بقي الأمل يصاحب المصور عطية درويش -32 عاما- بأن تكون نتيجة الفحص لعينه اليسرى إيجابية بعد أن فحصها طبيب العيون الأردني، لكن جاءت النتيجة كما أخبره أطباء العيون في غزة، وذلك بعد إجراء عدة عمليات لمحاولة إنقاذها بعد تعرضه لقنبلة غاز من الاحتلال خلال تغطيته لمسيرات العودة على حدود قطاع غزة شهر ديسمبر 2018.
يقول "عطية" "للرسالة": طيلة الوقت كان لدي الأمل بإصلاح عيني، فهي جزء مني، لكن مشيئة الله فوق كل شيء"، متابعا: عيني اليسرى التي أكد الطبيب أن الرؤية فيها ستكون "غباش" أي بالكاد ملاحظة شيء من حولي هي التي أغمضها عند التصوير.
وذكر أنه سيعود للميدان رغم النتيجة، فالمصور رغم كل الظروف يغامر ولا يستطيع أن يصمد دون تغطية الأحداث الساخنة في قطاع غزة.
وبحسب "عطية"، فإن السعادة والمحبة التي لمسها من زملائه الذين تضامنوا معه أنسته فقدانه لعينه اليسرى ورفعت من معنوياته كثيرا، معلقا "مستغرب كتير من حجم التضامن معي".
وكان "عطية" قد غادر قطاع غزة يوم الخميس الماضي إلى المملكة الأردنية الهاشمية لتلقي العلاج واجراء بعض الفحوص في عينيه وذلك بمساعدة نقابة الصحافيين في الضفة المحتلة.
وعند وصول المصور إلى طبيبه الأردني خرج بنتيجة نهائية مفادها أن "العين اليمني بقوة 6/6، بينما اليسرى لا تقوى سوى على تعداد الأصابع وهنالك ندبة بمركز الابصار بالإضافة إلى ندب أخرى وهذا الوضع مستقر ونهائي.
إصابة المصور في عينيه تسببت له بعدة كسور وتهشم في عظام وجهه وفكه، ونزيف حاد في عينه، وأذنه اليسرى، نتج عنه لاحقا ضعف حاد بالبصر والسمع، ومنذ اصابته أجريت له عدة عمليات جراحية خلال الأشهر الماضية، لإزالة الشظايا الناجمة عن الإصابة، وتم إصلاح فكه السفلي واستبدال العظام المفتتة في وجهه، بلوحة معدنية تتطلب عناية خاصة ومراجعة دورية.
ويحظى عطية درويش بشعبية كبيرة بين زملائه في الوسط الإعلامي، لما يملكه من أخلاق رفيعة، عدا عن نشاطه الدائم في تغطيه الأحداث وتواجده المستمر في الميدان، فمنذ بداية مسيرات العودة وهو يغطي الأحداث رغم استهداف الجنود (الإسرائيليين) للصحافيين بشكل متعمد.
ومنذ انطلاق مسيرات العودة السلمية نهاية مارس 2018، استشهد صحفيان وأصيب حوالي 360 آخرون بإصابات مختلفة، وجميعهم كانوا يرتدون زي الصحافة المميز، وجزء كبير منهم كان يعمل بعيدا عن المتظاهرين.