أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن أطراف النزاع حول سد النهضة، إضافة للولايات المتحدة والبنك الدولي، توصلت لاتفاق مبدئي ينزع فتيل الأزمة المستمرة منذ أعوام.
واتفقت الأطراف -عقب محادثات مطولة استغرقت ثلاثة أيام بواشنطن- على الاجتماع يومي 28 و29 يناير/كانون الثاني الجاري في واشنطن للتباحث حول الصورة النهائية للاتفاق.
وجاء الاتفاق من ست نقاط تغطي المسائل الفنية بصورة وافقت عليها الأطراف الثلاثة.
وذكر بيان وزارة الخزانة الأميركية أن وزراء الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) عبروا عن التزامهم بالتوصل إلى اتفاق تعاون شامل بشأن ملء خزان سد النهضة وتشغيله.
دور ترامب
وكانت واشنطن قد شهدت نهاية الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة على مستوى وزراء الخارجية والمياه بمصر والسودان وإثيوبيا، بمشاركة مراقبين من وزارة الخزانة الأميركية والبنك الدولي.
واجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليلة الثلاثاء 14 يناير/كانون الثاني بالوزراء المشاركين وحثهم على "التفاهم فيما بينهم"، بحسب ما ذكر بيان للبيت الأبيض.
وأوضح البيان أن الرئيس الأميركي "يدعم التوصل لاتفاقية بين الأطراف تقوم على التعاون والاستدامة والفائدة المتبادلة".
وذكر مصدر دبلوماسي للجزيرة نت أن واشنطن تدرك طبيعة وتعقيدات مواقف الدول الثلاث، ولذلك السبب تم تخفيض مستوى التوقعات من جولة التفاوض الحالية.
وأضاف أن ظهور الرئيس الأميركي مرتين مع الوفود المفاوضة كان له دلالات هامة وصلت للعواصم المعنية بضرورة حسم الخلافات والتراجع في بعض النقاط.
وذكر المصدر الدبلوماسي أن "واشنطن تعرف جيدا مواقف الأطراف وتعرف كذلك أن هناك حدودا يمكن التراجع فيها في القضايا الفنية من الدول الثلاث. ولا تريد واشنطن أن يظهرا ترامب بصورة العاجز عن حل مشكلة إقليمية بين دول حليفة لواشنطن".
وكانت القاهرة وأديس أبابا اختلفتا بصورة جذرية خلال الجولات الأربع الأخيرة، حول نقاط فنية أساسية في ملف السد، تتعلق بفترة ملء السد وقواعد تشغيله.
وسيط مؤهل
وأشار عدد من الخبراء إلى أن واشنطن قامت على مدار سنوات طويلة بدراسات بيئية لحوض نهر النيل، وهو ما يؤهلها للعب دور في القضايا الفنية محل الخلاف.
وبحسب تقرير صادر من البنك الدولي، فإن 66% من سكان إثيوبيا يعيشون من دون كهرباء، وهي من أعلى النسب في العالم، ويتوقع أن يوفر سد النهضة 6.45 غيغاوات من الكهرباء، مما سيلبي حاجة ملايين الإثيوبيين من الكهرباء.
وشارك في المفاوضات بصورة مباشرة ممثلو وزارة الخزانة الأميركية، إضافة لمسؤولين كبار بالبنك الدولي الذي يشرف على تنفيذ الكثير من المشاريع التنموية بإثيوبيا، خاصة في مجال البنية الأساسية.
وتحدث البروفسور بجامعة بوسطن روبرت لوفيتس للجزيرة نت عن دور واشنطن في أزمة سد النهضة، وقال "تؤمن إدارة ترامب بقدرتها على لعب دور الوساطة بسبب علاقتها الطيبة مع الدولتين مصر وإثيوبيا، فهي أكبر دولة تقدم مساعدات للبلدين. في الوقت ذاته واشنطن هي أكبر المساهمين في ميزانية البنك الدولي".
جدير بالذكر أن واشنطن دخلت على خط سد النهضة بطلب مصري وترحيب إثيوبي بعدما وصلت المفاوضات بين الدولتين لطريق مسدود في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المصدر : الجزيرة