ثلاثة أعوام هي عمر الفريق الذي تجول دون كلل لمساعدة الأسر الفقير تحت اسم "فريق سفراء التطوعي". توزيع ملابس.. سلات عذائية.. وجبات ساخنة وغيرها، هي حملات لم تنقطع خلال عمر الفريق.
"باص الدفا" الذي جاب شوارع المناطق الفقيرة والمهمشة لتقديم الوجبات الساخنة على الأسر في محاولة لتوزيع الحب والدفء معا، هو آخر مبادرات سفراء التي لاقت إقبالا من المتطوعين والمتبرعين على حد سواء.
فكرة المبادرة جاءت وفق حنين زقوت العضو في الفريق من "عربية الدفا" التي انطلقت في منطقة الشرقية بمصر عبر طبخ وجبات سهلة وساخنة يوميا، فوجدوا في الفكرة ضالتهم فأعلنوا فورا عن احتياجات تطبيقها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ثلاث جولات مسائية قام بها الباص حتى اللحظة لتوزيع الوجبات الساخنة على قرابة 300 أسرة في كل مرة، لتكون الوجبة في المرة الأولى حساء العدس، وجريشة مع اللحم في الثانية، والثالثة مجدرة.
تقول زقوت إن المبادرة بعد أن لاقت رواجا زادت التبرعات وبتنا ننتج كما أكبر من الوجبات، موضحة أن وجبتهم القادمة هي الرز والدجاج.
وأشارت إلى أن الفريق مكون من 20 متطوعا يملك معدات للطبخ عبارة عن مواقد و"طناجر" كبيرة الحجم ويعتمد عليها في عملية الطهي أما المواد فهي من تبرع المواطنين، فيما أوكلت إليها واثنتين من متطوعات الفريق عملية الطهي.
الخبرة في طهي الكميات الكبيرة حصلت عليها حنين وزميلاتها من خلال عملهما التطوعي على مدار ثلاث سنوات، فيما يعد المكان تبرعا من أحد أعضاء الفريق لاستخدامه وقت الحاجة، وكذلك الحال مع الباص.
ومع حلول السادسة مساء ينطلق الباص لتوزيع الوجبات على فقراء الأحياء فالطعام المقدم مميز بأنه " من الناس وإلى الناس" ولا يرتبط بعمل مؤسساتي وفق المبادرين.
وتبدو المفارقة في أن أعضاء الفريق المتطوع ليسوا متفرغين فمنهم العاملون وطلاب الجامعات في تخصصات صعبة كالصيدلة والطب إلا أن العمل التطوعي بات من مهاهم اليومية، كما أنهم يضطرون أحيانا لتوفير بعض المستلزمات من أموالهم الشخصية.
وتشير زقوت إلى ردة فعل الناس ودعواتهم، خاصة وأنهم يستهدفون مناطق بعيدة ومهمشة تدفعهم لتكرار المبادرات والاستمرار فيها، مشيرة إلى أنهم يستهدفون كل محافظات القطاع ولديهم قوائم بعائلات مهمشة ولا تملك أي دخل ومنازلهم غير صالحة للسكن.
وسيعمل الفريق على أن تكون جولته الرابعة في مدينة خانيونس بعد أن استطاع توفير المكان اللازم للطبخ.
وتفخر زقوت بثقة المتبرعين بفريقهم كون عملهم واضح ويعتمدون على توفير المواد الخام في الكثير من الأحيان وليس جمع الأموال كما أنهم لا يمنعون مشاركة المتبرعين لهم في العمل والإشراف عليه، داعية المواطنين لزيادة الدعم لتكون مساعدتهم شبه يومية وبكميات أكبر.