قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء اليوم، الثلاثاء، أن القدس ستبقى "عاصمة (إسرائيل) غير القابلة للتجزئة"، وذلك ضمن خطته لتصفية الحقوق الفلسطينية المعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، فيما أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن "واشنطن ستعترف بالمستوطنات كجزء من إسرائيل"، وأن الاحتلال الإسرائيلي سيحتفظ بالسيادة على غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، بموجب خطة ترامب.
ولم يوضح ترامب بالتفصيل الحدود التي تصورها خطته لمدينة القدس خلال كلمة تحدث خلالها أيضا عن عاصمة لدولة فلسطينية في القدس الشرقية. وعبّر ترامب، أثناء إعلانه عن تفاصيل "صفقة القرن"، عن "إعجابه بشكل كبير بما حققته إسرائيل".
واعتبر ترامب أن "هناك من يستخدم الفلسطينيين كبنادق للإرهاب"، فيما ادعى أن خطته "توفر فرصة للفلسطينيين والإسرائيليين ضمن حل الدولتين وهي مختلفة عن خطط إدارات أميركية سابقة".
وأوضح ترامب أن خطته تؤكد على بقاء القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مشددا على نتنياهو "قال لي إنه جاهز لتبني خطتي للسلام كأساس للتفاوض؛ وبوسعي القول إن (زعيم "كاحول لافان") بيني غانتس قبلها أيضا".
وفيما بيّن ترامب أن خطته للسلام تتألف من 80 صفحة (50 منها تتطرق إلى الخطة السياسية، و30 تتعلق بالشق الاقتصادي) وهي "الأكثر تفصيلا" على الإطلاق، صرّح بأن "الفلسطينيون يستحقون حياة أفضل بكثير"، مشيرًا إلى أن "الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون ‘متصلة‘ الأراضي".
وجاء في خطاب أمام الصحافيين وسط وصلات تصفيق متقطعة، أنه "خلال سفري تأثرت بما أنجزته إسرائيل في وجه المخاطر والتهديدات"، وأضاف أن "إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي ولن نكرر ما عاشته من أيام مظلمة".
وتابع ترامب "الشعب الفلسطيني يستحق فرصة أفضل لحياته وهم عانوا من الإرهاب... أحاول بناء سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأعلن ترامب أنه "سوف نشكل لجنة مشتركة مع إسرائيل من أجل تحويل الرؤيا إلى خطة واضحة المعالم"، مضيفًا أنه يقترح "حلولاً مفصلة لتقديم بيئة أكثر سلاماً لمختلف الأطراف".
القدس
وفي ما يتعلق بالقدس، قال ترامب: "ستبقى القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وغير قابلة للتجزئة"، مشددا على أن "الانتقال إلى حل الدولتين لن يشكل أي خطر على أمن إسرائيل (...) لن نطلب من إسرائيل أن تساوم على أمنها وأمانها".
وادعى ترامب أن "الصفقة ستضاعف الأراضي الفلسطينية وما من فلسطينيين أو إسرائيليين سيطردون من بيوتهم"، مشيرًا إلى أن "رؤيتنا ستوفر فرص استثمار هائلة في الدولة الفلسطينية الجديدة وهناك دول عديدة تريد ذلك... سيتم خلق فرص عمل للفلسطينيين وسيتم القضاء على الفقر للوصول إلى ازدهار حياتهم".
"صفقة القرن تضع حدا لأنشطة حماس والجهاد الإسلامي"
وأضاف ترامب "سنساعد الفلسطينيين من أجل الوصول إلى استقلالهم ولمواجهة تحديات التعايش السلمي"، مشددًا على أن "الصفقة ستسمح بوضع حد لأنشطة حماس والجهاد الإسلامي".
خاطب ترامب عباس قائلا "إذا اخترت السلام فسنكون إلى جانبك في كل مراحل هذا الدرب"، وأضاف أن "القدس هي مدينة مفتوحة وحان الوقت لتصحيح خطأ عدم الاعتراف الإسلامي بإسرائيل عام 1948"
ولفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن سفراء البحرين والإمارات وعُمان وغيرها من الدول الخليجية والعربية (لم تحددها) لدى واشنطن، يشاركون في حفل إطلاق الإدارة الأميركية لـ"صفقة القرن"، كما يحضر ممثلون عن السعودية، في ظل غياب فلسطيني تام.
نتنياهو: ترامب يعترف بحق إسرائيل في السيادة بالضفة
بدوره، قال نتنياهو إن "ترامب يعترف لإسرائيل بالسيادة في غور الأردن ومناطق أخرى لتتمكن من الدفاع عن نفسها بنفسها"، مشددا على أن الإدارة الأميركية تعترف في السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات (الكبيرة والصغيرة على حد سواء) في الضفة العربية المحتلة.
وأعلن نتنياهو أنه قرر أن يعتمد "خطة ترامب كأساس لحل الصراع"، فيما وجه شكره لسفراء الإمارات والبحرين وعُمان، مشيرًا إلى أن "تواجدهم مؤشر لا للمستقبل فحسب بل للحاضر أيضا".
وفيما أعلن نتنياهو أن "إسرائيل مستعدة للتفاوض مع الفلسطينيين فورا"، شدد على أن "الخطة الأميركية تعترف بالقدس عاصمة موحدة تحت سيادة إسرائيل"، واعتبر أن "خطة ترامب للسلام تعالج جذر الصراع وهو ضرورة اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية"
وصرّح نتنياهو، مساء اليوم، الثلاثاء، قبيل إعلان ترامب، عن الخطة الإدارة الأميركية لتصفية الحقوق الفلسطينية، والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، بأن "اليوم هو يوم تاريخي لدولة إسرائيل وأحد أهم الأيام في حياتي".
أضاف نتنياهو، في تصريحات تداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنه "لا أسمح لأي شيء آخر بأن يزعجني عن العمل من أجل أمن إسرائيل". تأتي تصريحات نتنياهو قبيل الإعلان المرتقب عن "صفقة القرن"، وفي أعقاب تقديم لائحة اتهام ضده للمحكمة المركزية في القدس، شملت ارتكابه مخالفات فساد خطيرة، بعد ساعات من سحب نتنياهو طلبه بمنحه الحصانة البرلمانية.