قائد الطوفان قائد الطوفان

صور من وطني

بقلم : هبة علي الكحلوت

في وطني الأشياء على طبيعتها

ترى كل شئ في بلدي ممنوع

_ ممنوع التجوال _ ممنوع السفر _

وهنا أيضا خرقنا قانون الطبيعة

فالطفل يولد في يديه حجر

في وطني الحقيقة في الشمس

وهنا لا يهابون الموت

بل يطرقون باب كل فينة بغية المنون

...

في وطني لا شيء مصطنع

ولا شيء زائف

مكتوب عليه ( صنع في الصين)

فالرجال هنا جميعهم بلال

والنساء هنا جميعهن خنساوات

....

في بلدي إن تجولت في الشارع قتلوك

وان احتميت بالبيت أرسلوا لك صاروخ

حديث مطور في البريد

في وطني الخوف فيه مصادر

والشبع لا يطرق بابنا

تتذوق في الصباح رائحة البارود

وحين نجوع نهرع إلى أرضننا

ونقبل ترابها .

....

في وطني الشاعر له ألف لسان

يتحدث عن غربة مـُرة

وعن وطن اشتاقت له العيون ألف مرة

فأقلامنا تعيش في منفي

أخرجونا من أوراقنا قبل ألـف سنة

ولم نعد للآن

....

في وطني عليك التأهب كل حين

لتشميع فمك وطردك من جنين

في وطني حيث أعيش أنا

إن خرجت منها ستموت

فهواها ليس له مثيل

وان طردوني قسراً

لن أجد البديل

اهرب إلى نفق فيه الموت

هو أساس الحنين

فلا غنى عن حضن الأم

ولا أظن أن له البديل

....

في وطني تنتعش الذاكرة

من فنجان شاي

تجلس تتسامر وتنسى الوقت

وتنسى صوت الدبابات

إلا إذا داهمتك قنبلة تفرق

جلسة الحب بين الأم والأبناء

وتصدم حين تسمع أن الأب توفي

في نفس الهجمة

....

في وطني كل شيء بات مكشوف

فهذا الوطن لا يحتاج للتعريف

فقد يولد الطفل

وعلى خده

كتب

احبك فلسطين

فحبها يجري في المحتوى

هذا وطني

هذا عشقي

......

في وطني

ذاك الشعب الذي تحبه

من نظرتك الأولى

أحرار طيبون

شعب لا يباع ولا يشترى

شعب ثابت كأشجار الزيتون

أشجار بها الحياة هنا

...

في وطني إن جلست بين القبور

تجد نفسك في راحة

أو تستعير كفن لتخاطب ابنك

ففي وطني

الأشلاء هي المنظر المعروف

الذي ترتاح له النفوس

كحدائق بابل أو تلك المعلقة

نقيم عرس للشهادة.

وان سألتهم هل تحتاجون

للتبديل؟ هل تحتاجون للتغير؟

فيقولوا لك

أنحتاجها وهي حكومتنا؟

أنحتاجها وهي أساسنا؟

فنعم الحكومة تلك

ونعم الوطن ذاك

البث المباشر