قال جنرال إسرائيلي إن "الاستراتيجية الإسرائيلية التي تتعامل مع الوضع الفلسطيني، تتلخص في استمرار التفريق بين قطاع غزة والضفة الغربية، والتوصل إلى تسوية بأقل ثمن ممكن، وضرورة العمل على التهدئة الأمنية في هذه الجبهة".
وأضاف عاموس يادلين رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة (تل أبيب)، في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" إن "المشكلة الحقيقة أمام (إسرائيل) لا تكمن في سوريا، وإنما في مصانع الصواريخ في لبنان، وهي فرصة للتحذير من التوجهات الإيرانية لاستكمال برامجها النووية".
وأوضح يادلين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان: "أكدنا أن إيران هي الخصم الحقيقي الأساسي لـ(إسرائيل)، وهي تدير مع (إسرائيل) معركتها في كلا مجالين: المجال النووي، والذراع التقليدي القائم على الوجود العسكري في سوريا من جهة، ومن جهة أخرى بناء مصانع الصواريخ الدقيقة في لبنان، وربما في العراق".
وأكد أنه "بعد أن شعرت إيران بزيادة ثقتها بأمنها القومي عقب عدم الرد الأمريكي على إسقاط الطائرات الأمريكية من دون طيار، وانتشار قناعات في المنطقة بأن دونالد ترامب يريد الانسحاب من الشرق الأوسط، جاءت المفاجأة الأمريكية باغتيال قاسم سليماني، مما يتطلب إعادة التفكير الإسرائيلي من جديد: فهل الإيرانيون مستعدون لتقبل هذه الضربة الكبيرة، أم أن الأمريكان سينسحبون فعليا من المنطقة".
وأوضح أن "إيران في حالة تسلح وجاهزية ومواصلة عمل لحيازة سلاح نووي منذ 2008، ومنذ ذلك الوقت لم يحدث تراجع، بل تقدم، ولذلك فإن تقدير جهاز الاستخبارات الأخير الذي تحدث عن أن إيران خلال عامين ستكون حائزة على السلاح النووي فاجأني كثيرا، فالإيرانيون يريدون الاقتراب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق هذا التطلع، دون أن يدفعوا أثمانا مقابل ذلك".
وأضاف أن "إسرائيل دعمت الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، لكني سألت نفسي: ماذا سنفعل لو واصل الإيرانيون جهودهم لحيازة السلاح النووي؟".
وأشار إلى أن "التهديد الحقيقي على (إسرائيل) لا يأتي من سوريا، بل من لبنان، ومصانع إنتاج الصواريخ الدقيقة، وكميتها الكبيرة، مما يتطلب من الجيش الإسرائيلي اتخاذ قرار واضح عن الاستراتيجية التي ستقوده نحو معالجة هذا التهديد، صحيح أن الأمر ليس مستعجلا حتى الشهر القادم، لكني لا أريد الاستيقاظ في 2022 حين يكون لدى حزب الله مئات، وربما آلاف الصواريخ الدقيقة، وهذه مهمة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي".
أما عن عدم وجود حكومة إسرائيلية مستقرة، وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية بعيدة المدى، وتأثيرها على استراتيجيتها للتعامل مع التهديدات الماثلة، فإنه بالنسبة لإيران، فإن "الاستراتيجية لم يتم تحديثها بعد بسبب ما عشناه من ثلاث معارك انتخابية متلاحقة خلال عام واحد".
وختم بالقول بأنه "كان لدى إسرائيل حلمان أساسيان: تزعزع النظام الإيراني بسبب الضغوط الاقتصادية، وأن يتخذ الإيرانيون قرارا أحمق، ونتيجة لذلك يقوم ترامب بمهاجمتهم، لكني أعتقد أن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على الأحلام ليست واقعية".