية في سوريا، توقع آنذاك وزير الحرب الأسبق ايهود باراك أن يسقط الأسد خلال فترة وجيزة، ولذلك قررت إسرائيل الوقوف جانبا، انطلاقا من تقدير موقف مفاده أن هذه الحرب ستستمر عدة سنوات".

وأشار إلى أن "التقدير الإسرائيلي آنذاك ذهب إلى أن تهديد الجبهة الشمالية سيتفكك، ولكن في 2013 أدركت إسرائيل أنها أمام مشروع لتطوير الصواريخ الدقيقة في إيران، يمكن له أن يصل حزب الله، ولذلك قررت الشروع في إستراتيجية المعركة بين الحروب لمنع التسلح الدقيق للحزب".

وانتقل الجنرال للحديث عن فرضية إسرائيلية مفادها أنه "لن تكون هناك حرب في الشمال لأن الأسد يحارب داخليا للحفاظ على عرشه، وأن إمكانية تدهور الوضع الأمني في الشمال منخفضة جدا، لأن الحزب يخوض حربا وجودية للدفاع عن الأسد، خشية أن يجتاح تنظيم داعش إلى لبنان، ورغم كل ذلك فإن الصواريخ الدقيقة باتت تشكل تهديدا جديا على إسرائيل، مما تطلب منها إبعاده عنها من أجل ردع الحزب لعدم مهاجمتنا".

وختم بالقول إن "السؤال إلى أي حد تخدم هذه الهجمات الهدف الاستراتيجي لإسرائيل، لأن حزب الله حصل على صواريخ دقيقة، لأنه حين أنفقت إسرائيل موارد هائلة في مسار عسكري واحد، فإنه على حساب مسار آخر، ولا يمكن إنكار أن الانشغال بإستراتيجية المعركة بين الحروب يأتي على حساب الاستعداد للحرب الشاملة، وحين نضطر لمواجهة الحزب في المعركة الواسعة سنفاجأ بحيازته قدرات صاروخية دقيقة وفتاكة".

عربي21

اخبار ذات صلة