غزة – الرسالة نت
أكدت البروفيسورة سارة روي من جامعة هارفارد أن غزة استمرت في المقاومة رغم تأثرها في السياسات الإسرائيلية من حيث مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني وغيرها من أشكال السيطرة العسكرية.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من جلسات اليوم الثاني للمؤتمر الذي عقده معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم السبت 2 تشرين الأول 2010 بعنوان: "غزة- فلسطين: الخروج من التهميش"، بشاركة العديد من الباحثين والأكاديميين من داخل الوطن وخارجه.
وقدمت روي في الجلسة التي ترأسها البروفسور روجر هيكوك أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت مداخلة بعنوان: "أرض متقلصة– تأملات في المشهد الغزي". وصفت فيها أوضاع سكان غزة الحالية والتي تزداد سوءً يوماً بعد يوم.
وأوضحت أن لدى إسرائيل رغبة في التخلص من أية مسؤولية عن قطاع غزة، مع الحفاظ عليها من خلال السيطرة المطلقة. في الوقت الذي تظهر فيه رغبة إسرائيل في إطلاق غزة ككيان مستقل وعرقلة إقامة دولة فلسطينية.
وذكرت أن إسرائيل حققت إلى حد ما هذه الغايات. وتساءلت حول الغاية من جعل غزة فقيرة للغاية والضفة الغربية مقسمة الى كانتونات ومضمومة بشكل غير قانوني، والنظر إلى الفلسطينيين كحالة إنسانية وليس كشعب له حقوق سياسية ووطنية وله الحق في تقرير المصير.
ودار المحور الثاني للمؤتمر حول الفاعلية البشرية والاجتماعية والسياسية لقطاع غزة، حيث تناولت الجلسة الخامسة والتي ترأستها الدكتورة ليزا تراكي من جامعة بيرزيت، حيث قدم د. يوسف كرباج من المعهد الوطني للدراسات الديمغرافية في باريس، مداخلة بعنوان" غزة- تمرد ديمغرافي مستمر"، أشار خلالها أن غزة تعتبر حالة شاذة جداً ديمغرافياً ولا ينبغي الوقوف عليها كحالة فقط وإنما دراستها وتوضيحها ضمن سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحاً ان وجود عدد كبير من السكان في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة، هو في المقام الأول نتيجة للتهجير الذي جاء قبل وبعد نكبة العام 1948 بالإضافة إلى عوامل أخرى.
وأضاف: إن الخصوبة الفلسطينية لا تزال غير نمطية، وغير مكترثة بالعوامل الحاسمة الأخرى مثل عامل التحضر، والكثافة السكانية العالية، إضافة إلى النشاطات الثانوية والخدمات بدلا من الزراعة.
وبين أن زيادة الخصوبة كانت أكثر وضوحا في كل الفترات في قطاع غزة منها في الضفة الغربية، ومع ذلك انخفضت النسبة من 5.4 إلى 4.3 بين سنوات 1999 و 2006 وهي نسبة أقل من معدل الخصوبة الموجودة لدى المستوطنين في الأراضي المحتلة.
وقال: "ان غزة تأثرت بهذا الانخفاض، حيث انخفضت نسبة الخصوبة من 6.8 في العام 1999 إلى نسبة 5.4 في العام 2006".
من جهته أكد الباحث كليمنس ميسير شميت، في مداخلته حول "المياه المرة: الواقع والأوهام في السياسة المائية لقطاع غزة"، بأن غزة بجغرافيتها وديمغرافيتها لا يمكن أن تلبي حاجياتها من المياه كما المدن الأخرى في العالم مثل مدينة ميونخ التي تحتاج لإحضار الماء من مناطق أخرى لتغطية حاجياتها الضرورية. مقترحاً أن حل مشكلة المياه يعتمد على مشاركة منصفة وعادلة للمياه لمنطقة فلسطين التاريخية والتي تأتي عبر اتفاق سلام بين الأطراف.
وقدمت د. نيفن أبو ارميلة ورقة بالنيابة عن معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت حول "جودة الحياة والكرب وانعدام الأمن الإنساني– هو الحصار أكثر من الحرب"، هدفت إلى التحقيق في النتائج الرسمية للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة من حيث الجرحى، الإعاقات، تدمير المنازل والتهجير، إضافة إلى العواقب المترتبة للانتهاكات هذه على نوعية الحياة والصحة.
وفي الجلسة السادسة والتي دارت عن الكنوز الأثرية لغزة والتي ترأسها د.حامد سالم من دائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت، تحدث د.جون باتيست اومبير من المدرسة الانجيلية الأثرية في القدس حول آخر الاكتشافات الأثرية الهيلينية في مدينة غزة.
من جهتها قدمت مديرة برنامج الديمقراطية وحقوق الإنسان في جامعة بيرزيت د.هيلغى باومغارتن في الجلسة السابعة التي تحدثت حول الفاعلية السياسية الفلسطينية في غزة وترأسها أستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت د. جورج جقمان، مداخلة بعنوان "تحول ديمقراطي في غزة حكومة حماس 2006-2010 تقييم أولي". أشارت خلالها إلى التحول الديمقراطي الحاصل في انتخابات 2006، والذي لا يمكن تحقيقه نظرا لعدم التمتع بالسيادة الكاملة.
وقدم أ. خالد صافي من جامعة الأقصى عبر الفيديو كونفرس في الجلسة الثامنة والتي دارت حول واقع الحياة في غزة وترأسها عميد كلية الحقوق والإدارة العامة د. صالح عبد الجواد، مداخلة بعنوان: " خمس سنوات من الحياة تحت الحصار - استمرارية وتحولات ثقافية"، في حين تحدث أستاذ علم الإجتماع في جامعة بيرزيت د. أباهر السقا حول" قطاع غزة: قراءة سوسيولوجية" ، هدف خلالها إلى تقديم قراءة سوسيولوجية للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة و ولادة الوطنية الفلسطينية واليات تشكل الأرضية الخصبة لولادة الكيانية الفلسطينية، وآليات الهندسة الاجتماعية للمستعمر تجاه القطاع ومواطنيه تجسيداً لأعلى درجات التصميم الكولونيالى الاسرائيلى للفضاء الاجتماعي للآخر.
في حين قدما دلال باجس وحسن عبيد من جامعة بيرزيت ورقة بعنوان: "غزة بين دور الضحية وفاعليتها: الدبلوماسية العامة نموذجا"، حيث تم تقديم غزة كنموذج جديد في الدبلوماسية العامة الفلسطينية، التي من الممكن أن يتعلم منها العالم، من خلال عدة مظاهر كالإصرار والمثابرة وابتكار الحلول سواء أكانت محلية أو خارجية، وكذلك تفعيل الدائرة الدولية من داخل غزة لنصرة القضية.
كما دارت الورقة حول عدة محاور منها الضحية في المفهوم النظري بين السلبية والفاعلية، غزة بين فرانتز فانون وإدوارد سعيد، والدبلوماسية العامة والخروج من التهميش إلى زمام المبادرة.
وكان قد اختتم عضو الهيئة التدريسية في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية د.رائد بدر، المؤتمر بملاحظات ختامية محاولا التعقيب على بعض ما جاء في المؤتمر من مداخلات وتساؤلات طرحها المشاركون في جلسات المؤتمر.